الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

"الشورى" تنفرد قبل ١٠٠ عام بخبر وفاة سعد باشا زغلول

الشورى تنفرد قبل
الشورى تنفرد قبل ١٠٠ عام بخبر وفاة سعد باشا زغلول

الجريدة نشرت الخبر "تحت الطبع".. ونعت للعالم "زعيم المشرق ونابغة العصر الحاضر في الخطابة" "زعيم الوفد" معيد حقوق مصر إليها وموحد كلمتها وزعيمها الأكبر يفارق الحياة بسبب "المرض" "الشورى" تقول: عزاء للأمم الشرقية جميعا بهذا الزعيم العظيم.. فعلى سعد يجب الحداد ولبس السواد.

قبل نحو 100 عام من هذا اليوم، وتحديداً يوم الخميس 25 أغسطس 1927، نشرت جريدة "الشورى" خبر وفاة زعيم الأمة سعد باشا زغلول بعد صراع مع المرض.

وجاء في خبر الوفاة: 

"فوجئنا "والجريدة على آلة الطبع بوفاة زعيم المشرق ونابغة العصر الحاضر فى الخطابة والسياسة صاحب الرياستين سعد باشا زغلول معيد حقوق مصر إليها وموحد كلمتها وزعيمها الأكبر.

لم يمهل المرض دولته أكثر من أسبوع كان قلب الأمة يخفق فى خلاله قلقها عليه أشد خفقان وكانت الوفود تترى وبرقيات الاستفهام عن صحته تنهال على بيت الأمة بالألوف إلى أن قبضه الله إليه قرب منتصف الليل.

وقد أصبحنا يوم الأربعاء والقاهرة بل القطر كله فى هرج ومرج ومظاهرات الحزن قائمة على ساق وقدم حزنا وهلعا على الزعيم الأكبر.

وها نحن نعد الجريدة للصدور والقاهرة تموج بالناس والمخازن تغلق وسكك الحديد تغص بالقادمين من أنحاء القطر للاشتراك فى تشييع الجنازة وبرقيات النعى والتعازى تتطاير بين مصر و جميع أقطار الأرض ولا غرو فإن المصاب بفقيد اليوم لا يعادله مصاب.

وسيكون الاحتفال بتشييع الزعيم الراحل بعد عصر الأربعاء فتقوم الأمة والحكومة بهذا التكريم رسميًا.

وسنكتب فى العدد المقبل عن المرحوم سعد باشا مطولا إن شاء الله.

فعزاء للأمم الشرقية جميعا بهذا الزعيم الشرقى العظيم فعلى سعد يجب الحداد ولبس السواد ولا حول ولا قوة إلا بالله"..

ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا مركز (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا)..

واختلفت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق أنه من مواليد يونيو 1860م. 

كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.

تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م.

وتعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. 

انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي.

بعدها اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».

وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة.

ودخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية.

وتزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا، رئيس وزراء مصر. ثم تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.

توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين.

وترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م.

حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». 

وفي عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.

وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.

وساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولّى رئاسته في 18 يوليو 1907 م أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية.

وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.

أدى غياب زغلول إلى الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م. 

ولدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924م، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد المشكل من الجمعية التشريعية بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول.

الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطني، و زعيم الأمة، البطل القومي المتشدد.

وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضاءلوا في أعين الجماهير.

ولكنه أيضا قد حان أخيرا أوان اعتلائه السلطة ويعود ذلك جزئيا أنه تحالف مع مجموعة القصر حيث قبلوا ضمنيا الشروط التي تنظم حماية المصالح البريطانية في مصر .

في أعقاب اغتيال السير لي ستاك، سردار (مصر) والحاكم العام للسودان إبان ما يعرف بـالحكم الثنائي ، وفي 19 نوفمبر 1924م وعلى إثر تصاعد المطالب البريطانية اللاحقة والتي كان مفادها أن سعد زغلول أصبح شخصاً غير مرغوب به؛ كما سيتم تفصيله في فقرة العودة للحياة السياسية؛ إضطر زغلول أن يقدم إستقالته.

ثم عاد لاحقا إلى الحكومة في عام 1926م حتى وفاته في عام 1927م.

خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م.

تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.

وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية.

جاء في الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول وفي أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلا في استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى».

اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول.

اضطرت إنجلترا إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر. لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى•

في عام 1921 برزت الخلافات بين سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد فصل على أثرها عشرة من أعضاء الوفد رغم أنهم كانوا أغلبية، حينها قال كلمته المشهورة، المسألة ليست مسألة أغلبية وانما مسألة توكيل، فأخضع بهذه الكلمة القاعدة الديمقراطية للقاعدة القانونية.

واستخدم زغلول أنصاره لعرقلة تشكيل الحكومة، ثم رد اللورد اللنبي على محاولات سعد لعرقلة تشكيل الحكومة، بترحيله إلى جزر سيشل في المحيط الهندي.

عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح.

تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه: أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة.

تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.

تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه إسترليني للحكومة البريطانية.

أن تسحب القوات المصرية من السودان.

أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.

وافق سعد زغلول على النقاط الثلاث الأولى ورفض الرابعة.

فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.

وقام الملك فؤاد بتكليف زيوار باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان.

ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء.

فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م.

وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927م.

 
 
 
 

 

تم نسخ الرابط