صالون روايات مصرية يتحول لمظاهرة في حب نبيل فاروق
انطلقت مساء أمس الإثنين فعاليات الصالون الثاني لروايات مصرية للجيب تحت رعاية المؤسسة العربية الحديثة، لتكريم رائد أدب الخيال العلمي والجاسوسية بحضور أسرته وتلاميذه ومحبيه.
وتحدث في الصالون مصطفى حمدي رئيس المؤسسة العربية الحديثة وأحمد المقدم مدير عام المؤسسة والدكتورة ميرفت راغب أرملة الكاتب الراحل، وابنتيه ريهام ونورهان، والسيناريست محمد هشام عبية، والدكتور محمد فتحي، والكاتب محمد عصمت، وأدارت الحوار الكاتبة والأديبة نوال مصطفى المستشار الثقافى للمؤسسة.
وفي البداية تحدثت نوال مصطفى في تقديمها للدكتور الراحل وأكدت أن الصالون يأتي لاستعادة نبيل فاروق الذي رحل فازداد ألقًا، وبرغم غيابه لكنه حاضر بقوة في عقول أبناؤه وقراؤه ومحبيه وسيظل دائمًا وأبدًا.
وذكرت مصطفى جزء من سيرة الكاتب الراحل حيث نوهت إلى أنه ولد في 9 فبراير من عام 1956م في مدينة طنطا، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة اِلتحق بكلية الطب في طنطا وتخرج منها بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة عام 1980، وتقدم لمسابقة المؤسسة العربية الحديثة عام 1984 بروايته أشعة الموت ليحصل على المركز الأول ومن هنا تبدأ المسيرة فينتج العديد من السلاسل منها رجل المستحيل وملف المستقبل وكوكتيل 2000 وفارس الأندلس وع × 2 وغيرها، وكيف اعتزل الطب بعد تألقه ليصنع أسطورته الخاصة على مهل.
وتحدثت ميرفت راغب أرملة الدكتور الراحل عن نبيل فاروق الانسان وكيف كان يعامل زوجته وابناؤه فقالت انه كان هادئًا يحب العزلة ويكتب في صمت وأسعد لحظاته كانت حين يتواجد في مكتبته ليقرأ ويكتب وكان هذا الأمر يستمر لفترات ما قبل معرض الكتاب وموسم الصيف، وبرغم انشغاله لكنه أبدًا لم ينس واجبه كأب وكان يعيش المراحل التي تمر بها الاسرة ولا ينفصل عنها أبدًا.
وأكدت راغب أن الكتابة كانت الزوجة الأولى لنبيل فاروق، وعن طقوسه في الكتابة قالت أنه كان يكتب بالقلم على الورق وأنه لم يستخدم اللاب توب كثيرا، ويكتب في مكانه الخاص ولا يحب أن يزعجه أحد حتى لا يقطع حبل أفكاره.
فيما قالت نورهان نبيل فاروق أن الكاتب الراحل كان مختلفًا وصارمًا في بعض الأحيان فيما يتعلق ببعض الأمور الأسرية لكنه كان يمنحنا الثقة والحرية.
واكدت ريهام قول شقيقتها وأضافت:" كان أدهم صبري البطل في سلسلة رجل المستحيل يعيش بيننا وكبر معنا لكن والدي كان يفصل حياته المهنية عن البيت فيترك شخوصه وأبطاله في أماكنهم ليعود إلينا مجردًا منهم، وأنه كان يتناقش معنا في كل شئ وبعض المناقشات تتحول لندوات أسرية يشرح لنا فيها شيئًا ما ويستفيض، وكان عبارة عن موسوعة حية متنقلة لكثرة ما قرأ.
ونوهت ريهام فاروق إلى أن و الدها كان يستشيرهم أحيانا في نهايات رواياته، وأكدت ميرفت راغب هذا الأمر واشارت إلى انها في مرة سألت نبيل فاروق عن شئ ما في حرب أكتوبر فانقلب الأمر لندوة كبيرة شرح فيها فاروق العديد من الأمور في الانتصار المصري وكيف جاء هذا الانتصار.
وأكملت راغب ان هناك سلسلة كتبها نبيل فاروق من أربعة أجزاء هي سلسلة أرزاق، وانها عن أسرة مصرية حقيقية كانت صديقة لأسرة فاروق، فأشرت عليه بكتابتها ووافق وكتبها بالفعل وانا الذي اقترحت عليه اسم "أرزاق" وكانت بالفعل كما أشرت.
ونوهت راغب إلى ان مكتبة الكاتب الراحل لا تزال كما تركها وهناك تفكير في أن تكون مكتبة عامة.
وانتقل الحديث لأحمد المقدم مدير عام المؤسسة العربية الحديثة الذي أكد أن هناك العديد من المفاجآت التي سوف تطلقها المؤسسة في القريب العاجل فيما يخص سلاسل روايات مصرية للجيب، ومن خلال لقاءاته بالكاتب الراحل عرف أنه يتحلى بالصبر والإيمان والعزيمة القوية والإصرار على بلوغ الهدف وأن رواياته كانت توزع من المحيط إلى الخليج.
