يبحث كثيرًا منا عن سبب عدم تقدم الأمة رغم توفر عدة مقومات للبعض منا للنهوض بها وكثيرًا ما نجد مر الشكوي من ما وصل إليه حال امتنا وما آل إليه شباب هذة الامة بل نطالبهم ان يقوموا من ثباتهم العميق ويرفعوا راية التقدم والعلم والمعرفة وهو حقٌ أصيل لنا ولهم فالأمم تنهض وترتقي بالعمل الجاد المصحوب بالإخلاص لله ثم للوطن والعلم والمعرفة وتوليد الأفكار التطويرية التنويرية الناهضة وبالعمل والعلم تُبنى الأمم وتتقدم وتنمو وينتهي التخلف والجهل والأمية والهامشية فأهم ضروريات الحياة العمل الجاد والمخلص والعلم فهما من أعمدة بناء الأمة وتقدمها وازدهارها وتعافيها فالامم التي سبقتنا كان تحضرها وتقدمها ورقيها كان مرتبطًا بالعمل والعلم ارتباطًا تامًّا كما أن ماضيها وانحطاطها وتخلفها كان مرتبطًا بالجهل والكسل وفي وقتنا الحاضر لم يعود العمل والعلم اختياريًّا بل أصبحا من الضروريات الملحة للحاق بركب وركاب التقدم ولكن هل اهلناهم لهذا التقدم الذي ننشده هل علمناهم كيف يتعاملون بأخلاق تؤهلهم وتؤهلنا معهم لكي نكون في مصاف دول الصف الأول؟
فـ" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" نعم الأخلاق والحضارة وجهان لعملة واحدة فالتقدم مرهون بالأخلاق والإخلاص في العمل ولمكارم الأخلاق أثرها العظيم في بناء الحضارات والحفاظ علي التقدم فكيف سنستطيع ان نتقدم ونحن نترك أبنائنا ليربيهم لنا غيرنا ومن بيئات وظروف وأوضاع مختلفة بل وبمفردات ومعطيات وطرق ابعد ما تكون عن ثقافتنا والاديان السماوية التي نعتنقها فالجميع إلا مارحم ربي ترك أولاده لفضائيات السبوبة ومواقع الخراب الإجتماعي وراح الطفل ينشيء متعلمًا مصطلحات أبعد ما تكون عنا رغم كونها تشبه لغتنا العربية بل وأصبحنا نسمع كلمات ومفردات في وسط المجتمع كنا لو تلفظناها سهوًا سابقًا لعُقبنا من كبار أسرنا أشد العقاب مصطلحات غَيبت عنا الحياء والأدب وجعلتنا نسمع لغة ليست لنا ولا منا بل وجعلت من شبابنا شباب هامشي يفتقد المقومات الاساسية للتقدم وعلي رأسها الأخلاق التي ستظل أبد الدهر هي المقوم الرئيسي لقيام الامم.
بل وساهمت هذة المصطلحات وتلك النشأة الخاطئة في صنع جيل من المتواكلين الكسالي مدعين البطولات الوهمية متخذين من الحج والتحجج اسلوب حياة بل ولا يكفون عن لعن الزمان ولوم الحظ والتحسر علي الماضي الذين لم يكن لهم أي دورًا فيه غير لوم الزمان علي انه لم يعطيهم الفرصة ليحصلوا علي هذة الفرص رغم ان الفرص سانحة الآن وغدًا لصنع ما هو افضل من الماضي ولكن نحن من قصرنا في تربيتهم وتركناهم لغيرنا ليغرس فيهم هذة الصفات البعيدة عن تربيتنا تارة وللإحباط تارة أخري ليصبح شبابنا من ابطال الكلام لا الفعل وليته كلام نافع وليتهم يعلموا ان القضية ليست بالقول فهذا يحسنه الجميع ولكن محك الصدق الحقيقي هو العمل بشرف وضمير وإخلاص او بمعني أصح العمل بأخلاق.
اهتمت الاديان السماوية وخاصة الإسلام بتربية النشء في كل شئ وفي ما ينبغي أن يكون عليه حاله في طعامه وشرابه وسلامه واستئذانه وفي مجالسته وحديثه وطرائفه ومزاحه وفي تهنئته وتعزيته وقيامه وجلوسه وحتي في معاملته لأزواجه وأصدقائه وحله وترحاله ونومه وقيامه وغير ذلك من الآداب التي لا حصر لها لتكون شخصية صاحبة أخلاق سامية تنفع المجتمع وتساهم بشكل فعال في تقدمه وورد حيث رسول الله الصحيح "إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق" وأرى أن معرفة الآداب والأخلاق النبوية الصحيحة لرسولنا الكريم في العبادات والمعاملات والإقامة والسفر والمعاشرة والوحدة والحركة والسكون واليقظة والنوم والأكل والشرب والكلام والحديث والصمت وغير ذلك مما يتعرض له الإنسان في حياته مع تحري العمل بها هو الدواء الوحيد لتلك الأمراض التي أصابت المجتمع وهي السبيل للعودة إلي ركب التقدم والتحضر والحضارة.
فنحن نعيش في عالم متسارع لا مجال فيه للكسل والخمول والنوم إن علينا أن نتعلم ونعمل بجد ونفكر بجد ونتخلى بجد عن الازدواجية المقيتة والأقنعة المزيفة ومحاولة الظهور بمظهر مختلف عن واقعنا إلا بالعمل الحقيقي الذي سيغير منا ومن مظهرنا بالفعل لا بالكلام علينا إصلا الشرخ الحادث في المفاهيم والقيم الدينية والاجتماعية وتعميق هذة المفاهيم الجميلة والقيم النبيلة وتطوير المدارك وتعظيم الغايات فيجب علينا محو ما كونته هذة المكتسبات الجديدة علينا من ثقافتنا الاجتماعية والعودة للقيم الاخلاقية النبيلة وهذا سيعني التقدم والتطور والإنتاج والإبداع وتفجير الطاقات والمواهب وصنع واقع جديد ناصع البياض والطهر نستحقه ويليق بنا وبأخلاقنا وثقافتنا الحقيقية بأن يكون العمل وفق القيم الجميلة والمبادئ النبيلة ومكارم الأخلاق والتسلح بالعلم وقتها ستمنحنا القدرة الكبير على خلق واقع هادف وبنّاء فيجب علينا أن نغرس هذا الغرس في نفوس النشء ونكرسه في نفوسهم لنستطيع محو ما افسده المفسدون في أخلاقيات شبابنا دعوة صريحة إلى تهذيب النفس وتهذيب السلوك وإحياء القيم الانسانية السامية لنعود لنكون في مصاف أمم الصف الاول كما كنا فعلينا ان نعود للأخلاق والاخلاقيات التي ارسلها الله لنا من خلال رسله وكتبه كي نتقدم فالتقدم والأخلاق وجهان لعملة واحدة