السبت 28 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

سامر رجب يكتب: السوشيال ميديا وحروب الفكر Social Media and Thought Wars 

الشورى

الحروب تتغير كما تتغير الأزمان وكما تتبدل وسائل القتال ووسائط الثقافة والوعي الحروب بالأمس كانت تعتمد على الأسلحة التقليدية، تحريك الجيوش برا وبحرا وجوا لاستهداف الخصم الى ان تغيرت استراتيجية الحروب وتغيرت الأسلحة المستخدمة وتبدلت الحروب من محاولات الجيوش الانتقال على الأرض، لتحقيق انتصارات ميدانية ، إلى قتال ممنهج من خلال التكنولوجية وعبر وسائل التواصل تخترق عقول البشر والمجتمع من خلال وسائل التواصل وأشهر وأسهل وسائل حروب الفكر الشائعات حيث ان شائعة واحدة أبرك من قتال جيوش وشيوع نبرة تشكيك واحدة في قرار أو قيادة أو سياسة أكثر تأثيرًا سلبيًا من مواجهة جيوش مسلحة لذلك تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه وتحقيق التواصل بين الأفراد، بل ظهر لها وجه آخر قبيح حيث تحولت هذه الوسائل إلى ساحة خلفية لممارسة نوع جديد من الحروب، هي بالأساس حروب الفكر التي عملت على اغتصاب العقل الذى كان ميزة الإنسان الأصلية ، ووجهته في الاتجاه الذى يروق لصاحب هذا التوجيه، وأصبحت السوشيال ميديا أقوى أسلحة تقويض المجتمعات، وأمن مواطنيها الاجتماعي والنفسي والامن القومي، وطرحت عدة إشكاليات رئيسية، منها الأمنية المتعلقة باستخدام المنظمات الإجرامية والجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتهديد الأمن الدولي، ومنها السياسية المتعلقة بضمان حق الأفراد في تحقيق التواصل الآمن بينهم دون اختراق لخصوصيتهم، أو تهديد لحريتهم في إبداء الرأي والتعبير، ومنها الثقافية التي تتعلق بالحفاظ على الهوية والقيم والمعتقدات التقليدية في عالم مفتوح الثقافات ولا يعترف بحدود الزمان ولا المكان وما بين الاخبار الكاذبة والنكات والدعاية والقذف والتأويلات والتنبؤ بالأحداث المقبلة ومحاولات التحريض ونشر الفوضى كلها أسلحة أكثر فتكا من الأسلحة التقليدية يمكن ومنها أيضا حروب القيم في العالم الجديد وهى حروب الأخلاق مطروحة في النزاع الثقافي والهيمنة ليست الأوضاع السياسية والاجتماعية فقط هي التي تستهدف في الحروب الجديدة، إنما لا بد من الالتفات إلى حروب ثقافية، تستهدف تغيير الهوية، وتغيير المعتقدات   كل شيء يحبه، انها حرب تستخدمك انت في قتل ذاتك وروحك، وفى النهاية ستجد نفسك كنت تحارب بالوكالة لصالح رجل جالس في مكان أخر اختار أن يخرج مشهد سينمائي جديد لفنون الانتحار الجماعي، حرب المنتصر فيها لم يدخلها ولم ينزل الميدان. إن حرب الشائعات التي أصبحنا نتعرض لها الآن هي من أخطر الحروب، لأنها تستهدف عقول الشباب وقلب الوطن، ومعظمها ينطلق من مواقع التواصل الاجتماعي: “فيس بوك” و”تويتر” وغيرها، لأن كل شخص يكتب ما يريد، وهناك الأقلام المأجورة لأصحاب الاجندات الخاصة التي تنقل الشائعات من خلال تلك المواقع وتسري بيننا كما تسري النار في الهشيم.

تم نسخ الرابط