محمود الشويخ يكتب: « ماتبقى من الرجال ».. كيف سلم جيل أكتوبر راية العبور للرئيس السيسى ؟
- ماذا يفعل "أهل الشر" الآن؟.. وأسرار خطة الدولة المصرية للمواجهة الشاملة مع الأعداء.
- "القائد" يجدد العهد مع الشعب.. ولماذا قال "تغيير الواقع لن يكون بالكلمات والشعارات والأمانى"؟
أعترف بأن مشاعر متناقضة تعترينى فى هذا اليوم؛ فخر بما يمثله هذا التاريخ - تاريخ ٦ أكتوبر - من عزة وكرامة.. وألم بما أسمعه من قصص الشهداء والمصابين وضحايا الحروب.. وحسرة على عدم استغلال هذا النصر العظيم فى تحقيق انطلاقة كبرى.
لكن الفخر هو ما يسيطر علىّ.. فما حققناه أكبر من أى وصف أو كلمات.
وقد اكتسب احتفال أكتوبر روحا خاصة فى السنوات الأخيرة بفعل الندوة التثقيفية التى عقدتها القوات المسلحة المصرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وما تبقى من أبطال نصر أكتوبر المجيد وعائلات الشهداء الأبطال.
فى كل عام أجدنى جالسا أمام الشاشة أتابع.. فأنا لا أحب أن أحضر هذه الفعاليات فى أرض الحدث.. بل أفضل متابعتها على الشاشة فالرؤية أفضل والمشاعر أكثر صدقا.
والأهم فى مثل هذه الندوات أنها تذكرنا بأن حربنا لم تنته.. فإذا كان عدونا الخارجى قد انهزم فى ٧٣.. فإن العدو الداخلى ظهر بعد سنوات ولا يزال حتى هذه اللحظة يرقص رقصته الأخيرة.
ولقد كانت الندوة التثقيفية مناسبة جديدة لكى نسمع من الرئيس السيسى عن وضعنا الحالى.. وإلى أين سنصل.. فى ظل ظروف صعبة من جائحة إلى حرب كبيرة لا تزال مستمرة حتى الآن.
إن ذكرى انتصار أكتوبر تأتى هذه الأيام والعالم - ومصر جزء منه - يعيش أزمة اقتصادية مؤلمة لم تترك حجرا فى موقعه. والأسوأ أن هذه الأزمة جاءت بعد جائحة كورونا التى دمرت جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمى.. ومن هنا فقد تركت آثارا مدمرة نشعر بها جميعا.
لكن الأمل كبير.. كما قال الرئيس "هتعدى وبكره تشوفوا".
وقد جاءت كلمة الرئيس السيسى فى ذكرى النصر قوية حاسمة.. فها هو يشير إلى أن "مصر تحتفل بالذكرى التاسعة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة يوم انطلق الجيش المصرى ليتحدى المستحيل ويقهره، يوم إثبات مقدرة الإنسان المصرى وتفوقه فى أصعب اللحظات، التى قد تمر على أى أمة".
وليوم السادس من أكتوبر مكانة خاصة لدى الرئيس فهو "اليوم الذى حققت مصر فيه معجزة العبور كان يومًا مقدرا له أن يظل خالدًا ليس فقط فى وجدان مصر وشعبها وإنما فى ضمير الأمة العربية بأسرها وشعوب العالم المحبة للسلام، فمصر لم تحارب فقط دفاعًا عن أرضها وإنما من أجل تحقيق السلام وهو ما نجحت فيه وحافظت على مكتسباته".
وكان هذا اليوم مناسبة جديدة لتحية البطل أنور السادات فكما قال الرئيس: إن "حرب أكتوبر المجيدة كان لها رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى لاتخاذ القرارات المصيرية التى غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.. ومن هنا، فإننى أوجه التحية إلى روح الشهيد البطل الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام الذى اتخذ بجسارة قرار العبور العظيم رغم شبح الهزيمة، الذى كان يطارد الجميع وتحية له أيضا باتخاذه بشجاعة الأبطال، قرار السلام الذى طوى صفحات الماضى وفتح آفاق المستقبل لسائر المنطقة".
