محمود الشويخ يكتب : نداء إلى 100 مليون مصرى «لا تخسروا السيسى»..لماذا قدم الرئيس "كشف حساب" للشعب فى أخطر خطاب خلال 8 سنوات ؟
معا نستطيع : أسرار ما جرى فى أخطر ٧٢ ساعة من عمر مصر .
أوامر الرئيس للحكومة:
◄البدء الفورى فى تنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادى ونصائح الخبراء.
◄تشكيل مجموعة عمل بين الدولة والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين .
◄توسيع مظلة الحماية الاجتماعية للتخفيف عن المواطنين .
◄توفير أقصى درجات الدعم والمساندة للفئات الأكثر احتياجا.
◄عدم تحميل المواطن أى أعباء اقتصادية خلال الفترة المقبلة.
◄تيسير جهود تشغيل الأسر المحتاجة عبر جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كان مختلفا عن أى مرة تحدث فيها.. صريحا ومواجها وشفافا لدرجة الصدمة.. نعم؛ عودنا على الصراحة منذ اليوم الأول.. لكن، فى هذه المرة، كان صريحا أكثر.. وكأنه أراد أن يقدم للشعب كشف حساب السنوات الثمانى الماضية التى تولى فيها المسئولية بتفويض شعبى كاسح.
لقد كان يتحدث هذه المرة باعتباره المواطن عبدالفتاح السيسى قبل أى شيء.. مواطن شاءت له الأقدار أن يتحمل مسئولية إنقاذ أمة وبناء وطن.. وكان يكفيه المهمة الأولى - التى نفذها بشرف وأمانة ومسئولية - حتى يخلد اسمه فى كتب التاريخ كبطل من أبطال هذا الشعب.
وكان يمكنه أن يبقى فى موقعه.. سيدا وحكما وبطلا شعبيا.. ولم يكن أحد ليقول إنه تخلى عن أداء المهمة الثانية.
لكنه يدرك معنى أن يضع الشعب - الذى عانى طويلا - ثقته فى رجل.. وهذا أمر نادر فى تاريخنا.. فنحن أمة لم يشهد التاريخ أن اجتمعت على شيء واحد أو رجل بعينه إلا نادرا.
غير أن عبدالفتاح السيسى كان استثناء.. لقد فوضه الشعب ومنحه دعما غير مسبوق.
ومن هنا قبل المهمة الثانية.. كان يدرك أنها صعبة وقاسية.. فالتحديات غير مسبوقة.
وكان عليه أن يتعامل مع ميراث ٥٠ سنة أو يزيد.. ميراث من الفشل والترهل وانعدام الكفاءة وضعف مؤسسات الدولة وغياب الوعى والفهم الخاطئ لدى قطاعات عريضة من الشعب.
إنها شبه دولة بتعبيره الدقيق.
وكان يمكنه أن يتعامل مع هذا الوضع بسلاح المسكنات.. وهذا هو الطريق المعقول لأى رئيس.
فلا يوجد قائد يسعى لأن يخسر من شعبيته.. حتى لو كان ذلك لوجه الإصلاح.
أعطونى مثلا واحدا لرئيس فعل ذلك.
الإجابة: لا يوجد.
لكنه كان الاستثناء أيضا.. لقد اختار أن يبتعد عن سلاح المسكنات ويبدأ العلاج الشامل للمريض الذى كان على شفا الموت.
اختار أن يبدأ برنامجا إصلاحيا صعبا وقاسيا ويتطلب تضحيات.. ويقتضى معه أن يفقد جانبا من شعبيته عند قطاع من الشعب.
وقرر أن يضحى كما يضحى الشعب.
اختار أن يستنزف رصيده الشعبى عند المواطنين لبناء دولة محترمة عصرية تليق بشعب عظيم صاحب تاريخ جبار.
لقد كان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الاقتصادى - الذى اختتم فعالياته الثلاثاء الماضى - تاريخيا بحق.
فقد عرض الرجل - وبشكل شامل ربما لأول مرة - فلسفته فى الحكم والإدارة.
نعم.. قال الرئيس الكثير فى خطابين ألقاهما بالمؤتمر لكنى توقفت بشكل أساسى أمام النقاط التى تمثل ما يمكن أن نطلق عليه "فلسفة السيسى".
وقد اخترت أن أضعها أمامكم كاملة - كما جاءت على لسان سيادته فى المؤتمر الاقتصادى - قبل أن أعلق عليها ببضع كلمات:
النقطة الأولى: لقد كان واضحًا أن عمق الأزمة التى تعانى منها الدولة المصرية فى العصر الحديث، يتطلب إجراءات حادة وقاسية ومستمرة، لعلاج كل الاختلالات التى تشكلت خلال الـ50 عامًا الماضية.
النقطة الثانية: مجابهة التحديات كانت تصطدم بمحاذير الحفاظ على الاستقرار الهش للدولة، بدلًا من التحرك فى مسارات الحلول الحاسمة والتى تتسم بالخطورة.
