وكيل الأزهر: العطاء الخيري لمساعدة المحتاجين واجب ديني وليس أمرا تطوعيا
«لا ينتظر منهج الشريعة الإسلامية وقوع الأزمات، بل يحمى المجتمع من كثير منها بالقضاء على أسبابها، وهذا ليس غريبا على منهج يستمد مبادئه وأدواته من الدين الإسلامى الخاتم، الذى أراده الله لهداية البشرية جمعاء، ولذلك فإن الحرص على تعاليم وأحكام ديننا الإسلامى الحنيف يجنب المجتمع أزمات ومشكلات كثيرة، فالإسلام جاء بمنهج متكامل لإصلاح المجتمع».. هذا ما يؤكده الدكتور محمد عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر عارضا رؤيته فى التعامل مع الأزمات فى السطور التالية. يوضح وكيل الأزهر أن منهج شريعة الإسلام وعدالته ينتصر على الأزمات، ويخلص المجتمع من تداعياتها؛ لأن هذا المنهج بقيمه وأخلاقياته هو أحد أهم المرتكزات التى يعتمد عليها الإسلام فى إقامة مجتمع إسلامى مستقر اقتصاديا، ومتقدم حضاريا، ومنضبط أخلاقيا، والشريعة الإسلامية نظمت كل مجالات الحياة تنظيما دقيقا، ورسمت للمسلم طريق الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية الآمنة وفق منهج الإسلام المعتدل والمتوازن.
يقول: يحق لنا أن نفاخر بهذا الوعى العلمى والحراك المجتمعى الذى يقوم به الأزهر، حين يحاول وضع رؤية شرعية قانونية تواجه الانحراف الأخلاقى من استغلال وطمع واحتكار، فى وقت أغفل كثيرون واجب البيان، ولم يكشفوا عن الوجه المشرق للإسلام فى إدارة الأزمات، وما قدمه من منهج متكامل لحماية الشعوب، ووقاية اقتصاد الدول من الانهيار، وإن هذا الوعى مما تسعد به الأفراد والأوطان والمجتمعات.
ويؤكد أن الإسلام عنى بالإنسان، ووضع له ضوابط لحمايته وترشيد سلوكه، حتى يكون حكيما فى اتخاذ قراراته؛ ليعيش عيشة هنيئة ويفوز برضا الله عليه، يقول الله تعالى: «فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى».
وأن الإسلام وضع الضوابط حتى يتمكن الإنسان من تحقيق آماله، وتحصيل أقصى إشباع مادى ومعنوى، فبين الإسلام الطيبات وأحلها له وأمره بالإنفاق فيها، وأرشده إلى الأولويات التى يجب مراعاتها عند الإنفاق، حيث يقوم بإشباع ضرورياته ثم حاجياته، ثم الكماليات، وأمره مع ذلك كله بالتزام الاعتدال والوسطية، فنهاه عن الإسراف والتبذير والترف والبذخ، ونهاه عن الوقوع فى المحرمات والخبائث.