العباس السكرى يكتب: "الفاشلات محظوظات".. ريم مصطفى وعائشة بن أحمد وهنا شيحة مابيعرفوش يمثلوا وواكلينها والعة
إذا كنت واحدا من المهتمين بالحركة الفنية والسينمائية، فلابد أن تنتابك الحيرة والدهشة، كلما طالعت الشاشة ورأيت وجوها لا تملك قدرا كبيرا من الموهبة تتصدر الساحة بشكل كبير، هذه الوجوه مع الأسف لا تضع فى خطتها رؤية واضحة ولا تبغى صناعة تاريخ فنى ولا تملك ما يجعلها فى الصدارة أو القمة، والمفارقة أنه مع أخذ هؤلاء الشخصيات مساحات واسعة من الانتشار فى السينما والتلفزيون إلا أنهم يصرون كل الإصرار على الجمود، وعدم التطور، وكأن هدفهم وشغلهم الشاغل هو الظهور على الشاشة لتقاضى مبالغ مالية مقابل هذا الظهور الباهت والضعيف، دون النظر لتخليد أسمائهم فى سجل الفن وتاريخه.
ريم مصطفى.. مابتعرفش تمثل وبتعمل بطولة مطلقة
يعرض حاليا مسلسل "طير بينا يا قلبى" والذى يسجل البطولة المطلقة الأولى للممثلة ريم مصطفى فى الدراما التليفزيونية، وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى كوميدى حول الأسرة ومنظومة التعليم، كما يسلط الضوء على مشاكل التعليم والفارق بين المدارس الإنترناشونال والمدراس الحكومية والعديد من الصراعات التى يدخل بها أولياء الأمور من أجل تربية أبنائهم، وللحق لست متخيلا أن تقدم فنانة لا تجيد التمثيل ولا تعرف عنه شيئا دور البطولة المطلقة فى مسلسل به عدد من النجوم، فريم مصطفى صاحبة وجه جميل وملامح جذابة لكنها خالية تماما من التعبيرات الفنية، قد يكون الأمر متعلقا بالروح والحس، وهو ما ينعكس على أدائها أمام الكاميرا وخلف الشاشة فيجعله بلا طعم أو لون أو رائحة، لكنها مستمرة بقوة الدفع التى تدفعها وترشحها من عمل لآخر، وفى كل مرة لا يوجد اختلاف فى مفهوم الانفعالات التى تقدم بها الشخصية، الأداءات كلها واحدة فى جميع المشاهد والانفعالات لا تتغير "هى هى"، تقريبا لا تريد التطوير ولا تعمل على ثقل ذاتها ومهاراتها، هى سعيدة جدا بأنها أصبحت فنانة تعمل بمجال التمثيل ومطلوبة فى السوق بحكم أنها وجه جميل لا أكثر. ومن سوء حظ المشاهدين أن ريم مصطفى كانت لا تنتوى من الأساس العمل بالتمثيل، وعقب تخرجها فى كلية إعلام عملت فى مجال التسويق، إلى أن نصحتها إحدى صديقاتها بأن تجرب حظها فى التمثيل، لتنغص حياة المشاهدين بتمثيلها وأدوارها التى لا تستطيع أن تصفها إلا بالأدوار الباهتة وعديمة التأثير، ورغم أنها كانت محظوظة بشكل كبير _وتقريبا كل الفاشلات محظوظات_ ففى عام 2014 الذى شهد مولدها الفنى وبداياتها الفنية قدمت 4 أعمال دفعة واحدة هى "هبة رجل الغراب" الجزآن الأول والثانى، ومسلسل "جبل الحلال" مع الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز، ومسلسل "الخطيئة" مع شريف سلامة وشيرى عادل، ولم تثبت جدارتها فى أى عمل منها، ربما لأنها كانت وجها جديدا وخائفة من الكاميرا، وتستحق أن تأخذ فرصتها، لكن تعددت الفرص والفشل واحد، ففى عام 2016 وقفت فى أهم مسلسلات الموسم مع الزعيم عادل إمام فى "مأمون وشركاه" ومحمد رمضان فى "الأسطورة"، وأمير كرارة فى "الطبال"، وكالعادة إيقاع بطىء وفشل جديد. فى سنوات قليلة قدمت ريم مصطفى 20 عملا فنيا بين السينما والدراما، ولم تنضج أو تتطور، تتعامل بمنطق "أنا أمثل إذن أنا موجودة" دون الاعتبار للمشاهدين أو حتى صعودها للنجومية، وبدأت تظن فى نفسها أنها نجمة وممثلة، وهى فى الحقيقة مازالت غير معروفة للجمهور الذى قد يتذكر شكلها لكن بالتأكيد لا يعرف من هى ولا اسمها ولا ماهيتها، والسؤال: هل ستبقى ريم مصطفى تعمل دون تأثير ودون اجتهاد وكأنها تصارع طواحين الهواء؟ بالتأكيد هى وحدها من تعرف الإجابة، والإجابة مرتبطة بإذا كانت لديها نية فى تطوير نفسها أم لا.
