محمد حسانين يكتب : منتدى أبوظبي للسلام.. معا من أجل الإنسانية
عجيبة من عجائب الزمن، وظاهرة كونية فكرية تتفرد بها أبو ظبى - عاصمة السلام- كل عام، تحفة فنية فكرية خلابة ، وفسيفساء فكرية ودينية ، قام على نسج خيوطها بزاز حاذق، وجمع قطعها معمارى ماهر؛ إنه ابن بيه المجدد ! في كل عام تنفرد أبو ظبى بعقد منتداها للسلم، وهو حلف فضول سنوى تتحد فيه كلمة دعاة السلام من كل الطوائف والأديان على كلمة سواء، ويجددون التزامهم أمام نظرائهم من رجال الدين بالسلام والدعوة إليه، ونبذ الكراهية والعنف.
انعقد منتدى عام ٢٠٢٢ تحت شعار " عولمة الحرب وعالمية السلام " ليؤكد حالة واقعة؛ حرب تجاوزت آثارها النطاق الجغرافي الذي تدور فيه المعارك، وسلام يحتاج إليه كل فرد في هذا العالم ليس فقط أولئك الذين يردحون تحت أزيز الطائرات وأصوات المدافع.
جاء المنتدى في عامه التاسع ليؤكد على الرؤية الاستشرافية للعلامة بن بيه، بن بيه الفرد والمؤسسة ، وما طرحه من أفكار سابقة متجاوزة لعصرها، وما وضعه من لبنات معرفية وأسس فكرية وعلمية للسلم، بحيث انتقل فيها السلم من شعارات جوفاء وخطب رنانة ومواعظ فارغة إلى استراتيجيات وخطط وأعمال على الأرض.
تحت لواء هذه الأفكار تحرك القادة الدينيون وصناع الرأى والفكر ليقولوا قولة واحدة ويفرضوا حلا وحيدا لاستمرار العالم ودوام الانتفاع فيه وهو السلم !
سلم بين الروح والجسد، سلم بين إخوة الدين الواحد، سلم بين رفقاء الديانات ذات الأصل الواحد، سلم يسلم فيه كل فرد للآخر بأحقيته في العيش هانئا مطمئنا متمتعا بحقه في العبادة، وبحقه في الاعتراف به، وبحقه في التعريف بنفسه دون خوف أو وجل.
هذا السلم الذي يخرج من " صراع الحضارات" كضرورة إلى " تعاون الحضارات" كحاجة ملحة، وقضية طارئة تستدعى وجود غرفة عمليات دائمة من عقلاء كل دين وطائفة يقودون الناس نحو الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
فهنيئا لدولة الإمارات، وهنيئا لحكامها وقياداتها برؤية زايد الخير، وهنيئا للعالم برعاية دولة الإمارات للمنتدى المبارك، وهنيئا لبن بيه قرة عينه بالتوفيق لأفكاره ورؤيتها واقعا ملموسا.