الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

دعاية انتخابية أم عملية عسكرية.. ما السبب وراء تفجير إسطنبول؟..خبراء يجيبون

الشورى

استدعى تفجير شارع الاستقلالبإسطنبول، ذكريات العنف  قبل الانتخابات التركية 2015 المتوترة، ويمكن أن يشعل هذا التفجير حملة أخرى جديدة تركز على الأمن يتخذها البرنامج الانتخابي القادم للرئيس التركي رجب أردوغان شعارًا له، أو تجهيز الأجواء العالمية من أجل عملية عسكرية في سوريا قبل الانتخابات التركية الرئاسية 2023. 

 

كما أعاد هذا الهجوم الذي أودى بحياة ستة أشخاص في أحد شوارع إسطنبول المزدحمة، الأمن القومي التركي إلى جدول الأعمال السياسي،ويأتي ذلك قبل سبعة أشهر من انتخابات يأمل فيها أردوغان بفترة رئاسية جديدة على الرغم من المشاكل الاقتصادية العميقة في تركيا.

وفي هذا الصدد يقول كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق، إن هناك العديد من السيناريوهات التي لا تتطابق مع ما صرح به وزير الداخلية التركي، خاصة وأن الفتاة التي ظهرت في التحقيق تبين أنها من محافظة حمص ومن عائلة عربية معروفة في المحافظة، وغادرت المدينة قبل فترة طويلة.

 

وتابع المستشار الإعلامي في تصريح خاص لــــــصحيفة «الشورى» قائلًا:" إن هذه المعلومات تتقاطع مع ما ادعته السلطات التركية، حيث يتوقع كثير من المراقبين بأن عملية التفجير من تداعيات صراع خفي بين القوى التركية فيما بينها وبالتالي فهي من إنتاج جهة تركية سياسية، بينما يرى آخرون بأنها عملية إيرانية بامتياز لدفع أزمتها الداخلية التي يتهم حرسها الثوري بأن جهات خليجية وكردية عراقية وتركية ورائها."

ورجح "كفاح" الرأي الذي يقول إن الأتراك يريدون بهذه العملية جس نبض الأمريكان في القيام بعملية عسكرية لاحتلال كوباني وبعض البلدات الأخرى لاستكمال حزامهم الأمني داخل الأراضي السورية، معلقًا: "ولا أظن بأن الأمريكان والروس سيمنحان تركيا هذهالفرصة".

 

فيما أوضح المستشار، أن وضع حزب العمال الكردستاني الذي حملته تركيا مسؤولية  التفجير صعب في سوريا، ولا يستطيع صد الضربات التركية المتوقعة بعد التفجير،  معللًا السبب  إلى أن  قواعد الحزب في سوريا لم تعد كما كانت قبل سنوات، بينمايختلف الوضع حيث الحشد الشعبي الشيعي في مناطق قنديل ومخمور وسنجار يدعم الحزب ماليا وعسكريًا استعدادًا للمواجهة التركية المحتملة.

وأنهى المستشار الإعلامي حديثه، مشيرًا إلى أن القوات التركية ستقوم ببعض الاستعراضات شمال إقليم كوردستان و شمال أربيل ودهوك وزاخو بحجة ملاحقة كوادر  الحزب، بالإضافة إلى بعض العمليات الشاملة على مخلب النسر وغيرها.

 

من يقف وراء تفجير إسطنبول؟

بعد عملية التفجير، أفاد بيان لوزارة الداخلية التركية بأن المشتبه بها في تنفيذ الهجوم الإرهابي امرأة، زعمت السلطات التركية أنها سورية وتسمى أحلام البشير  دخلت بطريقة غير شرعية من عفرين إلى تركيا قبل أسبوع.

وكشفت وسائل الإعلام تركية عن لقاء سري جمع رئيس منطقة شرناق، محمد أمين إلهان أحد أعضاء الحركة القومية المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم مع منفذة تفجير إسطنبول أحلام البشير ، قبل فترة قصير من الهجوم في شارع الاستقلال وسط تكهنات أن " إلهان" هو العقل المدبر لهذه العملية.

 

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقاء مصور نفى من خلاله رجل قال إنه جار أحلام البشير ما تحدث عنه الأجهزة الأمنية التركية حول تواجد أحلام البشير داخل تركيا قبل 4 أشهر فقط، مؤكدًا أنها تعيش منذ أكثر من عام  في الحي.

والأمر المثير للجدل جاء مع التركيز على صفات أحلام فهي لا تشبه السوريين أبدًا في ملامحها أو لون بشرتها التي أقرب ما يكون  إلى سكان إفريقيا، لتظهر فتاة من الصومال بشكل مفاجئ ضمن فيديو متداول أنها شقيقة أحلام البشير مطالبة بإطلاق سراحها، وبعدها نشرت الصحيفة التركية "هادية ليفنت" أنها صومالية وليست سورية كما زعمت الحكومة التركية.