بدوره قال مصطفى حمدي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الحديثة انه التقى الكاتب الراحل في الأعوام الأخيرة مشيرًا إلى انه كان هناك تواصل بينهما وكان الحديث حول روايات مصرية للجيب والانطلاقة الثانية لها وكيف ستكون وعلى أي وسيط بعد تعدد الوسائط الحديثة بخلاف الكتاب الورقي وغيرها.
وأضاف أن المؤسسة لديها محتوى ثري جدا تم عبر 30 عاما وكان الشغل الشاغل هو تكملة المسيرة وتفريع الأمر حيث الدراما والسينما ونقل المحتوى إليها للوصول لجمهور آخر وغيرها.
وفي نهاية الجزء الاول من الصالون أكدت ميرفت راغب أنه لا توجد أعمال تركها نبيل فاروق لم تنشر وأن اقرب اصدقاؤه هم إخوته البنات وله شقيقة تعيش في أمريكا لكنها في زياراتها لا تبتعد عنه لحظة واحدة.
وفي الجزء الثاني من الصالون قال الدكتور محمد فتحي:" إن لنبيل فاروق كتابات متعددة ومغايرة وأنه ظلم نقديًا لعدم التفات النقاد له ووصفهم له بأنه كاتب "بوب آرت" وكان يضحك منهم حين يصفونه بهذه الأشياء، لكنه اثبت أنه رائد من رواد أدب الخيال العلمي والجاسوسية وكان يمتن لأستاذه نهاد شريف رائد أدب الخيال العلمي المصري، وأثبت نبيل فاروق أنه على حق حين أكدت الأيام أن ما فعله لم يذهب هباء.
وعن تأثير الشخوص في القراء قال فتحي: إن لشخصيات نبيل فاروق تأثير كبير في القارئ فيكفي أن نعرف أن العديد من الأطفال اختار لهم آباؤهم اسماء شخصيات نبيل فاروق مثل أدهم صبري ونور الدين محمود، وعلى المستوى الشخصي ذكر فتحي أن ابنه لم يكن يقرأ وحين قدم له رواية من سلسلة رجل المستحيل انفتحت شهيته على القراءة وطلب المزيد وأخبر فتحي نبيل فاروق بهذا الأمر وكانت سعادته كبيرة وحدث أن التقى به بعد ذلك ليذكر له أن أسعد لحظاته حين يجذب الشباب للقراءة.
وعن أغرب ما تعرض له في معرفته بعالم نبيل فاروق قال السيناريست محمد هشام عبية:" جمعتنا العديد من اللقاءات وعرفت نبيل فاروق إبان عملي في موقع "بص وطل" وكان يكتب روايات مسلسلة، ولكن قبلها بأعوام كنت في شربين بالمنصورة وكنت واحدًا من القراء المجيدين لنبيل فاروق وأذكر أنني كنت أنتظر رواياته بجوار محطة القطار حين تأتي فاكون أول من يقرأها.
ونوه عبية إلى أن أول مسلسل منفصل كتبه كان "ستين دقيقة" وأنه فوجئ أنه أطلق على بطل المسلسل اسم "أدهم نور الدين" ويوضح هذا كيف أن شخوص فاروق تغلغلت في نفوس قراؤه.
وتحدث أحمد المقدم عن مبيعات نبيل فاروق فقال كانت الطبعة الأولى 100 ألف نسخة، وأضحك حين يقول أحدهم ان مصر لا تقرأ، من الذي كان يقرأ كل هذا الكم إذن؟.
فيما أشار الكاتب محمد عصمت إلى كيف أن نبيل فاروق مهد الطرق لسير الأجيال المقبلة، وأن قراء فاروق هم كتاب الجيل الحالي، وأنه كان حلقة الوصل ما بين أدب الأطفال وأدب نجيب محفوظ وغيرهم، وأنه لا يوجد كاتب شاب لم يقرأ لنبيل فاروق ومن بعده أحمد خالد توفيق.
وفي نهاية الصالون تحدث عدد من قراء الكاتب الراحل والذين وفدوا للصالون من محافظات مختلفة عن حكاياتهم مع الكاتب الراحل وأبدى بعضهم اعتراضه على تحويل شخصية رجل المستحيل للسينما لكي لا يفقدون رؤيتهم وخيالاتهم حول الشخصية، وكان هناك رد من الدكتور محمد فتحي أن الشخصية عبر وسيط آخر تصل لجمهور آخر وأن هذا مطلب مهم وأمنية للكاتب الراحل وبالتالي فالشخصية موجودة على الورق ايضًا لمن يحب القراءة.
واختتمت نوال مصطفى الصالون في عالم الدراما حيث أشار هشام عبية إلى انه يمكن تحويل رواية ارزاق لعمل درامي واتفق الجميع على النظر لهذا الأمر، وأن الكاتب الراحل قال إن الكاتب والسيناريست أحمد مراد يعمل على شخصية رجل المستحيل وربما يكون قريبًا متواجدًا على الشاشة.