الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄استخدامات حديثة للتكنولوجيا.. ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

◄صور مزيفة لاعتقال ترامب وإهانة بوتين تثير المخاوف من قدرة التكنولوجيا على خلق ونشر الأكاذيب

◄موجات من الصور ومقاطع الفيديو المزيفة أصبحت تتدفق بشكل عاجل إلى "السوشيال ميديا" بعد الأحداث الإخبارية الكبرى

◄"الفبركات" تؤدى إلى المزيد من الحقائق المشوشة فى الأوقات الحرجة للمجتمع

◄بحلول العام 2075 سـتصل آلات مزودة بقدرات خاصة إلى مستويات ذكاء تفوق مستوى الإنسان تمكنها من اتخاذ قرارات بشكل ذاتى

 

مع انتشار صور مزيفة تشير إلى اعتقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اكتظت السوشيال ميديا بردود أفعال متباينة حول المخاوف من قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعى على خلق ونشر الأكاذيب الأمر الذى دفع صحيفة واشنطن بوست للتحذير من القوة المدمرة للذكاء الاصطناعى، فقد رأت الصحيفة الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية أن ظهور صور مزيفة لاعتقال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على يد قوات الشرطة أمر فى منتهى الخطورة خاصة أنه يأتى فى ظل تكهنات باحتمال توجيه اتهامات له فى نيويورك.

وقالت الصحيفة إن إليوت هيجينز، مؤسس منصة التحقيقات بيلينجكات، كان يقرأ عن الاتهام المتوقع لترامب، عندما قرر تحويل الأمر إلى صورة مرئية، وتحول إلى أحد فنانى الذكاء الاصطناعى، وقدم له بعض التصورات ممثلة فى سقوط دونالد ترامب أثناء اعتقاله، وشارك النتائج على تويتر، التى تمثلت فى صور الرئيس السابق محاطا بضباط شارتهم غامضة وغير واضحة. وقال هيجينز فى مقابلة إنه كان يمزح فى هذا الأمر، وتصور أن ربما خمسة أشخاص فقط سيقوم بإعادة نشر التغريدة.

ولكن بعد يومين فقط، تمت مشاهدة هذه المنشورات التى تصور حدثا لم يحدث أصلاً وليس له أى صلة بالواقع وبعيد كل البعد عن الحقيقة، ما يقرب من 5 ملايين مرة .. مما قدم دراسة حالة للتعقيد المتزايد للصورة التى تنتج بالذكاء الاصطناعى، وسهولة نشرها وقدرتها على إحداث ارتباك فى البيئات الخبرية المتقلبة. واستوقفنى فى هذا الامر مسألة فى منتهى الأهمية تتمثل فى أن هذا التطور، وبحسبما تقول الصحيفة، يوضح غياب معايير حقيقية لدى الشركات أو لوائح حكومية تتعامل مع استخدام الذكاء الاصطناعى خاصة فى حالة القيام بخلق ونشر الأكاذيب.

واللافت للنظر أن حدثاً مهماً وخطيراً مثل هذا الحدث لم يكد يمر مرور الكرام ، فقد قال السيناتور مارك وارنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن صناع القرار كانوا يحذرون منذ سنوات بشأن سوء الاستخدام المحتمل للإعلان فى نشر المعلومات المضللة، وبث الفتنة بشكل عام.. وبينما استغرق الأمر بضع سنوات حتى تتطور قدرات الذكاء الاصطناعى، إلا أننا فى مرحلة الآن تتوفر فيها هذه الأدوات على نطاق واسع وأصبحت لديها قدرات بشكل لا يصدق.

من ناحية أخرى، نقلت وكالة أسوشيتدبرس أن خبراء المعلومات المضللة أصدروا عدة تحذيرات  من أن موجات من الصور ومقاطع الفيديو المزيفة أصبحت تتدفق بشكل عاجل إلى السوشيال ميديا بعد الأحداث الإخبارية الكبرى والمزيد من الحقائق المشوشة والخيال فى الأوقات الحرجة للمجتمع.

وحذر خبراء أكاديميون من أن تقنيات الذكاء الاصطناعى قد تتسبب أيضاً فى التركيز على انتشار المعلومات المضللة مما يترتب عليه تزايد الضوضاء خلال الأزمات، كما أنه سيزيد من مستوى السخرية، فتبدأ فى فقدان الثقة فى النظام والمعلومات التى تحصل عليها.

