لكل فرد منا حكايته تُنسج خيوطها التى لم تكتمل بعد حكاية مليئة بالمجريات والمتغيرات والأحداث فيجد صاحبها أنه لابد من ممارسة حياته بالشكل الذى يظن أنه فُرض عليه وكأن الذين تُمارس عليهم الحياة ضغوطها لا يعرفون الحرية أبدًا رغم أنها بين أيديهم ورهن عقولهم إذا حاولوا الوصول لها فقط عليهم فقط أن يقاوموا ويواجهوا ولا يستسلموا وحتمًا سينتصرون طالما استعانوا بالله ثم بأنفسهم على أن يكونوا قد آمنوا بها وسلموا أنها أعظم ما يملكون فالخسران والهزيمة يكونان العنوان العريض لمن لم يجد نفسه على استعدادٍ لمواجهة الحياة التى تُصنع بالقوة وتُقاوم بالعقل وتُحارب بالتخطيط والتنظيم والفهم الصحيح لمجرياتها وطبيعة نفسك ومن حولك ومن لم يمتلك قوة المواجهة تقتله قوة الحياة ليس لأن البقاء يكون للأقوى ولكن ظروف الحياة تقهر الضعفاء المستسلمين فإن أردت أن تعيش الحياة فعليك مواجهتها إن كنت تريد أن تعيشها نعم عليك الاختيار ماذا تريد؟ هل ستواجه بطش الحياة لتنال منها أم ستمارس عليك الحياة عنفوانها فتضعك على الهامش دون أى دور بل ودون حياة؟
ودعونا جميعًا نقر ونعترف بأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه كثيرة هى الأمنيات وقلما نجد إلى تحقيقها سبيلًا إلا إذا أحسنا التخطيط والترتيب ومن الأساس أحسنا الاختيار وحلمنا الأحلام المناسبة لنا ولقدراتنا وتمنينا الأشياء المشروعة الحلم والممكنة التنفيذ فوسط هذا العالم المتغير الذى نعيشه هناك شيء ثابت هو أنك لو لم تختر ما الذى تريده من الحياة فإن الحياة نفسها هى التى ستختار لك وحتى تحقق ما تريد فى هذا العالم يجب أن تكون اختياراتك سليمة من الأساس فعلينا أن نمتلك القوة لصنع الاختيارات على أن تكون اختيارات حكيمة مناسبة ويكون لدينا القوة على تغيير حياتنا بالكامل حتى نصل لشعور نتمناه جميعًا وننشده ألا وهو السعادة والرضا. وهذا لن يكون إلا بتخطيط واجتهاد وجهد وعرق وتعب كل ذلك عقب الاستعانة بالله تجد لنفسك طريقا للنجاح والفوز بالحياة فالوعود بلا خطط هى مجرد آمال والأهداف بلا عمل هى مجرد أمانٍ فالأحلام التى نطمح إليها والأمانى التى تداعب مخيلتنا والتى نرجو أن نراها حقيقة على أرض الواقع ستظل مجرد أحلام وأمانٍ كما ذُكرت ولن تخرج من هذه الدائرة إلا بالتخطيط لها والعمل من أجل تحقيقها وقهر الظروف المحيطة مهما كانت فكم من قصة نجاح قهرت الظروف لو استسلم بطلها لكان مجرد حالم متمنٍ حتى وفاته ولن يسمع به أحد منا بل سيكون على هامش الحياة أى لا وجود له فالنجاح لا يأتى بمحض الصدفة بل هو رؤية وتخطيط وعمل جاد وصبر ومثابرة.
