مجلة أمريكية: أوجاع الاقتصاد العالمي تفاقم مخاوف مسؤولي الدفاع خلال العام الجديد
انشغل مسؤولو الصناعات الدفاعية والمعنيون والخبراء الاستراتيجيون بالعالم، في توقعاتهم للعام الجديد 2023 بملاحقة التأثيرات التي خلفتها الأزمات العالمية المتلاحقة بدءا من وباء كورونا "كوفيد-19" وصولا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، والتي انتقلت تأثيراتها السلبية بدورها إلى قطاع الصناعات الدفاعية والتسليح في مختلف دول العالم.
وأعرب معظم الخبراء والمدراء التنفيذيين والمعنيين بصناعات الدفاع العالمية، في ملف أعدته مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية المتخصصة في الشأن الدفاعي والتسلحي للآفاق المتوقعة لقطاعات الدفاع والتسليح في العالم، عن تخوفهم من امتداد تأثيرات التغيرات المناخية واتساع نطاقها، وجائحة كورونا وتضرر سلاسل الإمداد العالمية والأزمة الغذائية والحرب الروسية الأوكرانية، واستمرار أضرارها لتظلل أداء العام الجديد 2023.
وفي مقالات أعدتها المجلة الأمريكية وشارك فيها نخبة من وزراء دفاع ومسؤولون معنيون بقطاعات الدفاع والتسليح من أرجاء العالم، شدد رئيس تحرير "ديفينس نيوز" كريس مارتن، في مقال افتتاحي لتوقعات العام الجديد، على أن كيفية التكيف مع هشاشة الوضع الاقتصادي عالميا وما يعتريه من تصاعد مرير لمعدلات التضخم وتضرر الميزانيات الدفاعية وتأثر سلاسل الإمداد العالمية سيكون هو التحدي الأكبر أمام صناع السياسات الدفاعية في العالم خلال العام الجديد.
وتحدث مستشار وزارة الدفاع الأوكراني يوري ساك لـ"ديفينس نيوز" لآفاق العام الجديد عن مستقبل الصناعات الدفاعية عقب انتهاء العملية العسكرية الروسية في بلاده التي مزقتها الحرب، وما يحتمه ذلك من تغيير مفاهيم إنتاج الأسلحة على ضوء الدروس المستفادة ميدانيا في أوكرانيا في صدام منظومات التسلح الشرقية والغربية.
وفي الوقت نفسه، سلط وزير الدفاع البولندي ماريوزيتش بلازتشزاك الضوء على قرار بلاده بتجاوز ميزانية الدفاع لحدود حلف شمال الأطلسي "ناتو" (2% من الناتج المحلي الإجمالي) من أجل تحديث القوات المسلحة البولندية، وتساءل عن إمكانية تحقيق هذا الهدف في ظل ارتباك أوضاع الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه، دعا وزير الصناعة الدفاعية الأسترالي بات كونروي إلى نبذ المنافسة وتغليب فلسفة تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين الصناعات الدفاعية الغربية ودول "ناتو"، والسعي لتحقيق التكامل ونقل التكنولوجيات فيما بين القطاعات التقنية المتطورة.. بينما ركز وزير الدفاع الليتواني أرتيس بابريكس بصفة رئيسية على مسألة سلاسل الإمداد بوصفها قضية جوهرية يتعين تأمينها لتلافي الوقوع في أزمات خطيرة على صعيد مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، فضلا عن التصنيع الدفاعي.