الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يحتفى بميلاد "قاهر الزمن" ويكتب: عمرو دياب.. ستظل فى الصورة حدوتة أسطورة

الشورى

أيقونة فنية رائعة تفيض إبداعا.. وصوت قوى غير قابل للكسر

يمتلك "كاريزما" خاصة.. و"خلطة سرية" تمنحه الحيوية والنشاط والشباب الدائم

يكسر المألوف دائما ويبث الطاقة الإيجابية بإطلالته المتجددة.. وقادر على صنع البهجة للجميع

أرشيفه ملىء بالنجاحات والجوائز العالمية والتقدير الدولى.. وألبوماته علامات خالدة فى تاريخ الأغنية العربية

نجح فى تغيير الصورة النمطية للأغنية.. ويحرص على تقديم كل ما هو جديد فى الموسيقى والغناء

يفيض إبداعًا يتجدد ويتطور ليصبح "الإبداع الجميل" صالحًا لكل زمان وممتعًا لكل الأجيال

أيقونة وأسطورة الغناء.. والنجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام

مازال يسعى لتقديم أنواع جديدة من الموسيقى.. وهذا هو سر التألق الدائم

 

يظل عمرو دياب رقما صعبا فى المعادلة الفنية بمصر والوطن العربى كله، وستظل أغانيه حالة خاصة جدا وموسيقاه ثورة على الأشكال التقليدية، فالفن العربى لم يعرف نجما مثله تصدر المشهد الغنائى أكثر من 30 عاما فى العصر الحديث، لم يستطع أحد أن يحتل مرتبته الأولى فى العالم العربى، هو المايسترو والأسطورة والنجم الذى غلب الزمن وتحداه مثل الرواد، وهو ما جعلنى أطلق عليه من قبل لقب "قاهر الزمن"  فهو بالفعل استطاع وعن جدارة أن يقهر الزمن ويجعل الأيام تحت طوعه فيخرج علينا من حين لآخر بشكل جديد يتحول بين ليلة وضحاها إلى موضة شبابية يتعلق بها جيل الشباب الذين يرون فيه المثل والقدوة من حيث التمسك بالروح الشبابية خاصة أنه لا يعترف بالزمن ولا يتوقف أمام السنين..  فالأيام تمر أمامه دون أن توقفه عن طموحه الفنى والذى وضعه لنفسه منذ البدايات وهو أن يظل فى المقدمة بفنه الحقيقى وبإبداعه الصادق وبإخلاصه للذوق والفن الجميل دون أن ينجرف فى تيار الإسفاف والهبوط الذى يحقق لأصحابه نجومية مؤقتة وشهرة زائفة.

وقد يرى البعض أن الاحتفال بعيد ميلاد النجم عمرو دياب مناسبة عادية مثلها مثل أى احتفال من هذا النوع، بينما أراه احتفالًا ليس لشخص عمرو دياب فحسب، بل هو احتفال بتلك النقلة النوعية التى شهدتها الأغنية المصرية على يديه، فمنذ أول ظهور له وهو يضع نصب عينيه هدفا محددا هو التميز والتفرد وعدم الانسياق وراء أى شيء يبعده عن البقاء فى القمة، فأصبح هو (قاهر الزمن) حيث كان وما زال وسيظل يقف على أرض صلبة وبمثابة حائط الصد الأول لتلك المحاولات المستميتة التى تستهدف تهميش الأغنية المصرية ومحوها من الوجود، ولكن بفضل ما يقدمه بشكل دائم من غناء وطرب أصيل ستظل الأغنية المصرية قوية وشامخة فى عنان السماء، لذا فقد تحول "قاهر الزمن" بالفعل إلى حالة خاصة جدًا من الفن الجميل ، فأغنياته تمتع الكبار والصغار على حد سواء كما لم يتوقف نبع إبداعه عند جيل معين، بل نراه دائمًا وهو يفيض إبداعًا يتجدد ويتطور ليصبح هذا الإبداع الجميل صالحًا لكل زمان وممتعًا لكل الأجيال.