عائشة بن أحمد.. شغالة طول السنة "مسلسلات" ومالهاش فى التمثيل
تقدم الممثلة التونسية عائشة بن أحمد حاليا دور البطولة النسائية أمام عمرو يوسف فى مسلسل "وعد إبليس" والذى تدور أحداثه حول رجل أعمال ناجح يُدعى إبراهيم، تُصاب زوجته بمرض خطير ليس له علاج، فيلجأ إلى شخص أقنعه بأنه قادر على شفاء زوجته ولكن فى المقابل يوقع عقد بيع روحه لإبليس بعد موته، ولكن سرعان ما ينقلب وعد إبليس رأسًا على عقب وليبدأ بتحويل إبراهيم إلى رجل شرير خاضع لسيطرته ويدفعه لتنفيذ أجندته الشيطانية بعد منحه قوى خارقة، وبالطبع دور عائشة فى المسلسل مركب وصعب وهى لا تقوى على تجسيده ولكن تم اختيارها لتأديته ما يثير الضحك والشجون معا، وصراحة لا أعرف من الذى أوعز للتونسية عائشة بن أحمد بدخول مجال التمثيل أصلا، حيث كان أفضل لها أن تستمر فى مجال عالم عروض الأزياء، فهى حقيقة لا تعرف شيئا عن التمثيل، ولن تعرف أبدا، طلتها على الشاشة غير موفقة على الإطلاق، مهتزة ومرتابة ومتوترة، وربما ما دفعها لدخول مجال التمثيل أنها وجدت فنانة تونسية مثلها هى درة دخلت المجال وأصبحت تصول وتجول فيه، فراودها حلمها أن تستكمل المسيرة وتمثل وتصبح نجمة مجتمع معروفة مثل درة وغيرها، طالما ليس هناك قواعد تحكم الصناعة، والموهبة أصبحت ليست لها كلمة أو أهمية. عائشة بن أحمد وجه ليس فنيا ولا تملك تعبيرات تجعلها فى يوم من الأيام فنانة لها معنى، أو ذات ثقل وقيمة فى الوسط الفنى، بل العكس هو الواضح والظاهر والصحيح، أداء باهت جدا، ضعف شديد فى الموهبة، والغريب أنها كلما ظهرت مع نجم لا يكرر معها التجربة، لكنها تهرب منه لعمل آخر، مثلا شاركت طارق لطفى مسلسل "شهادة ميلاد" ولم تظهر معه بعدها، وقدمت مع محمد رمضان مسلسل "نسر الصعيد" فقط، ومع أحمد عز مسلسل "الخلية" ولم تشاركه فى أى أعمال أخرى، ومع مصطفى شعبان فى مسلسل "أبو جبل" فقط، وإحقاقا للحق فإنه يجب عليها اعتزال التمثيل بعد أدائها فوق الضعيف جدا فى مسلسل أبو جبل، بشخصية "مريم" لا يمكن أن تكون هناك ممثلة بدون مشاعر وأحاسيس مثل عائشة بن أحمد، هى كفيلة بأن تجعلك تترك التلفزيون وليس المسلسل لأجل غير مسمى، ربما يكون العزاء الوحيد للمشاهدين أن كل النجوم اكتشفوا ضعف موهبتها ولم تظهر مع كل منهم إلا مرة واحدة فقط، أهدرت أكثر من فرصة لو أتيحت لأحد غيرها كانت أصبحت نجمة ملء السمع والبصر، لكن عائشة لو قدمت ألف مسلسل ستظل فى طى النسيان.