التخطيط نقطة حاسمة فى الحياة ملايين من الناس تذهب حياتهم سُدى بسبب أنهم لم يخططوا لذلك اتخذ قرارك من الآن بأن تُخطط لتصل إلى ما تريد فى الدنيا والآخرة فإذا كنت لم تخطط لمصيرك فسوف يخططه لك آخرون فبادر أنت بالانطلاقة وإذا كنت لا تعرف ما هو اتجاه الانطلاق وما الذى تريده فحدد أولًا الذى تريده فالشيء الهام فى حياتنا هذه لا يكمن فى موقفنا الآن بل فى أى اتجاه نتحرك فمهما صادفت من فشل سابق حول فشلك إلى نجاح وابدأ قصتك من جديد قاوم فى كل الاتجاهات لتحدد هدفك ثم اسع إليه فورًا دون تردد فقط توكل على الحى الذى لا يموت مالك الحياة والموت والرزق والعمل والتوفيق وثق تمامًا فى الله أن سعيك سوف يُرى فهذا وعد من لا يخلف وعده سبحانه. ارسم خطة وخريطة لتلك الأحلام لتحولها إلى حقيقة.. حول الأمانى إلى أهداف واسع بكل جِد فى سبيل الوصول إليها.. ضع رؤية واضحة لكل جانب من جوانب الحياة لتستطيع أن تتحكم فى حاضرك ومستقبلك الآتى بإذن الله ثم بعملك وجهدك وإخلاصك وإياك والاستسلام فأعظم الانتصارات هو أن تقف بعد أن تسقط وتنهض بعد السقوط وتحول الفشل إلى نجاح فالفرق كبير بين فشل وفاشل فالفشل هو أن تقع فتتعلم فتنجح وأما الفاشل فهو من يتكرر فشله ولا يتعلم شيئا ويُصاب باليأس والإحباط ويضع نفسه على هامش الحياة والناس أما الناجح فهو إنسان ماهر فى اختيار الأولويات يعرف قيمة اللحظة التى يعيشها ويستغل كل لحظة فى حياته ليكون فى منتصف السطر وفى بؤرة الاهتمام فى عين نفسه قبل الآخرين.
علينا جميعًا أن نعى أننا لا نملك إلا حاضرنا وتلك اللحظة التى نعيشها الآن أما الماضى فقد ولى ومضى فقط علينا أن نتعلم منه وأن نندفع بقوة نحو المستقبل متسلحين بالله أولًا وأخيرًا ثم بالإيمان بأنفسنا وقدرتنا وفاهمين دروس الماضى وعازمين على مستقبل يليق بنا نصل إليه بالتخطيط والتعب والجهد والجد والإخلاص والسعى فمهما كانت أخطاء الماضى فالإنسان يمتلك القوة والقدرة على خلق غد يختلف عنه تمامًا فنحن نتعلم من تجارب الفشل أكثر مما نتعلم من تجارب النجاح حتى فى العبادات فإن الذنب يُغفر وتُرفع به الدرجات وحفل القرآن الكريم بذِكر التوبة والاستغفار فى آيات عديدة وسور مختلفة فاتحًا باب الأمل أمام المذنبين فى قبول التوبة وغفران الذنوب بل وإبدالها حسنات فقد قال تعالى "إلا من تاب وآَمن وعمل عملًا صالحًا فَأولئك يُبدِل الله سيِئاتهِم حسناتٍ وكان الله غفورًا رحيمًا" أى أن الله تبارك وتعالى قد سن سنة التوبة من الذنب والعودة والاعتراف بالخطأ والعدول عنه والعمل بما يُرضيه سبب لنجاح العبد فى اختبار الدنيا ونجاحه وفوزه بالدنيا والآخرة بل وإبدال سيئاته حسنات وهذا هو الفوز والنجاح الأعظم الذى ننشده جميعًا وهو الفوز فى الآخرة ولن يتحقق أيضًا إلا بالعمل من أجله فلا شيء دون عمل وجد واجتهاد وإخلاص ومثابرة وإصرار على النجاح والفوز ولله المثل الأعلى.
عزيزى القارئ خاصة من الشباب أبنائنا وأشقائنا الصغار نظرتك إلى نفسك تحدد أداءك وأداءك يحدد مستقبلك فخطط لمستقبلك وكيف ستكون وماذا تريد أن تكون بعد عام أو بعد عشرة أعوام أو أكثر من ذلك وإياك أن تتركها للظروف متحججًا بأى حجة فعندما يضع الإنسان هدفًا لحياته متسلحًا بمراقبة الله والإيمان بالنفس والقوة والشجاعة والتصميم وقبلها التوكل والاستعانة بالله ثم التخطيط السليم ستجد نفسك وقد حققت ما تتمناه وما تتمنى أن تعيشه وحتى إن تعثرت مرات ومرات فعليك العودة سريعًا والقيام من جديد لمقاومة الحياة والبقاء فيها صامدًا مقاومًا مصممًا على النجاح والبعد عن الوجود على هامش الحياة ليس إلا فإياك أن تكون على هامش الحياة.