الياميش .. بالعملة الصعبة| 90% من الاستيراد.. و35% زيادة فى الأسعار
الجميع ينتظره ويسعد بقدومه.. صلاة المغرب هى اللحظة الفارقة فى ظهوره فتجد كافة الناس يتوحدون فى الطرقات توزيعا لحبات التمر أو كوب من العصير.. موائد الرحمن هى السمة الرئيسية مع قدومه.. التكاتف والألفة هما شعاره الرئيسي.. يتساوى فيه الفقير والغنى فالجميع يسعى لينال الرضا والتقرب من الله.. إنه شهر الفرج ونفحات الخير.. شهر رمضان الذى حل علينا كشهر استثنائى ينتظره الجميع كل عام بفارغ الصبر، إلا أن هذا الشهر يحمل طابعاً خاصاً هذه المرة فالأسعار لا لجام لها.. وما كان يعتاده المصريون من ياميش ومكسرات وغيرها من مكتسبات العصر أصبح لغزاً على الجيوب يصعب الإجابة عليه، ومع عدم وضوح رؤية الأسعار وتغولها يوماً بعد يوم طرح على الواقع عدة أسئلة أبرزها ماذا سيفعل المصريون فى الشهر الفضيل؟!، وهل نشترى الياميش أم سيرفع المواطنون شعار الاستغناء هو الحل، ماذا عن موائد الرحمن وأسعار السلع الأساسية التى أصبحت تقتل الجيوب، وهل ستروض، وكيف سيتعامل معها المواطنون؟حل علينا شهر رمضان الكريم،بطقوسه وعاداته الخاصة، وعلى رأس تلك العادات «شراء الياميش» ما بين المكسرات والفواكه المجففة والتى يزيد الإقبال عليها وكل عام فى نهاية الموسم نرى فاتورة كبيرة لاستيراد الياميش من الخارج.
وبالرغم من توافر بعض الأصناف محليا، ففى العام الماضى وبالرغم من أزمة كورونا التى ألقت قيودا على الحركة والسفر وأدت لتراجع عمليات التجارة والاستيراد قد بلغت فاتورة استيراد ياميش رمضان ما يقرب من 35 مليون دولار، والآن وبعد ارتفاع الأسعار عالميا خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير يتبقى أمامنا سؤال «هل سترتفع فاتورة الياميش هذا العام، لترتفع معها أسعار المنتجات، وما الداعى للاستيراد فى ظل الظروف الراهنة»؟..وخلال السطور القادمة نتناقش مع الخبراء فى محاولة للإجابة على ذلك التساؤل. ولا يعد استيراد الياميش أمرا جديدا بل تعتمد مصر منذ سنوات طويلة على استيراده سواء المكسرات أوالفواكه المجففة، فبعضها لا يتواجد من الأساس محليا، وبعضها يتم انتاجه فى الداخل ومع ذلك يتم استيراده، وتشمل قائمة الياميش الأكثر استيرادا كلا من البندق، والتمر الهندي، وجوز الهند، والصنوبر، والقراصيا، وقمر الدين، والكاجو، واللب، واللوز، والمشمشية، والمكسرات، وذلك وفقا لتقرير رسمى أصدره الحجر الزراعى المصرى عام 2019.
واستمر البندق على وجه التحديد على رأس هذه القائمة، فأكدت تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن واردات البندق جاءت ضمن واردات مصر من أهم السلع الزراعية، والتى بلغت قيمتها الإجمالية نحو 11 مليارا و825 مليون جنيه، فى شهر ديسمبر لعام 2020 ، مقابل 11 مليارا و 603 ملايين جنيه فى نفس الشهر عام 2019، بزيادة بلغت 222 مليونا و432 ألف جنيه. وسنويا تتكلف فاتورة استيراد ياميش رمضان ملايين الدولارات فقد بلغت عام 2021 نحو 50 مليون دولار، والعام الماضى وبسبب ظروف كورونا بلغت الفاتورة 35 مليون دولار، واليوم ومع ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الفترة الماضية بدأت ملامح أسعار ياميش رمضان فى الظهور بالأسواق، فقد بلغ سعر اللوز المستورد 300 جنيه مقابل 150 جنيها متوسط السعر العام الماضي، وارتفع سعر جوز الهند إلى 100 جنيه بدلا من 70 العام الماضي، بينما بلغ الفسدق 400 جنيه بعد أن كان 220 جنيها، وكذلك البندق وصل إلى 350 جنيها بعد 160، ووصل سعر الزبيب إلى 130 جنيها للكيلو. فى البداية تواصلنا مع المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالغرف التجارية، حيث أكد أن أسعار ياميش رمضان ستزداد هذا العام بنسبة لا تقل عن 35% مقارنة بالعام الماضي، وذلك نظرا إلى عدة عوامل منها ارتفاع تكلفة الشحن والخامات، وكذلك السولار والعملة وغيرها من المتغيرات.