الإثنين 01 يوليو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

العالم على فوهة بركان.. الصراع بين القوى الكبرى يزداد سخونة، فمن الواضح أن هناك من يؤجج الصراعات فى العالم، ويسكب المزيد من البنزين على الحرائق المشتعلة بل ويزيد من مساحة النيران لتصل إلى مناطق أخرى.. إذن السؤال المهم، إلى أين يذهب العالم، وما المصير فى ظل احتمالات اتساع رقعة الصراع؟ وماذا ينتظر هذا العالم من كوارث وأزمات، وربما الأمر يتعلق بوجود العالم نفسه؟

السؤال المهم أيضاً: لماذا الإصرار على إشعال العالم، وإحداث الصراع الملتهب بين القوى الكبرى، فالرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى أثار مخاوف روسيا على أمنها وتماسكها ووجودها بالإصرار على الانضمام «لحلف الناتو» والاقتراب من الحدود الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً بعد فشل جولات ومحاولات إطفاء نيران الغضب الروسى واستئصال شأفة الصراع وأسبابه وباءت كل المحاولات التفاوضية والسياسية بالفشل، حتى اتخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قراره بتنفيذ عملية عسكرية فى الأراضى الأوكرانية، ومازالت الأزمة مشتعلة إلى الآن رغم أنه مضى عليها شهور طويلة منذ بدايتها فى فبراير الماضى، ويدفع العالم ثمناً باهظاً بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية سواء فى أمنه واستقراره والأمن الغذائى العالمى وسلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع معدلات التضخم والأسعار وأزمات فى توفر السلع والاحتياجات الرئيسية للشعوب.

وتيرة الصراع تتزايد وتشتعل ولا تخمد أو تهدأ، وكأن هناك سيناريو ومخططاً تديره قوى بعينها فى العالم تمسك «بريموت» إشعال الحرائق والصراعات فى العالم، ودعم وتغذية هذه الصراعات من خلال الوقوف مع الجانب الأوكرانى والتايوانى، ولا أدرى ما المصلحة المباشرة الواضحة من ذلك وهذا ليس تحاملاً على طرف لصالح طرف بقدر ما هو قراءة ومعطيات على أرض الواقع ظهرت من خلال التمسك الأوكرانى بموقفه المدعوم أمريكياً وغربياً، وأيضاً الإصرار على زيارة بيلوسى إلى تايوان وكأن العالم فى حاجة إلى مزيد من التحرشات والصراعات والأزمات، حيث نسى الجميع أن هناك طاولات للتفاهم والمفاوضات وباتت فوهات البنادق، والتراشقات والتجاذبات هى الحديث واللغة الأساسية التى تهدد العالم.

على ما يبدو أن هناك من يحفز الصراع، ويشعل الأمور، ويؤجج ويدفع إلى الحروب والمواجهات العسكرية بهدف استنزاف القدرات لدى الجانب الآخر لإيقاف مسيرته إلى الصعود إلى قمة الهرم.. فى نفس الوقت هناك من يتمسك بإدارة الصراع بحكمة دون تهور أو اندفاع أو مغامرات ومقامرات، وظهر ذلك جلياً فى تعامل الجانب الروسى فى الحرب بأوكرانيا.. حيث تمضى موسكو فى حربها وفق مخطط إستراتيجى شامل الجوانب والأركان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً حيث تدار العمليات العسكرية تجاه أوكرانيا بحسابات دقيقة، وحكمة من جانب الرئيس بوتين بعدم الاتجاه إلى استخدام السلاح النووى حتى ولو كان النووى التكتيكى محدود المدى على الرغم من ترسانة الأسلحة الغريبة التى نقلت إلى أوكرانيا، ولو حدث ذلك سيكون من الصعب توقع أى سيناريو لتطور الأحداث ومداها وستكون جميع الاحتمالات متاحة ومفتوحة، وسيكون العالم على المحك وفى علم الغيب.. لكن التريث والحكمة ورباطة الجأش تسيطر على التعامل الروسى حتى الآن.

ربما لن أتناول الجوانب والتداعيات الاقتصادية للأزمة الحالية، أو الأزمة المحتملة ولكن المهم، أن نجيب عن السؤال الرئيسى العالم أين؟ وإلى أين؟ فهناك كما قلت من لديه إصرار وإرادة على إشعال العالم بالصراعات، وهناك من يتمسك بالحكمة والتعقل، وهناك أيضاً من هو مشغول بإدارة نتائج وتداعيات الأزمات والصراعات العالمية خاصة فى انعكاساتها الاقتصادية على الدول وفى القلب منها النامية على صعيد الأمن الغذائى واحتياجات الشعوب واقتصادات هذه الدول الناشئة أو النامية ومن يسدد فواتير استنزافها والتداعيات السلبية على اقتصاداتها ومعاناة شعوبها، فالدول تسابق الزمن لتوفير احتياجات شعوبها، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل لها، وتجنب المزيد من التداعيات والتأثيرات السلبية التى طالت حتى أوروبا التى باتت مهددة والمتضررة بشكل أكثر مع حلول فصل الشتاء.

تم نسخ الرابط