الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: "ويجز".. مقاول هدم الأغنية المصرية!

الشورى

◄مطرب الراب "المغرور" يغتال الذوق العام بأغانيه "المستفزة" وملابسه "الغريبة"

◄احتل صدارة الساحة الغنائية فأصبح وصمة عار تلطخ سمعة الغناء المصرى

◄من وراء انتشار تلك النوعية من الأصوات الرديئة وموجة "الإسفاف الغنائى"؟

◄أطالب نقيب الموسيقيين مصطفى كامل بالتدخل العاجل للقضاء على "الطفيليات الغنائية"

 

لماذا لم تعد أغانى هذا الجيل تتمتع بالقدرة على البقاء؟ ولماذا لا تبقى فى الذاكرة كما اعتدنا من كبار المطربين، الذين تربى وجداننا على أغنياتهم من أصحاب الحناجر الذهبية؟ فأغانى الحب التى نسمعها الآن سرعان ما تختفى وتزول وكأنها فقاعات هواء تظهر ثم تتلاشى فجأة فى نفس اللحظة، وتصبح هى والعدم سواء، خاصة أنها غير مفهومة من الأساس وكل من "هب ودب" أصبح له "شنة ورنة" فى عالم الغناء وكأن الساحة الموسيقية أصبحت مرتعا لمعدومى الموهبة وكل من تزين له نفسه أنه صاحب حنجرة ذهبية أو أنه مطرب ويستحق الوقوف والغناء أمام الجمهور. بينما أتحدث عن هذا النوع من الأغانى «الباهتة» والفقيرة جدا على كافة المستويات، والتى تفتقد القدرة على الصمود، فإننى أعنى هنا وبكل وضوح تلك النوعية من الأغانى التى يقدمها بعض المطربين الذين يطلقون على أنفسهم مطربى الراب، وفى مقدمتهم ويجز، الذى لم أحب صوته أبدًا ولم أكن يومًا من جمهوره وأبدا لن أكون، وربما يختلف معى البعض فى هذا الرأى، ولكننى أعلم أن كثيرين أيضًا يتفقون معى، فأغنيات هذا الـ "ويجز" لا يمكنها أن تبقى أو تترسخ فى الذهن أكثر من دقائق، وبمجرد الانتهاء من سماعها تنساها، هذا إذا فهمتها من الأساس، فأغانيه تحمل ضجيجا ورتما بليدا، وما يقوم به على المسرح لا يمت للغناء أو الطرب بصلة، ولكنه مجرد تنطيط ورقصات وحركات تشوش على الصوت والكلمات والأغنية ككل، كما أنه يظهر بمظهر غير لائق تماما من حيث الملابس التى يرتديها وهذا ما يدعو للنفور منه، وهنا أتساءل: كيف يكون هذا واجهة مصر الغنائية وعلى أى أساس يقدم غناء ولماذا لا يتم تحجيمه خاصة أنه ليس على دراية كافية بأدبيات المسرح؟! ربما يكون ويجز قد نجح فقط فى خلق حالة من الجدل على السوشيال ميديا لتساعده فى تكوين تلك الصورة الذهنية، التى يحاول تصديرها للرأى العام بشكل مستمر على أنه النجم صاحب الجماهيرية الكبيرة، إلا أن من لديه وعى حقيقى بحال الغناء والفارق بين الطرب والمهرجانات، سيدرك الأكذوبة التى يعيشها البعض، ولعلنى هنا أتذكر مقولة "شر البلية ما يضحك"، وتقريبا لا يوجد شر يضحك أكثر مما نشاهده على صفحات التواصل الاجتماعى، والمنصات المختلفة، من جمهور "ويجز"، وعدد من يحضرون حفلاته التى تحظى بالهرج والمرج حتى إن هناك أقاويل أكدت أن بعض حفلاته الأخيرة باءت بالفشل بسبب سوء التنظيم، لكنى رغم ذلك على يقين تام بأن هذه الآفة التى ابتلينا بها خلال السنوات الأخيرة تحت اسم "أغانى الراب" و"أغانى المهرجانات" سوف تختفى من المشهد ولن تدوم طويلاً فكما ظهرت فجأة فإنها سوف يكون مصيرها الزوال، لأن العقل والمنطق يقولان إن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ونحن سنظل بلدا صاحب ريادة فى كل ما هو جميل وصاحب تاريخ مشرف فى مجال الأغنية الراقية، ولذا فإن هذه الموجة من الإسفاف لن تدوم طويلاً خاصة أنها تحمل مضموناً سطحياً لا يعبر عن الذوق المصرى ولا يجسد متطلبات المستمعين حتى وإن كان هناك جمهور من شريحة معينة ومن فئات معينة تستهويه هذه النوعية من الأغانى التافهة إلا أن هذا الجمهور وهذه الفئة سوف تفيق من غفلتها بكل تأكيد وتعود إلى صوابها وتفسح المجال للأغنية الراقية لتعود مجددا وتتصدر الساحة الغنائية داخل وخارج مصر لتغذى الروح والوجدان بالأصوات العذبة والألحان الشجية والكلمات الرائعة التى تجعل المستمع يحلق بعيداً فى سماء الإبداع الراقى.

