محمد الولص يكتب: نصر أكتوبر.. ذكرى عبور فرسان العزة والكرامة
تعيش الأمة العربية الذكرى 49 لانتصار أكتوبر المجيدة.. ذكرى استعادة كرامة الأمة العربية، إنها ذكرى عبور فرسان العزة والكرامة جيش مصر العظيم وذكرى تحطيم الغطرسة الصهيونية.
في ظهيرة يوم السادس من أكتوبر عام 1973م وفي تمام الساعة الثانية ظهرا وفي يوم رمضاني مبارك (العاشر من رمضان)، انطلقت القوات المسلحة المصرية برا وجوا وبحرا في تنفيذ المهمة المقدسة، وخلفهم قلوب الأمة العربية المجيدة تدعو لهم بالنصر.
وما كانت مصر العظيمة عبر تاريخها الطويل إلا قلعة الدفاع عن الأمة في كل حروب الأمة التاريخية وكان لمصر سحق التتار البرابرة ومن مصر خرج القائد صلاح الدين.
وكانت حرب السادس من أكتوبر امتدادا لذلك التاريخ المشرق لأرض الكنانة، بعد أن حاولت قوى الاستعمار والصهيونية كسر إرادة مصر العظيمة والأمة العربية نظرا لدور مصر القومي في تحرير الأمة من الاستعمار.
وفي لحظة استثنائية في التاريخ يوم السادس من أكتوبر، عبر خير أجناد الأرض قناة السويس وألسنتهم تلهج بالتكبير وحطموا بأقدامهم حصن خط بارليف الذي يعتبر أقوى تحصين دفاعي في التاريخ الحديث.
حرب أكتوبر ليست حربا عادية بل إنها كانت نقطة تحول عظيم وبداية انكسار الغطرسة الصهيونية وانكماشها.
من بعد حرب أكتوبر وحتى اللحظة تغيرت المعادلة العسكرية كليا مع إسرائيل وتمرغ أنوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في التراب الذي كان يقال عنه إنه الجيش الذي لا يقهر.
على المستوى القومي أثبتت وحدة الأمة وشمولية المعركة ولم يسجل التاريخ العربي الحديث وحدة للأمة العربية مثل ما حصل في حرب أكتوبر.
وأعطت حرب أكتوبر مساحة واستقلالية للأمة العربية وقدرة أكبر على الاستفادة من ثرواتها ومقدراتها، وتظل ذكرى حرب أكتوبر درسا تعلم منه العدو والصديق عظمة قيادة مصر وموقعها في أمتها العربية.
كان موقف القيادة السعودية ممثلة بالملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه موقف عروبي مساند بقوة لقيادة مصر وجيشها، ووضعت السعودية كل إمكانياتها لدعم القيادة المصرية في حرب أكتوبر واتخذ الملك فيصل قرارا بقطع النفط عن الغرب لمساندتهم لإسرائيل وكان قرارا شجاعا وغير مسبوق وكادت تنشب حرب دولية بسبب ذلك القرار. وكان للكثير من الدول العربية موقف تضامن ومشاركة عربية مع جيش مصر والجبهة السورية.
تحيا مصر.. تحيا مصر
والمجد والخلود والرحمة لشهداء جيش مصر العظيم.