وفى القلب هناك القوات المسلحة المصرية البطلة درع الوطن وسيفه… "ومن هذا المقام كمواطن مصرى وكرئيس لمصر أوجه تحية يملؤها الإجلال والاحترام إلى كل من ساهم فى صنع أعظم أيام مصر فى تاريخها الحديث، وتحية يملؤها الفخار والاعتزاز للقوات المسلحة المصرية تلك المؤسسة العسكرية الوطنية التى أتشـــرف بــأن أكــون مــن أبنائــها، وهى رمز البسالة والإقدام والصمود والتحدى وحصن هذا البلد الأمين وحامى مقدرات شعبها العظيم، وستظل العلاقة الفريدة بين الشعب والجيش بإذن الله أمرًا مقدسًا، وضامنًا أبديًا، لأمن هذا الوطن واستقراره وتحية من أعماق القلب إلى أرواح الشهداء أبطالنا الذين منحونا حياتهم ذاتها كى يحيا الوطن حرًا كريمًا مستقلًا.
شعب مصر العظيم".
وإذا كنا نتفاخر بما حققناه فإن أخذ الدروس والعبر منه أفضل وأبقى.. "إن جوهر حرب أكتوبر المجيدة هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار والمرارة والألم إلى الكبرياء والعزة والفخر".
وكما يقول الرئيس "يقينى الراسخ بأن تغيير الواقع لم يكن، ولن يكون بالكلمات والشعارات والأمانى وإنما بالرؤية المتكاملة بعيدة المدى والتخطيط العلمى، وتوفير آليات وعوامل النجاح ثـم العمـل الدؤوب بعزيمـة وإرادة صـلبة من أجل تحويل الرؤية والأمل إلى واقع جديد يسود ويطغى على عثرات الماضى، ولعلكم تتفقون معى أن تلك هى ذات المعانى والقيم التى نعيشها اليوم فى معركة البناء والتنمية التى نخوضها منذ سنوات بهدف تغيير واقعنا بشكل حقيقى ومستدام والعبور إلى الجمهورية الجديدة التى نتطلع إليها والتى تلبى طموحات طال انتظارها جيلًا بعد جيل فى مستقبل أفضل لهذا الوطن يكون بقدر عراقة حضارته، وعظمة تاريخه".
ماذا يقول الرئيس أيضا؟
"إن الجمهورية الجديدة التى أراها عين اليقين، سوف نحقق بإذن الله معجزة العبور الآمن والثابت إليها، إنها الجمهورية التى تهدف إلى تحقيق تطلعات هذا الجيل، والأجيال القادمة وإلى الانطلاق على طريق التقدم، وامتلاك القدرة فى جميع المجالات وبحيث تصبح مصر بإذن الله دولة حديثة متطورة ينعم فيها المصريون، بمستويات معيشية كريمة.. فكما شاء القدر لجيل أكتوبر، أن يعاصر مراحل تاريخية ذات أعباء جسام، فإن الأجيال الحالية، كانت على موعد أيضًا مع القدر، لتعيش مرحلة غير مسبوقة، فى تاريخ مصر الممتد لتعاصر أحداثًا وتداعيات هائلة أمنية وسياسية واقتصادية، يشهدها العالم بأسره".
ولم يغب عن الرئيس السيسى أن يذكر المصريين بالأعداء حتى لا ينسوا فيقول: "تعد الأزمة الاقتصادية العالمية التى يئن من وطأتها، كل فرد على هذا الكوكب نموذجًا على ما نراه، ونعيشه ونحياه ونحاول قدر استطاعتنا تجاوزها بالجهد الصادق والعمل المخلص من أجل وطننا الغالى، وفى ظل هذه الأحداث وتلك الظروف مازالت هناك "قوى شر" تضمر بـداخلها كـل معانـى الحقد والكراهـيـة، فراحت تبث سمومها، فى شرايين الوطن من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والضلالات بهدف إفقاد المواطن الثقة واغتيال معنوياته، ولكننى على يقين، أن الإنسان المصرى صانع الحضارة أكبر وأقوى من تلك المساعى المضللة الكاذبة وأن لديه قدرة فطرية أن يميز بقلبه السليم، وعقله الواعى ما بين الغث والثمين والهدم والبناء وما بين الإخلاص وحب الوطن والشعب والخبـث وكراهيــة هــذا الوطــن وشـعبه".
وكانت رسالة الرئيس للمصريين: "أقول لكم: "إن عين التاريخ تنظر إليكم.. يا أبناء شعب مصر العظيم، فلتكتبوا لأنفسكم تاريخًا جديدًا من المجد، تعلون به إلى المكانة الرفيعة.. التى تليق باسم مصر الخالد، ولتمضوا فى تأسيس الجمهورية الجديدة.. وبناء المستقبل والواقع الجديد.. الذى نطمح جميعا إليه، ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن والشعب".
كل عام وأنتم بخير.. ومصـر فى أمـان وسلام وتقدم، وبشعبها العظيم، وجيشها الباسل.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.