وعمرو دياب يمثل جانبًا مهمًا من جوانب الفن المصرى وأحد الأعمدة الرئيسية فى دنيا الغناء والطرب الحقيقى وذلك لأننى أتحدث عن الفنان الحقيقى الذى أعرفه وأعى جيدًا مدى وطنيته وحبه وإخلاصه لمصر وأتفهم بالطبع قيمة وأهمية دوره الرائد فى التصدى لحملات تهميش المطربين المصريين خلال سنوات سابقة كانت خلالها الريادة المصرية فى مرمى السهام من أكثر من اتجاه، وهذا الدور الوطنى الذى قام به ليس جديداً على عمرو دياب فهو من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أيضاً وهو ما لمسته بنفسى فى أكثر من دولة أوروبية كنت أزورها فقد كنت أستمع هناك إلى أغانى عمرو دياب فى أماكن عديدة وخاصة تلك الأماكن التى يتواجد فيها مواطنون عرب وفى رأيى فإن تلك الجماهيرية الكبيرة لعمرو دياب خارج مصر لم تأت من فراغ وإنما لأن عمرو دياب كان قد اختار لنفسه نهجًا خاصًا منذ بداياته وسار على هذا النحو من الإتقان إلى أن وصل فيما بعد إلى ما هو عليه الآن، دون أن يحاول تغيير مساراته حتى فى ظل أسوأ وأحلك الأوقات خاصة تلك التى شهدت هزات عنيفة للوسط الفنى بشكل عام ولمجال الموسيقى والغناء على وجه الخصوص، عمرو دياب يرهف عند سماع كلمة حلوة بسيطة تعبر عن الحلم أو الحب.. نسمعه وهو يصف مصر الجميلة وناسها الطيبين: "رصيف نمرة خمسة والشارع زحام.. وساكت كلامنا مالاقى كلام.. تسالى يا خال تدخن يا عم.. تتوه المعانى فى لسانى لجام.. كلاكس الترولى بيصور ودانى.. وشحتة المزين بياكل ودانى.. وعبد الله رشدى المحامى القدير بيرفع قضية فى باب الوزير.. على عم فكرى بتاع البليلة عشان مرة زعق بصوته الجهير".. أيضا نسمعه وهو يشدو: "وايه يعنى تودعنى وتهجرنى وتنسانى.. وفاكرة البعد ضيعنى وسهرنى وبكانى.. وايه يعنى تروح متجيش وايه يعنى هوانا مفيش.. هوصى القلب ينساها وأوصى عينيا متبكيش".. لذلك لم يكن غريبا أن تستعين الأفلام العالمية بأغانيه فى أفلامها مثل "حبيبى ولا على بالو" التى وضعت بالفيلم الفرنسى ديفاين انترفينشن، وأغنية "عودونى" فى الفيلم الإسبانى ذا دانسير أبستيرز.

وإحقاقا للحق فإن عمرو دياب نجح فى تحقيق المعادلة الصعبة، ولم يكن نجم مرحلة أو مراحل.. بل نجما عابرا للأجيال.. منذ ألبومه "يا طريق" وحتى الآن، فمنذ بداياته وهو حريص كل الحرص على التطوير والتجديد فنجده عام 1991 يستخدم الساكسفون لأول مرة فى ألبوم "حبيبى"، وفى 1994 يندمج مع الجيتار الإسبانى فى ألبوم "ويلومونى"، وفى 1996 يصل للعالمية بألبوم "نور العين" الذى حطم الأرقام القياسية فى المبيعات فى العالم العربى، وحصل به على جائزة الميوزك أوورد (التى تمنح لأعلى مبيعات فى المنطقة كل عام)، كما انتشرت أغنية نور العين فى أنحاء العالم وأثارت ضجة فى عديد من دول العالم مثل الهند وفرنسا وإيران والأرجنتين وتشيلى وجنوب إفريقيا، وأصبحت أشهر أغانى الرقص فى صالات الديسكو فى أوروبا، ومن يتابع مشوار عمرو دياب يعى جيداً أن قيمة عمرو  دياب الحقيقية تتجلى فى أنه يعرف جيداً مواطن القوة والثراء فى الأغنية المصرية وبالتالى فهو يمتلك القدرة على كيفية الوصول إليها بكل بساطة وسهولة وينتقى أجمل ما فيها ليحتفظ دائما بشبابها من أجل أن تصل إلى الناس طازجة دافئة بدون شوائب وهذا سر قدرة أغانيه على الصمود والوقوف فى وجه العديد والعديد من موجات الأغانى الهابطة، ليس هذا فحسب بل إنه نجح أيضاً وببراعة فى الوصول إلى أعلى حالات الأغنية المصرية شكلا ومضمونا، فكان همه الأول والأخير هو تحديث الطرب المصرى سواء من ناحية الموسيقى أو اختيار الكلمات الراقية التى تعبر عن شباب مصر فى تطوير دائم ولهذا فهو يفاجئنا دائماً بكلمات أغانيه التى تصل لكل المحبين الذين يشعرون بأنه يعبر عنهم ويجسد على أرض الواقع ما يعيشونه بالفعل من قصص حب، ليس هذا فحسب بل إنه يمتلك القدرة أيضاً على أن يجعلنا نعيش معه فى حالة حب دائم خاصة أن أغانيه تمثل بشكل حقيقى العشق والوداع والفراق، لدرجة أننا يمكننا أن نعتبره "ساحرا" لا يتوقف عند نجاح أو يرضى بأى تألق، بل إنه كالشهب الملتهب المنير لا تطفئه رياح بل تزيده قوة وصمودا وتحديا، فهو ببساطة شديدة حريص دائماً على النجاح وعلى احترام جمهوره، وبالتالى فهو يجنى باستمرار حب هذا الجمهور له.

