الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

سامر رجب يكتب: "مايكروسوفت تطلق سلاحها الجديد في الذكاء الاصطناعي ChatGPT لتدمير  Google " 

الشورى

منذ عقود خلت وإلى اليوم، يتعاظم الخوف البشري من تنامي قدرات  الذكاء الاصطناعي  AI (Artificial intelligence) وتخطيه حدود فهم الإنسان الذي قام بصنعه.

في هذا السياق أُنتجت العشرات من أفلام الخيال العلمي وكُتبت مئات الكتب والمقالات، محذرة من السيطرة "الوشيكة" لهذه البرامج على العالم، وليس ببعيد عنا ما حدث في  مجال الأدب والفن والرسم  وكيف اخترقه هذا النوع من البرامج.

واليوم يدور حديث متزايد حول  برنامج ذكاء اصطناعي  جديد فاق حدود تصور البشر بشأن درجة التطور التي قد تصل إليها هذه التقنيات يوماً ما.

البرنامج الجديد أطلق عليه اسم ChatGPT (Generative Pretrained Transformer 3) وهو برنامج لمعالجة اللغة، يتفاعل مع المستخدم من خلال الحوار كتابة على الموقع الإلكتروني الخاص به، وأطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، ويعمل وفق آلية "تعلم الآلة"، لكن ما يظهر على السطح منه يبدو أشبه بقمة جبل الجليد!

البرنامج من إنتاج شركة (أوبن أيه آي OpenAI) التي تأسست عام 2015 بمشاركة كل من إيلون ماسك وجريج بروكمان وإيليا سوتسكيفر ووجسيخ زاريمبا وسام التمان. والبرنامج هو أحدث نماذج تعلم الآلة وقد تم إنشاؤه على رأس عائلة نماذج روبوتات المحادثة وتعلم اللغات والمسماة ( OpenAI's GPT-3)، ويخضع لإشراف دقيق للغاية لتطوير اللغة التي يستجيب بها لطلبات المستخدمين من خلال ما يسمى يتقنيات التعلم التعزيزي ( reinforcement learning techniques) أو التعلم المعزز  من ردود الفعل البشرية (RLHF).

وتقول  شركة OpenAI على موقعها  إن "لقد قمنا بتدريب نموذج يسمى ChatGPT وهو يتفاعل بطريقة المحادثة. يتيح الحوار مع ChatGPT الإجابة على أسئلة المتابعة والاعتراف بأخطائه ورفض الطلبات غير الملائمة، وهو نموذج شقيق لـبرنامج الذكاء الاصطناعي InstructGPT". ويعتبر البرنامج حالياً أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة على الإنترنت.

وبحسب تجارب شخصية  لمستخدمين وثقوا استخدامهم للبرنامج الجديد  في فيديوهات على المنصات المختلفة وفي تغريدات على تويتر، فإن هناك انطباع عام لدى البرنامج باعتزازه بنفسه وبما يقوم به. ويحب البرنامج أن يصف نفسه بأنه "نموذج AI  لمعالجة اللغة"، ما يعني أنه برنامج قادر على فهم لغة الإنسان بالشكل الذي يتم به التحدث بها وكتابتها، مما يسمح له بفهم المعلومات التي تضاف إليه ويتم تغذيته بها بشكل مستمر ودائم والتفكير قبل التلفظ بأي رد على طلبات المستخدم، وهو ما يحدث بسرعة فائقة بالطبع.

وإلى الآن يكتفي ChatGPT بالردود المكتوبة ولا يقوم بإنتاج مواد صوتية أو بصرية، وذلك على عكس نماذج أخرى شهيرة منها الروبوت صوفيا Sophia the  Robot وأيضاً منشئ الصور Dall-E، إلا أنه يعتبر ذو قدرة خارقة مقارنة بكل برامج الذكاء الاصطناعي من حيث فهمه العميق للغة المكتوبة والمنطوقة، الأمر الذي يمنحه نطاقًا واسعًا للغاية من القدرات، بدءًا من كتابة تعليقات على القصائد الشعرية مروراً بنظريات العوالم الموازية وصولاً إلى شرح ميكانيكا الكم بعبارات بسيطة أو كتابة أوراق بحثية ومقالات كاملة.

ويقول مستخدمون إن البرنامج استجاب لطلبات خاصة بكتابة الموضوع بشكل ساخر وأنه يستطيع فهم الكثير من الأمور المعقدة الواردة في الأسئلة وأن قوته الحقيقية تكمن في سرعة استجابته وفهمه للغة المستخدمة في الأسئلة بشكل مثير للإعجاب منتجاً مقالات كاملة بأسلوب جيد للغاية، لكن آخرين قالوا إن هناك بعض الموضوعات مثل الأحداث العالمية الأخيرة أو الموضوعات التي لا يوجد بشأنها الكثير من المعلومات والتي قوبلت من جانب البرنامج بإنتاج مقالات أو ردود خاطئة أحياناً ومشوشة في أحيان أخرى. 