 والتشكيك بالرواية التركية لم يتوقف عن هذا الحد حيث تسأل العديد عن السبب وراء امتلاك منفذة التفجير جواز سفر سوري، بحسب السلطات التركية، كونها دخلت إلى البلاد عن طريق التهريب فلماذا إذًا تحتاج إلى شئ يفضح شخصيتها الحقيقة، ومرفقمع ذلك صورة متداولة على مواقع إخبارية تركية للمدعو عمار جركس المتهم بالتخطيط لتفجير إسطنبول مرتديًا بدلة عسكرية وسط أنباء تحدثت عن انتمائه للجيش الوطني المعارض الموالي لأنقرة.

 

 تصريحات متناقضة وشمال سوريا في خطر 

 

وعلق نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات على الاتهام الذي وجه وزير الداخلية التركي إلى حزب العمال الكردستاني وتحميله مسؤولية التفجير، قائلًا:" أي منطق يمكن أن يقول إن فتاة تأتي من كوباني شمال سوريا، وتذهب إلى إدلب ومن ثم إلى عفرين وتتجه إلى إسطنبول، وتضع الحقيبة لمدة 40 دقيقة ثم تهرول بملابس لافتة ثم تذهب إلى البيت وتبقي هناك.

وتابعمدير المركز الكردي للدراسات في تصريح خاص لــــــ صحيفة «الشورى» قائلًا:" هذه مسرحية هزلية لكنها كافية لأثارة الرأي العام من أجل التغطية على الخلافات التركية، وتراجع الوضع الاقتصادي، وهبوط شعبية العدالة والتنمية قبل الانتخابات الرئاسية التركية".

 

الإدارة الذاتية تنفي صلتها بهجوم إسطنبول

وردت الإدارة الذاتية في بيانًا رسمي نافية صلتها بهجوم إسطنبول أو منفذة العملية أحلام البشير، مؤكدًة أن العالم أصبح على دراية كافية بأسلوب تركيا في إثارة الراي العام خاصة قبل الانتخابات الرئاسية التركة2023، والبحث عن إيجاد سبب لإقناع العالم في الحصول على موافقة دولية لشن هجوم على منطقة روج آفا وشمال شرق سوريا لتكون هذه العملية بطاقة نجاه للرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

 

 

وبدوره قال أحمد سليمان، عضو الهيئة الإدارية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، إن التفجير الذي وقع في إسطنبول يأتي في سياق العمليات الإرهابية المدانة بغض النظر عن الجهات التي تقف خلفها، ورغم إن المسؤولين الأمنين وحتى المعلقين السياسيين الأتراك بعد وقت قصير لم يتجاوز الساعة وجهوا أصابع الاتهام إلى حزب العمل الكردستاني و قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع عضو الحزب الديمقراطي في تصريح خاص لــــــ «صحيفة الشورى» موضحًا:" أن وزارة الداخلية التركية ركزت على أن القرار والتخطيط صدر من مناطق الإدارة الذاتية في سوريا، وتحديدًا كوباني، ومن غير المنطقي أن تكون المعلومات واضحة خلال الساعات الأولى عقب الانفجار،وحتى بعد أيام لا يمكن الوصول إلى هكذا معلومات،ومن هنا يبدو أن هناك نية مبيته خلف هذه العملية.

وأضاف "سليمان" أن توظيف هذه العملية  يستهدفالوضع الداخلي في تركيا ومعاناة الحكومة الحالية من تخبط سياسي واقتصادي وأمني كبير، ثانيًا الانتخابات التركية التي تشير إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، والاتصالات الجارية بين حزب الشعوب الديمقراطية وحزب العدالة والتنمية بخصوص الانتخابات المقبلة في يونيو القادم والتي تستفز المؤسسة العسكرية والأمنية في تركيا وحتى أحزاب المعارضة.

والتركيز على أن ما يهدد تركيا هو استهداف خارجي وخاصة من قبل حزب العمال الكردستاني، وحلفاءه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي، وقسد والذهاب بعيداً للإشارة إلى أنها مؤامرة تشترك فيها أوساط دولية في المقدمة منها أمريكا، وما تصريح وزير الداخلية التركية برفضهم لتعزية الحكومة الأمريكية إلا في هذا السياق، وبالتالي تحميل الخارج أزمات تركيا الداخلية.

 

وأنهى حديثه مشيرًا إلى أن هذه العملية تعد ذريعة جديدة لاستكمال الاجتياح العسكري، وبالتالي الذهاب نحو استكمال الاطماع التركية في الأراضي السورية ومنع الكرد من الوصول إلي أي حقوق في سوريا.

 

الرد الدولي على تفجير إسطنبول

 

 

قالت الكاتبة الكردية، روشن قاسم، إن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو رفض تعازي الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا التفجير، على اعتبار أن واشنطن داعم لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها تركيا فصيل من فصائل حزب العمال الكردستاني.

وتابعت الكاتبة الكردية في تصريح لــــــ «صحيفة الشورى» قائلة: " أن المصالح الدولية تتغير فاليوم هناك اتصالات بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص شمال سوريا، ولذلك يمكن توقع حدوث أي شئ"، معلقًة أن  الشعب الكردي لايزال ضحية الصفقات الدولية والإقليمية.

تحذير بعدم السفر إلى شمال سوريا

حذرت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين بعدم السفر إلى شمال سوريا والعراق بسبب عملية عسكرية تركية محتملة في غصون أيام.

تم نسخ الرابط