وللحق فإن عمرو دياب يدهشنى دائما بحضوره القوى وبقدرته الفائقة على صنع البهجة فى نفوس محبيه وعشاق فنه الجميل وهو ما لم يأت من فراغ بل هو انعكاس طبيعى لحالة الحب التى اختار أن يعيش تفاصيلها بكل ما تحمله من بهجة فاللقاء مع عمرو دياب يجعلنى على يقين تام بأنه بعيداً عن كونه فنانا كبيراً يتمتع بجماهيرية طاغية فهو أيضاً إنسان كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأكاد أجزم بأنه يمتلك مستودعاً من المشاعر الإنسانية الراقية يتصرف فيه كيفما يشاء، ليس هذا فحسب بل إننى على قناعة تامة أيضاً بأنه يقف فوق بئر عميقة من الأحاسيس الصادقة والحقيقية فكلما اغترف منها جزءاً من تلك الأحاسيس نجدها تتجدد بشكل لافت للنظر وتزداد أكثر وأكثر وكأن تلك الصفات النبيلة التى يتحلى بها عمرو دياب الفنان والإنسان على حد سواء لا أول لها ولا آخر، لأنها مشاعر تصدر من القلب دون زيف أو تضليل فتدخل القلوب بلا استئذان.

وفى عيد ميلاده أقولها وأكررها:  نعم سيظل عمرو دياب دائماً فى "القمة" وسيظل دائما وأبداً فناناً كبيراً صاحب تاريخ طويل ومشوار جدير بالاحترام مع الأغنية وهو ما يجعله فى تقديرى يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء وأن يظل أيضاً النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، فعمرو دياب من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أيضاً، فأصبح وعن جدارة يمثل حالة خاصة جداً نسجها لنفسه بنفسه فحينما قدم منذ عدة سنوات أغنيته الشهيرة «أنا مهما كبرت صغير» كأنه كان يعبر من خلالها عن شخصيته الحقيقية وعن حرصه على أن يظل كبيراً فى ساحة الغناء ولكن بروح شبابية فتلك الأغنية تتناسب بالفعل مع شخصيته وملامح وجهه فحينما تراه وجها لوجه وتتحدث إليه فإنه يبدو كأنه ما زال شابًا صغيرًا فى قمة تألقه وحيويته بابتسامته الصافية النقية وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد أهم أسباب هذا التألق، فهو منذ بداياته ظل حريصًا كل الحرص على التغيير المستمر فى الأغنيات التى يقدمها لجمهوره مع التركيز على إضافة كل ما هو جديد إلى الموسيقى والأغانى والكليبات التى يقدمها، مما كان له عظيم الأثر فى أن تسهم هذه الصفات وبشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال «ميوزيك أوورد» المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء، وهو ما قام به بالفعل النجم عمرو دياب عبر مشوار فنى طويل الذى كان قد بدأه بـ6 ألبومات غنائية فى حقبة الثمانينيات تضمنت ألبومات: «يا طريق، غنى من قلبك، هلا هلا، خالصين، شوقنا، ميال»، أما نقطة التحول الحقيقية فى مسيرته الغنائية، والتى من خلالها استطاع أن يضع أقدامه على أعتاب خريطة النجوم العالميين، فهى فى حقبة التسعينيات فقد تألق " الهضبة" بـإصدار 11 ألبومًا غنائيًا جديدًا تضمن أغانى: «ماتخافيش، حبيبى، آيس كريم فى جليم، أيامنا، يا عمرنا، ذكريات، ويلومونى، راجعين، نور العين، عودونى، قمرين» وظل عمرو دياب ينتقل من مرحلة إلى أخرى بسلاسة ونجومية وتألق وأعتقد أن سر هذا التألق للهضبة أنه مازال يسعى لتقديم أنواع جديدة من الموسيقى.

ويبقى عمرو دياب القائد الفنى العملاق الذى يتبعه كل من يريد التميز فى هذا المجال بل إنه أصبح وعن جدارة المتحدث الرسمى للحب والمشاعر الإنسانية الصادقة.

تم نسخ الرابط