الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

يعلم الجميع ان العنصر الرئيس لسلامة ونهضة مجتمع يتمثل في الحفاظ علي كرامة المواطن وحمايته من كل صور العسف والطغيان ماديًا نفسيًا ومعنويًا ومنح الفرصة الكاملة للشباب للظهور وتأمين فرصته في إنهاء تراث التخلف المفروض علينا منذ مئات السنين وهو مطلب يتوقف على تمتع المواطن بكامل حقوق المواطنة وحقه في العيش دون قيود وبحرية كاملة غير منقوصة داخل الإطار الشرعي والديمقراطي الذي تُنميه وتوافق عليه وترعاه الدولة ومؤسساتها المختلفة فنحن المصريون أصحاب أول حضارة في التاريخ الإنساني أمة كريمة ذات ثقافة مهذبة وتقاليد إنسانية رائعة رائدة مبنية على الحب والعدالة والإحترام المتبادل، نقدس الحياة ونحافظ علي المبادئ العظيمة لكل الأديان ونتطلع دائمًا للتواصل والإثراء المتبادل مع جميع الثقافات الأخرى في العالم ونستحق ان نكون في صدارة شعوب العالم لما لنا من تاريخ عريق في الماضي ومفكرين وعلماء وادباء ونوابغ في العصر الحديث نستطيع جميعًا العودة لنكون بين الصفوف الأولي في شعوب المعمورة.

ومع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي استبشر الجميع خيرًا وتنفس العديد منا الصعداء أملًا في ان هذة المواقع ستُخرج لنا مواهب لم نكن نستطع الوصول إليها وانتظرنا حتي تُنجب لنا هذة المواقع مواهب ونوابغ تعزز فكرة أننا فقط ننتظر الفرصة ومن أنصاف الفرص خرجت نوابغ مصرية غيرت العالم ولكن بكل أسف تحولت هذا المواقع لكوارث وفضائح وأخرجت لنا أسوأ ما فينا بل خربت بيوتًا وأغلقت مشاريع  كبري وإستغلها ضعاف النفوس في عمليات النصب والتدليس فتحول الحلم البعيد المنال إلي واقع يائس بائس نحاول جميعًا ان نوقفه قبل فوات الأوان فمواقع التواصل الإجتماعي تحولت في مجتمعاتنا العربية لمواقع لتصفية الحسابات والبقاء لصاحب القدرات والامكانيات علي الإقناع ولو كان كاذبًا فالتواصل السريع الذي حلمنا به أصبح نقمة علي صغارنا وعلينا قبلهم.

مواقع التواصل التي تحولت في أحيان كثيرة جدًا لمواقع تناحر تعج بذباب الكتروني باحث عن الشهرة وجمع المال بأي طريقة وعلي حسب كل وأي شيء حتي أنفسهم وكرامتهم وأجسادهم وأعراضهم أو ربما نوع آخر مدفوع الأجر يغمرون المواقع بالأكاذيب ونظريات المؤامرة عليهم لاستعطاف الجمهور العادي فبدلًا من أن تكون ساحات لنشر الوعى والنقاش الجاد دون تجريح أصبحت ميادين حرب همجية دون اي ضوابط لتنظيمها -دون المساس بحرية التعبير- فقد بات تنظيم هذة المواقع تحديًا ملحًا لتعظيم فوائدها وتجنب أضرارها وما تحدثه من فتنة دون مراعة أي أبعاد إجتماعية أو تأثيرات نفسية وإن حتي تسببت في هدم اسر بل ومحتمعات لا مشكلة لدي هذا المدون او تلك الصفحة أو ذاك البلوجر فالمهم هو انتزاع عددًا من الإعجابات والاشتراكات والمنافسة للحصول علي اكبر قدر من التفاعل حتي لو علي حساب الجميع حتي أقرب الناس لم يسلمون من أولئك من بائعي الكلام الفاضي وللاسف لديهم أسواق رائجة لبضائع تنال من الجميع لا تستثني أحدًا.

وبكل أسف تعاملنا بمنتهي الاهمال واللا مبالاة مع هذة المواقع الواحد تلو الآخر حتي ان كل شبابنا أُصيب بلعنات مواقع التواصل الاجتماعي فإما مُقدم محتوي مبتذل او متلقي بمحتوي لايصلح او يصح ان يدخل بيوتنا او ربما ملازمًا للعبة ما يجبرونه فيها علي القتل والدمار ويعلمونه كيفية اقتحام المنازل وسرقة أغراض محاربيه الإفتراضيين لتجد إبنك او إبنتك أمام شاشات الأجهزة أكثر منها امام أي وكل شئ تنازلنا وفرطنا في حقوقنا فيهم وحقوقهم فينا حتي وجدنا أولادنا وبناتنا قد أصبحوا محبوسين داخل أجهزتهم هرموا وهم في عز شبابهم وفتوهم يضيعون زهرة شبابهم حبيسي هذة الألعاب بل وينفقون عليها ويفضلون شحنها بالأموال علي صرف أموالهم في طعام أو شراب يعيشون تحت ضغط الحرب ويخططون للقتل والنهب واقتحام الاماكن من داخل لعبة وأصبح من العادي سماع قصة وفاة أحد الاطفال نتيجة لعبة، أو تغير سلوك طفل وتحدثه في أمور لا تليق وما كنا ننتظرها منه نهائيًا ومازلنا ننتظر ونسأل وماذا نفعل.

