«الصين وروسيا ضد أمريكا».. هل تنتهي هيمنة القطب الواحد؟
جدل كبير أثارته زيارة الرئيس الصيني شي جن بينج إلى روسيا، ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي قال الجميع عنها بأنها بداية لتأسيس محور روسي صيني ليواجه ضغط الدول الغربية والولايات المتحدة عليهما.
الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الصيني جاءت بعد أيام من حصوله على ولاية ثانية برئاسة البلاد، واستمرت على مدار يومين كاملين عقد خلالها أكثر من لقاء مع الرئيس بوتين.
والكلمات التي اختتم بها الرئيس الصيني زيارته إلى روسيا، هي ما أثارت جدلا كبيرا حول التغيرات التي من الممكن أن تشهدها المنطقة، حيث أكد الرئيس الصيني في نهاية الزيارة على أن هناك تغيرات لم نشهدها منذ مئة عام، وعندما نكون معا نقود هذه التغيرات للأفضل، وكان رد بوتين له بالموافقة على حديثه.
ورأي البعض أن هذه الزيارة ستكون فاصلا تاريخيا، لأن هيمنة القطب الواحد لم تعد مقبولة في العالم كله، وفي السياق ذاته قالت صحيفة " وول ستريت" ان التقارب بين روسيا والصين يشكل قلق خطير في العواصم الغربية وهذا الثنائي منافسا محتملا لأمريكا.
ومن ناحية أخري رأي خبراء السياسة أن هذا التحالف لن يضر بالولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكن يضر بالعالم كله، لأن الدولتين لديهم إمكانيات تضر بالعالم أجمع.
نموذج روسيا والصين
وأشار الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية إلى أن نموذج الصين ونموذج واشنطن نموذجين مختلفين ، فنموذج واشنطن هو نموذج للاقتصاد الليبرالي والحريات السياسية والاجتماعية ، أما نموذج بكين فهو نموذج للتنمية الاقتصادية وفي هذا السياق روسيا والصين لديهم هذا الاتجاه ونفس النموذج الذي يروجون له.
ويضيف صادق – لبوابة أخبار اليوم - أن الصين ستكون اقتصاديا الأولى علي العالم سنة 2030، كما أنه مع الحرب الأوكرانية بدأ صعود نظام جديد في العالم يتشكل، فعل سبيل المثال في السابق، كانت هناك الحرب الباردة الأولى بين الغرب والإتحاد السوفيتي، والتى انتهت بانتصار الغرب وسقوط الإتحاد السوفيتي.
وتابع قائلا «الآن عادت الحرب الباردة الثانية بين الغرب وبين روسيا الإتحادية والصين واللقاء بينهم، لقاء دول يوجد عداء وتحالفات ضدهما وهما روسيا والصين، فقرروا أن يتحدوا معا، على مبدأ عدو عدوي صديقي علي الرغم من الخلافات السابقة، التي كانت بين روسيا والصين، منها الخلافات الحدودية و الأيدولوجية.