محمد فودة يكتب: محمد رمضان.. موهبة حقيقية أربكتها "المشاكل" وأفسدها "جنون التريند"
◄فنان متعدد المواهب ولكنه ضحية التهور والاندفاع وفوضى "الشو الإعلامى"
◄رسائلى لمحمد رمضان:
◄"الشىء حينما يزداد عن حده فإنه ينقلب إلى ضده"
◄إثارة الجدل بشكل دائم تفقد النجم الكثير من قيمته الإبداعية وتؤثر على جماهيريته
◄النجومية لا تدوم لأحد والتجاوز فى حق "الكبار" أمر غير مقبول على الإطلاق
◄ننتظر منك نجاحاً جديداً فى السينما والمسرح والتلفزيون
كنت ومازلت من المعجبين بالفنان محمد رمضان واجتهاده وكفاحه وإصراره على تحقيق النجاح بشكل دائم، ليس هذا فحسب بل إننى أعتبر نفسى من مشجعيه الدائمين والداعمين له ، فلا أحد ينكر أنه فنان موهوب استطاع فى وقت قصير أن يصنع لنفسه مكانة متميزة فى عالم الفن ونجومية لا يمكن لأحد تجاهلها بأى حال من الأحوال ، فضلاً عن ذلك فقد استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا فى أفلام «الأكشن» وفى الدراما التليفزيونية ، وهو ما كان يفرض عليه أن يحترم جمهوره الذى التف حوله وأحبه بصدق، ولكنه للأسف اعتاد أن يخرج علينا بين الحين والآخر بتصرفات مستفزة مثيرة للجدل، دون أن يفرق بين الحياة العادية وما تفرضه عليه النجومية، وهو ما يتسبب فى خلق حالة من الارتباك بينه وبين جمهوره، ما يبعده عن أصول النجومية. وبقدر ما يملك محمد رمضان من موهبة فنية واضحة وجماهيرية متصاعدة، فإنه أحيانا لا يملك الحنكة أو العقلانية التى يدير بها أمور حياته المهنية، فلديه أيضاً قدرة كبيرة وغير مفهومة على الدخول فى صراعات وقضايا ومشاكل لا مبرر لها، وذلك على مدى سنوات من تاريخ عمره القصير فى الفن، فلم يستطع كبح جماح "التريند" والظهور بشكل مستمر على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى وإن كان هذا الظهور يثير جدلا وقلقا كبيرا مما يضيع عليه فرصا عديدة من حب الجمهور له والالتفاف حوله، ولكن للأسف أشعر أحيانا بأن الجمهور ينسحب منه رويدا رويدا وهذا حدث بظهور هاشتاجات ترفض وجوده فى بعض الأماكن منها محافظة الإسكندرية. وللحق فإننى لا أعرف من دفعه بقوة لأن يقحم نفسه فى مجال «الغناء»، وهو بعيد عنه كل البعد، ما ترتب عليه هذا الكم الهائل من ردود الأفعال الغاضبة التى جعلته فى مرمى سهام النقد اللاذع، وآخرها ما حدث بهاشتاج رفض حفلته، حيث أطلق الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى الإسكندرية حملة موسعة على موقع التواصل الشهير "فيسبوك" لإلغاء حفله بهاشتاج "الإسكندرية لا ترحب بك"، وجاءت أبرز اعتراضات الإسكندرانية على النهج الذى يسير عليه رمضان فى حفلاته إذ تتسم بالعرى والابتذال كما يرون وهى أمور لا تتماشى مع طبيعة وتقاليد أهل الإسكندرية نهائيًا، ما دفعه للذهاب ليلا لمحافظة الإسكندرية والوقوف على الأمر، وبمجرد إعلانه عن حفل له فى دولة قطر من المقرر أن يقام يوم 25 نوفمبر المقبل، أثار الأمر حالة واسعة من الغضب العارم، ودشن عدد من الجمهور هاشتاج حمل عنوان "قطر ترفض محمد رمضان" على موقع التغريدات تويتر، معربين عن استيائهم من تواجده لإحياء حفل غنائى بقطر، وأبدى العديد من المواطنين فى قطر رفضهم الشديد له، ما دفع وزارة الثقافة القطرية للتصريح بأنها لم تعط أى تصاريح لإقامة حفل لمحمد رمضان، وعندما أعلن عن إقامة حفل له فى سوريا نفت نقابة الفنانين السورية إقامة حفل غنائى له فى دمشق، وقام عدد من النشطاء بتدشين حملات لرفضه فى سوريا، لذلك على محمد رمضان التروى والهدوء، هدوء من العنفوان الذى قد يجعله يخسر ما حققه من نجومية ونجاح