المركز القومى للمسرح يقيم دراسة نقدية لمناقشة العرض المسرحي"استدعاء ولي أمر"
أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق دراسة نقدية لمناقشة العرض المسرحي"استدعاء ولي أمر" أمس الأحد ٦ نوفمبر ٢٠٢٢م، بقاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون، بحضور الفنان القدير شادي سرور- مدير عام مركز الهناجر للفنون، الفنان القدير الدكتور هاني كمال- رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الأستاذة الدكتورة عايدة علام، الكاتب الصحفي محمد بهجت، الفنان القدير رضا الجمال، الناقدة المسرحية رشا عبد المنعم، الكاتب المسرحي سعيد حجاج، الناقد المسرحي جمال الفيشاوي، وبحضور جميع المشاركين في العرض.
تحدث في الندوة : الناقدة المسرحية الدكتورة/ وفاء كمالو، والناقد المسرحي/ محمد الروبي، وأدار الدراسة النقدية؛ الناقد المسرحي/ باسم صادق. يذكر أن عرض "استدعاء ولي أمر" من إنتاج مركز الهناجر للفنون، تأليف محمد السوري، وإخراج زياد هاني، بطولة مجموعة من الشباب: عمر عادل، أدهم هاني، مونيكا هاني، مصطفى رأفت، مصطفى سعيد، نانسي نبيل، باتول عماد، لمياء الخوري، ميسرة ناصر، لؤي سامي.
في البداية توجه الناقد المسرحي باسم صادق؛ بالشكر للفنان القدير شادي سرور لاستضافته لهذا العرض على مركز الهناجر ولكثير من التجارب الشبابية الأخرى المهمة والتي يعبر من خلالها الشباب عن ذاتهم، كما توجه بالشكر للفنان القدير ياسر صادق؛ للانتقال بالندوات التطبيقية لأماكن عرضها بالمسارح نفسها، مما يتيح للجمهور حضور هذه الندوات ويزيد من وعيه وتفتح آفاق واسعة أمامه لتذوق العروض المسرحية بشكل مختلف. واستعرض صادق السيرة الذاتية للمؤلف وللمخرج والتي تثبت أننا أمام حالة إبداعية مبشرة بكل الخير، فكلاهما نجح في توريط الجمهور في التفكير ورأى نفسه في العرض، وتأتي أهمية هذا الموضوع في أنه حاضر في كل زمان ومكان فالعلاقة بين الأب وأبنائه علاقة شائكة إلى اليوم، وقد ساعد التصور البصري للعرض في تأكيد الفكرة من خلال توظيف الديكور والإضاءة والأغاني والاختيار الأمثل للفنانين.
اعتبرت د. وفاء كمالو؛ عرض "استدعاء ولي أمر" تجربة فريدة من نوعها تثير تساؤلات عديدة حول جيل عبقري من الشباب المسرحيين الذين امتلكوا وعي ومعرفة لصناعة الجمال الشرس، صنعوا لحظة فارقة في ليلة غامضة شهدت ميلاد ثورة ورغبة في التغيير. وأشادت بالفنان القدير شادي سرور؛ لإدراكه لطبيعة فلسفة مركز الهناجر للفنون لاستيعاب طاقات شابة كانت على مستوى المسئولية واستحقوا فرصة الحضور في قلب الواقع المسرحي المصري، المؤلف كتب نص خلاب يدور في عالم تصوري اتضحت ملامحه على المستوى الأعمق عبر البناء المباشر للحوار والشخصيات، المخرج فنان يمتلك الوعي والحضور قبض على جمرات الفن النارية، هذا العرض هو نداء لمن يهمه الأمر لإنقاذ الأجيال القادمة من السقوط الأبدي. وتوجه الناقد المسرحي الكبير محمد الروبي؛ بالشكر للفنان القدير ياسر صادق لإقامته لمثل هذه الدراسات النقدية حول العروض، وعلى جهوده بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية التي تليق بتاريخ المسرح المصري شكلا ومضموناً. كما توجه بالشكر للفنان القدير شادي سرور؛ لأنه يعرف جيداً ماذا يحتاج المكان الذي يديره. وقد أشاد الروبي بالمؤلف والذي اعتبره مهموماً بأصل المشكلة، (والتي تأتي هنا في العلاقة داخل الأسرة الصغيرة والتي تمثل المجتمع، الوطن، ربما العالم كله)، والذي يميل في كتابته الدرامية إلى تفكيك الحدث الدرامي وتوزيعه عبر مشاهد على طريقة البازل في التنفيذ، ولأن هذا النوع من النصوص ليس سهلاً فقد احتاج لمخرج يفهم هذا النوع من الكتابات، وهنا ظهرت الصراعات بين المخرج والمؤلف ليظهر العرض بهذا الشكل الذي يجعله يمس كل متفرج على حدة ويرى نفسه فيه، كما أشاد بكل من شارك في هذا العرض، واعتبر أن الهدف من الفن أن يكون هذا العالم أفضل. أكد الفنان القدير شادي سرور- مدير عام مركز الهناجر للفنون، على دور مركز الهناجر في استيعاب كل الطاقات الشابة الجديدة وتقديم ورش مسرحية تساعد على إخراج فنانين كبار، ولذلك هو شخصياً يبحث عن مجموعة من الشباب لتقديم نصوص مسرحية يقدموا من خلالها وجهة نظرهم خاصة أن المسافة بينهم قريبة وهذا ما حدث في عرض "استدعاء ولي أمر"، قدموا موضوع مهم جدا يمس الجمهور وتفاعل معه، وخرجت كل المعاني من خلال مجموعة العمل الذين يعتبرهم نجوم يتنبأ لهم بمستقبل كبير. وقد رأت الدكتورة عايدة علام؛ أن هذا العرض هو عرض اجتماعي مهم جدا لإعادة تركيب شخصياتنا وعلاقاتنا، يجعل الإنسان لديه الرغبة في إصلاح نفسه مما يجعلك تشعر أنك في جلسة نفسية فرويدية حيث التناقض في المشاعر. وفي بداية حديثه؛ توجه الفنان القدير ياسر صادق؛ بدعوة جميع المسرحيين لزيارة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ثم تحدث عن مدى استمتاعه بالعرض، فهو يرى أن الدراما صراع وهنا يظهر الصراع بين المؤلف والمخرج فكل منها ظهرت (عضلاته) أما الاسقاط فهو وظيفة المتلقي، هذا الصراع تخلله فريق عمل على أعلى مستوى لهم مستقبل باهر ووجه لهم جميعاً التحية. وأكد الفنان ياسر صادق؛ أنه يحرص على انتقاء العروض التي يلقي عليها الضوء وتستحق أن يقيمها مثل هؤلاء النقاد الكبار. أما فيما يتعلق بمشكلة المسرح أوضح صادق؛ أن المشكلة ليست في الأدوات المسرحية من تأليف وإخراج وتمثيل، ولكن تكمن المشكلة في النقد المسرحي الذي يدفع الحركة المسرحية للأمام فقد غاب الناقد المسرحي المتخصص، ولذلك نستعيد هذه الحركة النقدية الصحيحة بانتقاء نقاد كبار متخصصين وضيوف أيضاً متخصصين. وختاماً توجه الفنان القدير هاني كمال- رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ بالشكر للفنان القدير ياسر صادق، والفنان القدير شادي سرور، ولجميع المتحدثين والسادة الحضور، لتعاونهم في تقديم هذه الدراسة النقدية، وأكد أنه مؤمن بالمسرح وقضاياه، وعندما يجد تجربة تستحق، يكون أول الداعمين لها فالمسرح حياة نتعلم فيها، وهو سعيد بفريق العمل لأنهم جميعاً لديهم قضية، وتمنى أن تمتد هذه الدراسات النقدية لعروض المسرح الجامعي.