أيضاً، وبحسب تجارب مستخدمين، فإن البرنامج يمتنع عن الإجابة عن الأسئلة عندما تشكل الردود نوعاً من الخطر سواء للسائل أو للمجتمع بوجه عام ويتوقف حينها عن المساعدة في مثل هذه الطلبات الخطرة بل إنه يوقفك عن طرح مزيد من الأسئلة بشأن تلك الموضوعات "الضارة".

قد يبو الأمر في ظاهره بسيطاً.. برنامج تطرح عليه الأسئلة فيقوم بالبحث ويعود إليك بالنتائج بسرعة.. لكن تقنية القيام بذلك أكثر تعقيدًا مما قد تبدو عليه.

تم تدريب النموذج ChatGPT باستخدام قواعد البيانات النصية من الإنترنت، وشمل ذلك كميات ضخمة من الغيغا بايتس من البيانات التي تم الحصول عليها من الكتب ونصوص الويب وويكيبيديا والمقالات وغيرها بمعدل وصل إلى نحو 300 مليار كلمة أدخلت في نظامه.

وكنموذج لغوي يعمل على الاحتمالات، فإنه بمقدوره أن يخمن تتابع وترتيب الكلمات بشكل منطقي بحسب اللغة المستخدمة. وللوصول إلى مرحلة حيث يمكنه القيام بذلك، مر النموذج بمرحلة اختبار خاضعة للإشراف البشري، فتمت تغذيته بمدخلات مختلفة منها على سبيل المثال سؤال "ما لون خشب الشجرة؟". بالطبع كان لدى الفريق مخرجات صحيحة متعددة، وإذا لم تتضمن الإجابة واحدة منها يقوم الفريق بإدخال الإجابة الصحيحة مرة أخرى في النظام، ويقوم بتعليم البرنامج الإجابات الصحيحة ويساعده في بناء معرفته شيئاً فشيئاً، وهو ما يشبه تعليم الطفل.

تأتي المرحلة الثانية وهي تقديم إجابات متعددة على سؤال واحد بالتعاون مع أحد أعضاء الفريق والذي يقوم بتصنيف الإجابات من الأفضل إلى الأسوأ، ويدرب الشخص المسؤول البرنامج على عقد المقارنات وتقييم جودة الإجابات.

والحقيقة فإن ما يميز هذا النموذج وهذه التكنولوجيا عن غيرها هو أنها تستمر في التعلم بشكل لا ينقطع مع تحسين فهمها للأسئلة باستمرار لتصبح يوماً ما الجهة التي تعرف كل شيء عن كل شيء!

تأمل شركة مايكروسوفت Microsoft أن يتمكن محرك بحث Bing الخاص بها من مواجهة منافسة شركة جوجل Google بمحرك بحثها الأشهر الذي يحمل الاسم نفسه، بميزة تتضمن استخدام التقنية الكامنة وراء روبوت الدردشة AI ، ChatGPT.

وتخطط مايكروسوفت لاستخدام نفس الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لتزويد المستخدمين بإجابات لبعض عمليات البحث، بدلاً من مجرد عرض الروابط ذات الصلة، حسبما ذكر موقع The Information.

يشار إلى أن مايكروسوفت قد تطلق الإصدار الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي من Bing قبل نهاية شهر مارس المقبل.

تكتم مايكروسوفت بشأن الذكاء الاصطناعي وفي السياق نفسه، لم يستجب ممثلو OpenAI و Microsoft على الفور لطلب مجلة Insider للتعليق خارج ساعات العمل العادية. دعمت Microsoft علنًا شركة OpenAI ، الشركة الناشئة التي طورت ChatGPT، في عام 2019 باستثمار قدره مليار دولار. منذ ذلك الحين، أطلقت Microsoft أداة ترميز AI، تُعرف باسم Copilot، تستخدم تقنية OpenAI لمساعدة المطورين على إنشاء التعليمات البرمجية تلقائيًا.

وفي منشور مدونة شهر أكتوبر، قال عملاق التكنولوجيا إنه يخطط لدمج مولد الصور الخاص بـ OpenAI DALL-E، في برنامج Image Creator الخاص به في Bing.

وبحسب ما ورد ، تسعى Google جاهدة لمحاولة مكافحة التهديد الذي يمثله ChatGPT التابع لشركة OpenAI.

وأصدرت إدارة شركة التكنولوجيا العملاقة "رمزًا أحمر" بعد إطلاق برنامج الدردشة الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن مستقبل بحث Google، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. ووجه الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ساندر بيتشي بعض موارد الشركة لإعادة تركيز جهودها على معالجة المشكلات التي تطرحها ChatGPT، وفقًا لمذكرة داخلية وتسجيل صوتي استعرضته صحيفة The Times البريطانية. يشار إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي ChatGPT أثارت جدلا واسعا حتى أن الملياردير إيلون ماسك وصفا في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر بأنها "جيدة بشكل مخيف"

تم نسخ الرابط