وعندما نتحدث مع بعضنا البعض نشتكي مر الشكوي من ما يقوم به أبنائنا تجاه أنفسهم وتجاه أوقاتهم وممتلكاتهم وبعد نقاش نصل جميعًا لكلمة هامة أنه الغزو الثقافي من الأعداء نعم غزوًا  ثقافيًا منظمًا ووقوفنا في مواجهته أمر واجب بدلًا من الشكوي والبكاء وانتظار النتائج التي لن تكون في صالحنا ولا صالح أولادنا نعم أنه الغز الثقافي المنظم لنهب عقول أولادنا وإنشغالهم إما بالتوافه أو تعلم مُحرم أو رؤية حرام، بل ونحن من نساعد ونرعي من يحارب لسلب عقول أولادنا بدلًا من نقاومه ونقف في وجهه لا راح كلٌ منا يتحدث عن قدرات أولاده في التحكم في أجهزة لوحية بقدرة تفوق قدراته بل ويفتخر ان صغيره يجيد فتح البرامج والألعاب والتطبيقات ولو سألته كم يحفظ ابنك من كتاب الله لظهر بنفس الشكل الذي وصف نفسه به في التعامل مع الاجهزة فكونك لا تستطيع التعامل ليس ميزة علي العكس تمامًا وكون إبنك ترك كل نواحي الحياة وإستسلم لمواقع التواصل والألعاب والميديا ليس ميزة وكونه لا يحفظ شيئًا من كتاب الله ولا تعاليم دينه تلك هي المصيبة الأكبر.

فالغزو الثقافي لعقولنا وعقول أبنائنا وبناتنا لم ولن يتوقف ولكن أين نحن من هذا التعدي السافر علينا وداخل بيوتنا وبل في أم غرف نومنا فنحن لم نحمي أولادنا ولا أزواجنا ولا أنفسنا ولم نتسلح بما فيه الكفاية لمقاومة هذة الغزوات الفكرية المنظمة فنحن بكل أسف لا نحترم الوقت وأصبح ابنائنا مثلنا لا يحترمون الوقت ويبحثون عن الترفيه قبل الواجب عليه عمله وبدأنا بإفتخرنا بقدرتهم الفائقة علي إستخدام الاجهزة الحديثة وها نحن الآن لا نستطيع أن نعلم ماذا يفعلون بها ولا نستطيع منعهم من إستخدامها هي مصيبة أكبر لان الموضوع ليس بالمنع فالأجهزة التي بين إيديهم اصبحت من متطلبات الحياة فهو غزو ثقافي ممنهج ومدروس تدرج منذ زمن بعيد فمن السبعينات والتركيز علي الافلام الإباحية والتفنن في دخولها مصر والدول العربية بكافة الوسائل وجعلها في إطار درامي ليصدر إلي المتلقي أفكارًا بعيدة كل البعد عن مجتمعاتنا مرورًا بالقنوات الإباحية منتصف الثمانينيات وبائعات الهوي علي الشاشات حتي جاءت هذة المواقع لتصل إلي ما تريد وأكثر مراقبة مستمرة واستحواذ تام علي عقولهم ومشاعرهم وتشكيلًا لوجدانهم فهل هنا افضل من ذلك؟ أن يراقب أولئك الشياطين كل شبابنا طول الوقت بل ويوجهونهم كما يشاؤن يربون أولادنا بالالعاب والبرامج والتطبيقات بل ونحن معهم ونحن نقف عاجزين،

أما آن الاوان لنا وللدولة ان نقف في وجه هذا الغزو إنه ليس غزوًا ثقافيًا بحسب ولكنه حربًا شرية ضدنا وضد أولادنا يريدون خلالها طمس هويتنا وتصدر ما لم يستطيعون تصديره بالأسلحة نعم إنها حرب علينا ولابد ان نقف في مواجهتها قبل فوات الآوان قبل أن تُطمس هويتنا بلا عودة ونحن نشجع اولادنا ونتغزل في قدرتهم علي استخدام الاجهزة ونسعد بجهلنا بها  عزيزي القارئ لا سبيل لنا إلا المواجهة فما هي إلا منصات غزو ثقافي يجب التصدي لها.

تم نسخ الرابط