هنا شيحة.. لا موهبة ولا كاريزما وظهور مستمر
هنا شيحة هى المعنى والتجسيد الحقيقى لثقل الظل على الشاشة، والتمثيل بلا معنى أو روح أو غاية، جاملها القدر كثيرا جدا، ولم تتعلم، وأغلب الظن أنها لن تتعلم "فالتعليم فى الكبر كالنقش على الماء"، وقفت خلف كاميرا المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبد الحافظ فى مطلع حياتها بمسلسلى "وجع البعاد" و"البر الغربى"، وهذه فرصة عظيمة لمن يعرف قدرها، كما منحها المخرج السينمائى الراحل محمد خان فرصة ذهبية بتصعيدها للبطولة المطلقة فى فيلمه "قبل زحمة الصيف"، ورغم ذلك كان تمثيلها باردا وأداؤها باهتا، ولم تحقق المرجو منها، فى حين أنها بدأت التمثيل فى وقت مبكر، ومن بدأ بعدها أصبح الآن نجوما ملء السمع والبصر، أما هى فتقف متأرجحة بين الدرجة الثانية والثالثة وأحيانا الرابعة، ولا يعيبها على الإطلاق أن تكون ممثلة ثانوية تقدم دورا جيدا، لكنها دائما تخفق بشكل كبير، ولا تهتم بالدور ولا تفاصيله، ولا حتى تقديمه للمشاهد بشكل يحمل مشاعر وأحاسيس. هنا كانت انطلاقتها الحقيقية عبر فيلم "حب البنات" الذى لعبت فيه دورا محوريا مع ليلى علوى وحنان ترك وأشرف عبد الباقى، من إخراج خالد الحجر، كان ذلك عام 2004، وحقق الفيلم انتشارا كبيرا، وعرف الجمهور هنا شيحة وانطلقت من بعده فى الدراما التلفزيونية لتقف أمام يحيى الفخرانى فى مسلسل "يتربى فى عزو"، وتيسير فهمى فى "قلب الدنيا"، و"راجل وست ستات" مع أشرف عبد الباقى، و"حكايات وبنعيشها" مع ليلى علوى، ومع ذلك لم تقدم ولم تؤخر، حتى عندما حدث الانفتاح فى الدراما بعد 2011 وأسند لها محمد خان بطولة سينمائية بـ "قبل زحمة الصيف" لم تصعد درجة أو خطوة واحدة وظلت كما هى مترددة وخائفة، وكأنها تعلم أن إمكانياتها التمثيلية ضعيفة جدا، ولا تقوى أن تحمل عملا بمفردها ولن يصفق لها الجمهور، فهى دائما خاسرة. لا أنكر أن هنا شيحة وجه قد يكون جميلا على الشاشة، لكنه بلا روح ولا حس فنى ولا خيال تمثيلى، تفتقد حتى التعبيرات الجسدية، تتحرك يمينا ويسارا كما يقول السيناريو وتنفعل كما يقول الكاتب فى الحلقة، دون أن تشعر بالكلمة أو الجملة، فى صورة تنم عن فقدانها الموهبة، ويبدو أن لديها رغبة حقيقية أن تظل هكذا، لا أحد يشيد بتمثيلها ولا بدور قدمته، إنما تصل للتريند بحكايات زواجها وطلاقها فقط، لا من خلال عملها أو تمثيلها، فلم تتصدر التريند عن دور قدمته فى حياتها أبدا رغم أنها دائمة الظهور على الشاشة باستمرار وفى أغلب المسلسلات بكل المواسم.