وشهرة ومال. واللافت للنظر أن مسلسل أزمات محمد رمضان فى الفترة الأخيرة لا يقتصر على رفض الجمهور حفلاته التى أعلن عنها بسبب إثارته للجدل، بل الغريب أنه مستمر فيما يفعله دون وضع أى شىء فى اعتباره، حتى إنه لم يلتفت للانتقادات التى طالته مؤخرا بسبب تصريحاته ضد كبار الفنانين، حيث أثار مؤخرا أزمة مع أسرة الفنان الراحل وحش الشاشة فريد شوقى بسبب انتقاده بعض أدواره ووصفه بأنه قدم أدوارا بها بلطجة أكثر شدة من تلك التى تتضمنها أفلامه، فى موقف غريب وعجيب وتصرف غير مقبول أصلا، فالجميع يعلم أن أفلام وحش الشاشة غيرت قوانين وأثرت فى المجتمع العربى كله، وهو ما جعل أسرة الفنان الراحل وابنته ناهد فريد شوقى تقوم بالرد، وأيضا حفيدته الفنانة ناهد السباعى التى قالت على صفحتها :"أفلام الجريمة زمان غيرت سلوك بشر للأحسن وقوانين بلد للأرحم"، وعندما علقت الفنانة سميرة عبد العزيز قبل فترة بأنها لا ترفض العمل مع محمد رمضان ولا ترفض تقديم دور والدته، رد عليها بأن الشخصية المقبلة له يتيم الأم، وهو ما عرضه أيضا للعديد من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومؤخرا دخل فى أزمة جديدة بعد تصريحاته بأنه لا يمكنه أن يقدم دور "صبى عالمة" كما يقوم البعض، وقال رمضان :"فنان كبير قدم شخصية صبى عالمة لو هشحت لن أقدم هذا الدور"، ورد الفنان فاروق فلوكس الذى قدم الدور فى فيلم "الراقصة والسياسى" فى تصريحات قائلا "شكرا يا أخى، شكرا إنك شاب من الشباب الجديد، اللى بقيت بتاخد ملايين، وبقيت تهاجم كبار الفنانين القدامى، اللى هما حفروا الصخر ومكانوش بياخدوا المبالغ دى، وأنت ممثل كويس لكن بأدوار محدودة". وبرغم إيمانى بموهبة رمضان فإننى لا أستطيع إنكار هذه الأخطاء التى وقع فيها فى الفترة الأخيرة وابتعاده عن معايير المهنية وأصول العمل الدرامى واحترافية الفنانين الكبار، ليجعل من نفسه ظاهرة أخشى أن تنتهى كما انتهى غيره، والسؤال المحير هو ماذا يريد محمد رمضان؟ حيث نجده تارة يستعرض بسياراته ذات الماركات العالمية ليستفز الجمهور، وتارة يصرخ فى الجميع ويقول إنه نمبر 1، وتارة يستعرض بأجره العالى، ووسط كل تارة وأخرى أتمنى فى نفسى أن يهدأ رمضان من أجل فنه ومحبيه، فإن أخشى ما أخشاه أن يفقد جمهوره بظهوره الكثير بشكل استعراضى بداعٍ وبدون داعٍ، وأعتقد أن محمد رمضان لم يجد من يلفت نظره إلى أن دنيا الشهرة والنجومية ليست قاصرة على فنان بعينه وإنما هى أمور تتغير وتتبدل من حين لآخر ومن مجال لآخر، وبالطبع فإن النجم الحقيقى هو الذى يستوعب ما يتعرض له من هزات ويتعامل مع هذا الأمر بمرونة وينحنى قليلًا أمام العواصف والشدائد والمحن حتى تمر دون أن تسبب له أى مخاطر. ونصيحتى الخالصة لمحمد رمضان أن يعى أن لديه موهبة حقيقية يجب الحفاظ عليها، وأن يطور من نفسه ليظهر قدراته الإبداعية التى أعلم أنها نادرة، خاصة أننا أصبحنا أمام ندرة فى المواهب الفنية الشابة، وعليه أيضاً أن يستفيد من النجاح الذى حققه ليضيف إليه لأنه يستحق أن يعلو بموهبته ليسعدنا بأعمال جديدة لأننى أسعد شخصيا بنجاحه، وينبغى عليه أن يضع الأشياء فى حجمها الطبيعى وأن ينظر إلى الأمور نظرة موضوعية وألا يستمع إلا لصوت العقل والمنطق وأن يكون على قناعة تامة بأن الله سبحانه وتعالى هو مقسم الأرزاق، وهو الذى يمنح ويمنع وهو الذى يعطى بلا حساب ، لذا فإنه لن ولم يأخذ أكثر مما قدره له الخالق جل شأنه، ونحن ننتظر منه نجاحا جديدا بفيلمه "ع الزيرو" الذى يصوره حاليا، وأيضا بمسلسله "العمدة" مع المخرج محمد سامى والمقرر عرضه خلال رمضان المقبل.