النقطة الثالثة: محصلة الضغوط الداخلية والخارجية كانت دائمًا تتطلب دعمًا شعبيًا قويًا ومستمرًا وتضحيات، ولم يكن الرأى العام مستعدًا لتقديمها فى ظل حالة الفقر والعوز التى يعيش فيها لسنوات طويلة.
النقطة الرابعة: إن حجم الثقة فى قدرة أجهزة الدولة على إيجاد مسار ناجح وسط خيارات صعبة يتطلب عملًا شاقًا ومستمرًا، لم يكن متوافرًا فى ظل جهود الإسلام السياسى المستمرة فى التشكيك والتشويه وأحيانًا التخريب، علمًا بأنهم لم يكن لديهم مشروع أو خارطة طريق حقيقية لإعادة بناء الدولة، مع غياب الرؤية من جانب الكثير من المثقفين والمفكرين والمهتمين بحجم التحديات المطلوب مجابهتها.
النقطة الخامسة: الجهاز الإدارى للدولة لم يكن مستعدًا بالكفاءة لتنفيذ خطط الإصلاح المطلوبة، بل بدا واضحًا أن الإصلاح يجب أن يشمل هذا الجهاز ويعالج ترهله.
النقطة السادسة: إن ردود الأفعال الشعبية لتحمل تكلفة الإصلاح وضغوطها كانت دائمًا تشكل هاجسًا ضخمًا وعميقًا لدى صناع القرار وتقديرات الأجهزة الأمنية.
النقطة السابعة: رصيد القيادة السياسية والحكومة لم يكن بالقوة اللازمة التى تشكل قاعدة لانطلاق خارطة طريق صعبة ومريرة تحتاج لسنوات عمل شاقة.
النقطة الثامنة: إن قدرات الدولة المصرية لم تكن أبدًا كافية لتلقى ضربات هائلة مثل الصراعات والحروب 62 لـ67 «اليمن»، ومن 67 لـ73 أكتوبر، وموجات الإرهاب المتلاحقة وتأثيرها على الاستقرار والتنمية والسياحة فى مصر، والتى كانت بلا شك أرضية لتفريغ هذه القدرة بل والقضاء على هذه القدرة وهو ما انعكس على التحديات بالسلب.
النقطة التاسعة: غياب الوعى والفهم لتشخيص ما نحن فيه لدى النخبة المسئولة، وكذا متطلبات العبور بالفجوة التى تعانى منها البلاد "ممكن نتكلم كتير لكن منعرفش ننفذ".
النقطة العاشرة: إن تكلفة الإصلاح كانت تزداد يومًا بعد يوم، وأصبح تداخل الأزمات وتشابكها يمثل حالة من الإحباط واليأس لدى الغالبية وليس فى الإمكان أحسن مما كان.
النقطة الحادية عشرة: لم تستطع الدولة بناء سياق فكرى إصلاحى للحالة، ولم تكن مؤسساتها عمليًا قادرة على تنفيذه حتى لو تم طرحه والتأكد من سلامته.
النقطة الثانية عشرة: جاءت أحداث 2011 و2013 لتقضى على ما تبقى وتزيد من تحديات الأزمة وتفاقمها، وكادت تقضى تمامًا على حاضر ومستقبل هذه الأمة.
وتحت كل نقطة من هذه النقاط وضح الرئيس السيسى شرحا تفصيليا.. سواء خلال كلمته بافتتاح المؤتمر الاقتصادى مصر ٢٠٢٢ أو فى كلمته بحفل ختام المؤتمر.. فقد استعرض كل تحدٍ من التحديات بشكل كامل ومتكامل.. ثم عرض للطريقة التى تعاملت بها الدولة - تحت قيادته - مع كل تحدٍ.
باختصار أجاب الرئيس عن السؤالين: أين كنا؟.. وإلى أين وصلنا؟
ووسط كل ذلك.. هو يدرك أن قطاعا من الشعب يقول "لكننا لا نرى نتائج مباشرة لما فعلته".. ولهذا قال: "أخطر شيء هو قياس الرضا الشعبى بما يتحصل عليه المواطن مباشرة حتى لو كان دا على حساب مستقبل الوطن وحاضره".
إن هذا الرجل يبنى دولة عصرية وجمهورية جديدة.. وهذه الدولة وهذه الجمهورية تحتاج إلى تضحيات جسام فلا شيء يأتى من فراغ أبدا.
وهذا ما يجب أن يفهمه الناس.
نحن دولة بميراث كارثى.. وهذا الميراث يستلزم مواجهة شاملة.. وهذه المواجهة تتطلب تضحيات.. وهذه التضحيات يجب أن يدفعها الشعب - عن وعى وقناعة - من أجل الوصول لمستقبل أفضل.
إننى أجدد - من هنا وعبر هذه الكلمات - دعمى الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة بناء دولتنا.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.