أسامة القصيبي: مشروع مسام وجد في اليمن لدواعي إنسانية بحتة
قال مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن أسامة القصيبي إن مشروع مسام وجد في اليمن لدواعي إنسانية بحتة وذلك بسبب الإرهاب الحوثي الممنهج غير المكترث بحياة المدنيين في اليمن.
وأوضح مدير عام مشروع مسام أن اليمن أصبحت اليوم من أكثر دول العالم زراعة بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية، وتشير التقديرات إلى وجود مليوني لغم زرعتها مليشيا الحوثي في عدة محافظات يمنية بأشكال وطرق مختلفة وأن اليمن تعيش اليوم مأساة لا توصف بسبب هذه الألغام التي تم زراعتها في كل مكان.
وأضاف "القصيبي" أن خطر ألغام مليشيا الحوثي في كون الغالبية منها زُرعت في أماكن مدنية مثل مداخل المدن والأراضي الزراعية والطرقات والبنية التحتية للمصالح العامة والخاصة، وتتسبب بمقتل المئات من المدنيين كل عام.
الأضرار الأولية للألغام
وأكد مدير عام مشروع مسام أن الأضرار الأولية للألغام يمكن أن تكون كارثية؛ مثل الموت أو بتر الأطراف، فإن الآثار طويلة المدى أكثر ألماً ومأساوية بالنسبة إلى العديد من الناجين، وللتصدي لهذا الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق اليمنيين جاء مشروع "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذي تمكن منذ بدأ عمله في اليمن منتصف مايو 2018 وحتى اليوم من التصدي لهذا الخطر وتمكنت فرقة الهندسية من تأمين مناطق واسعة من جغرافيا اليمن.
أهم مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
ويعتبر مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام من أهم مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجاءت فكرة مشروع مسام لمساعدة الشعب اليمني للتغلب على المآسي الناجمة عن انتشار الألغام والعبوات الناسفة في العديد من المحافظات اليمنية، وتمكينه من العيش بسلام، ولأن هذا المشروع سيخدم المواطن اليمني ويضمن له الأمن والأمان، انطلق مشروع مسام في منتصف يونيو من العام 2018 تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنزع الألغام في اليمن بخبرات سعودية وخبراء عالميين وكوادر يمنية دربت على إزالة الألغام بمختلف أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي في الأراضي اليمنية.
بدأ مشروع مسام بعملية التحضير ونقل الأجهزة والمعدات وتدريب وتأهيل الفرق الهندسية في فبراير 2018م، وبعد الانتهاء من المرحلة التحضيرية للمشروع والتي استمرت لأكثر من أربعة أشهر تم الإعلان الرسمي لبدء عمل مشروع »مسام« من مقره الرئيسي بمحافظة مأرب وبواقع 32 فريقا هندسيا منتشرين في ثمان محافظات يمنية، بالإضافة إلى خمس فرق للتدخل السريع.
كما يستخدم مشروع مسام أحدث ما توصلت إليه التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، متغلباً بذلك على كل الألغام المبتكرة التي تستخدمها الميليشيات، ويعمل في المشروع أكثر من 550 موظف بخبرات عالمية وفرق محلية يمنية وبإشراف سعودي، وجميع الفرق دربت لإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، منهم 24 خبير أجنبي و6 خبراء سعوديين وعدد من الكوادر المحلية المدربة من اليمنيين، وهناك فرق خاصة لإزالة الألغام، وفرق التدخل السريع لإزالة العبوات الناسفة، وفرق خاصة للكشف عن المتفجرات وتدمير كل ما يتم نزعه من الألغام والعبوات غير المتفجرة حتى لا تتمكن أي جهة من إعادة زرعها، بالإضافة لفريق الدعم اللوجستي والعملياتي والذي يعمل على مدار الساعة للتجهيز لأعمال المشروع ليكون دائماً على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهمات الميدانية، وأيضا فريق المكتب الإعلامي الذي يهتم بإيصال رسالة المشروع وبنقل أخبار المشروع للعالم بكل صدق وشفافية واحترافية.
مشروع إنساني
ومشروع مسام في المقام الأول مشروع إنساني يهدف لتطهير وإزالة وتدمير الألغام والذخائر الغير منفجرة والعبوات الناسفة بمختلف أشكالها وصورها من الأراضي اليمنية والتي أودت بحياة الكثير من المدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ ومساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام وتمكينه من تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
ومنذ بدأ عمل مسام في اليمن تمكنت فرق الهندسية لمشروع "مسام" منذ بدأ المشروع في منتصف يونيو عام 2018 بنزع حتى اليوم 371.236 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وبحسب غرفة عمليات مشروع "مسام" أن فرق المشروع نزعت 223.859 ذخيرة غير متفجرة و7.568 عبوة ناسفة و134.108 لغما مضادا للدبابات و 5.701 لغما مضادا للأفراد.
ووفقا لغرفة عمليات مشروع "مسام" فإن الفرق الهندسية تمكنت من تطهير 40.264.827 مترا مربعا من الأراضي في اليمن كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة.
وجميع تلك الألغام والعبوات الناسفة والقذائف تم نزعها من قبل فرق مشروع "مسام" الهندسية منذ انطلاق المشروع في 11 منطقة يمنية وهي: صنعاء، الجوف، شبوة، مأرب، الحديدة، تعز، عدن، البيضاء، صعدة، الضالع، لحج.
ويعتبر العمل في مجال نزع الألغام من أخطر الأعمال وأكثرها صعوبة وتعقيد، فمجال نزع الألغام مجال خطر وجميع منتسبي مسام يدركون خطورة هذا الموقف، ففي كل يوم تنزل فيه الفرق الهندسية إلى الميدان فإنها تكون عرضة لأن تفقد حياة أحد أعضائها أو يتعرض لإصابة قاتلة أو إعاقة دائمة، ولكن عندما تعرف أنه في كل عبوة أو ذخيرة غير منفجرة يتم تدميرها يكون في مقابل ذلك حياة تنقذها على أرض الواقع ويكون الهدف الأسمى والأنبل هو سيد الموقف.
ومنذ بدأ عمل مشروع مسام في اليمن وحتى اليوم فقد المشروع 33 شهيدا خمسة منهم من خبرائه الأجانب والبقية مهندسين وقادة فرق ميدانية يمنيين وبالإضافة إلى 52 مصابا أغلبهم تعرض لإعاقات دائمة.
وتشير إحصائيات لمنظمة هود لحقوق الإنسان في اليمن في تقريرها الأخير الذي نشرته بداية شهر نوفمبر الجاري أن الألغام الحوثية تسببت خلال الـ 8 سنوات الماضية بمقتل 3024 مدنيا بينهم 647 طفلا و202 امرأة و160 مسنا و2015 رجلا بين 18- 50 عاما، وإصابة 4231 آخرين بجروح وتشوهات جسدية وإعاقات دائمة بينهم 1032 طفلا و285 امرأة و181 مسنا و2733 رجلا بين 18- 50 عاما، وألحقت أضرارا كلية وجزئية بـ5620 ممتلكات خاصة منها 1543 منزلا و320 منشأة تجارية وصناعية و923.