وإحقاقا للحق فإنه لم يكن أحد يسمع عن "ويجز" لكنه بين يوم وليلة ظهر وكأنه طلع شيطانى لا نعرف من يكون، والأدهى أن كل ما قيل عنه من أنه خريج جامعة أمريكية وخلافه محض أكاذيب، إذ أن الكاتب الصحفى محمد الجارحى بحث فى الأمر جيدا وأكد فى مقال له أنه ليس خريج الجامعة الأمريكية بل فشل فى تعليمه، ولم يكن فى منصب مرموق بشركة فودافون، وكان يدرس ويعيش فى العجمى وليس فى الورديان، وأن الواقعة التى رواها عن خال زميله الذى علمه الراب فى الثانوية العامة غير حقيقية، ويرى " محمد الجارحى" فى مقاله أن الأرقام والمعلومات وما وراء الكواليس والجيل الذى يسمعه، يجعلون من دراسة قصة ويجز أمراً ضرورياً، لا شك فى أن هناك مساحات شاسعة بين الأجيال، فويجز وجيله يختلفون عن أجيال سبقتهم أو أخرى ستلحق بهم، فى النهاية نجح ويجز كمغنى راب وبات قادراً على شغل الرأى العام وتصدر التريند لأيام، وفى المقال ذاته وضع "الجارحى" يده على "مربط الفرس" كما يقال، حيث كانت "الفلوس" حاضرة دائماً فى حياة ويجز، فى أغانيه، فى حواراته، فعمله فى فودافون لم يكن يحتاج منه شيئاً سوى أن يمتلك المال، فلسفة ويجز فى الترقى الطبقى (من أساسيات ثقافة مغنى الراب) هى أن الطبقة المتوسطة تطمح لأن تكون غنية، والغنية تتطلع لأن تكون غنية جدا، والغنية جداً تحلم بأن تكون فى السلطة على حد وصف ويجز، إذ أنه كان يتقاضى 211 جنيهاً قبل العمل فى فودافون، كان هذا راتبه فى شركته القديمة، ووصل الأمر بـ "ويجز" عام 2018 أنه كان يتصل بخدمة العملاء بالبنك المربوط به راتبه، فقط ليسمع رصيد حسابه عبر الرد الآلى فى الموبايل ثم يغلق الخط، كان راتبه حينها 6 آلاف جنيه، يرد ويجز بهذا الفعل على من يقولون إن الفلوس ليست كل شيء، وينصح متابعيه بألا يسمعوا لأى شخص يطالبهم بالصبر، بعدما ترك عمله بفودافون وأصبح عاطلاً، كتب ويجز أغنية أو تراك "يمكن" عن الفلوس، كلمات الأغنية تقول: "عايزين المال عايزين المال خليلك راحة البال.. سيبلى الكاش يعدلى الحال.. لو خد شهور وأيام.. عاوزين فلوس عاوزين فلوس فلوسى طموحى.. أخاف م الفقر ومخافكوشيى.. الفقر كابوسى".

وللحق فقد استفزتنى تلك الموجة من الأغانى الهابطة وعلى رأسها ما يقدمه ويجز، فهى ليست أغانى بمعناها المفهوم والمشمول، ولا يمكن تعريفها ولا إدراجها تحت بند "أغانى" فهى لا تمت للأغنية بأية صلة لأن الأغانى المصرية لها تاريخ عريق، وعلى تاريخها لم نجد هذا النوع المستفز من الغناء ومن الظهور بهذا الشكل اللافت وغير الحضارى على المسرح، لذلك أقولها لنقيب المهن الموسيقية النجم المحبوب مصطفى كامل: لماذا لا يتم ردع كل من تسول له نفسه العبث بالأغنية المصرية واللعب فى الهوية؟! أتمنى أن تكون هناك إجراءات رادعة وحاسمة من نقابة الموسيقيين ضده، سواء لظهوره بالأزياء الغريبة على المسرح أو طريقة غنائه، وهذا ما يجعلنى أقول: هل اقتصر الغناء على ويجز وأصبح هو من يمثل مصر؟! بالطبع لا وأبدا لن يكون، فمهما انتشرت موجات الغناء الهابط ومهما تصدرت أغانى "ويجز" أو "المهرجانات" المشهد فإنه لا يصح إلا الصحيح حيث ستظل الأغنية الراقية هى صمام الأمان لساحة الغناء فى مصر.

 لذلك أقولها وبأعلى صوت وأكررها مئات المرات "الغناء المصرى فى خطر حقيقى" طالما بقيت هذه الوجوه من عديمى الموهبة والكاريزما هى من تمثله، فمصر هى البوتقة التى تنصهر فيها كل عناصر الإبداع، ليخرج لنا فى النهاية غناء راقٍ يغذى الروح والوجدان لدى المواطن العربى من المحيط إلى الخليج.  

تم نسخ الرابط