وفى حين أن القدرة على التلاعب بالصور وإنشاء صورة مزيفة ليس بالأمر الجديد، إلا أن أدوات توليد الصور بالذكاء الاصطناعى أسهل فى استخدامها حيث يمكنها أن تنشئ سريعا صورا حقيقية، مليئة بالخلفيات التفصيلية وعلى نطاق واسع.

ويبدو أن هذا الأمر لم يبتعد عن السياسة حيث تداول رواد السوشيال ميديا مؤخراً أيضاً صوراً اصطناعية تصور بوتين راكعا ويقبل يد الزعيم الصينى شى جين بينج.. وسرعان ما أصبحت الصورة، التى تم تداولها مع استقبال بوتين نظيره الصينى، مادة للسخرية على مواقع التواصل فى أمريكا.

وعلى الرغم من قوة وقدرة الذكاء الاصطناعى على الإتقان وبينما لم يتضح من الذى أنتج هذه الصورة أو الأداة التى استخدموها، غير أن بعض الأدلة كشفت عن التزوير فقد كان رأسا وأحذية الزعيمين مشوهة قليلا، ولم يتطابق الجزء الداخلى للغرفة مع الغرفة التى عقد فيها الاجتماع الفعلى.

وخلال العقود الخمسة الماضية، كانت المخاطر التى دأب كثيرون على التحذير منها هى الانفجار السكانى، نقصان المصادر الطبيعية والمعادن، التلوث البيئى، واحتمال وقوع حرب نووية.. أما اليوم ومع التطور الهائل فى مستوى التكنولوجيا وتطبيقاتها، فقد تحول الأمر إلى أخطار أخرى؛ روبوتات سيصل ذكاؤها إلى درجة تسمح لها بالتفوق على البشر، خاصة مع قدرات الذكاء الاصطناعى، أو فيروسات حاسوبية مدمرة توقف الإنترنت عن العمل. 

الذكاء الاصطناعى هو الموضة الجديدة التى يدور الحديث حولها فى كل المجالات، فى أجهزة الهواتف الذكية، فى الأجهزة المنزلية، فى التلفزيونات، فى الأسلحة، وأيضاً فى السيارات الذكية، التى يفترض أن تنتشر قريباً فى شوارع مدننا خلال 5 سنوات.. القلق الحقيقى، وفق بعض الخبراء، هو أنه وبحلول العام 2075، سـتصل آلات مزودة بقدرات خاصة إلى مستويات ذكاء تفوق مستوى الإنسان تمكنها من اتخاذ قرارات بشكل ذاتى، دون العودة إلى أى مرجعية بشرية. 

وقد حذرت ورقة بحثية أصدرها خبراء فى الذكاء الاصطناعى فى المجالين الصناعى والأكاديمى، صدرت بعنوان «الاستخدام الضار للذكاء الاصطناعى: التنبؤ والوقاية والتخفيف»، من أن هذا القطاع سيؤثر سلبًا على الجنس البشرى وسيؤدى فى لحظة ما إلى أضرار جسيمة فى عدة جوانب حساسة فى حياته.

واعتبرت الدراسة أن «الاستخدام المزدوج» وقدرة الأجهزة التقنية على اتخاذ آلاف القرارات المعقدة فى الثانية الواحدة يمكن استخدامها فى النقيضين إما منفعة أو إيذاء الناس، ويعتمد ذلك على الشخص الذى يقوم بتصميم النظام. وقد أخذ الخبراء بعين الاعتبار استخدامات الذكاء الاصطناعى الموجود حاليًا أو الذى يمكن أن يتم تطويره خلال السنوات الخمس القادمة، ثم تم تقسيمها إلى 3 مجموعات، رقمية، ومادية وسياسية.

مخاطر رقمية

1- الاحتيال الأوتوماتيكى، أو إنشاء حسابات بريد إلكترونى مزيفة، ومواقع إلكترونية، وروابط إلكترونية لسرقة المعلومات.

2- عمليات اختراق أسرع من خلال الكشف الآلى عن البرمجيات التى يمكن اختراقها.

3- خداع نظام الذكاء الاصطناعى من خلال استغلال الثغرات التى يرى الذكاء الاصطناعى من خلالها العالم.

هاجس مادى

1- تحويل الهجمات الإرهابية إلى وسائل إلكترونية ذكية بلا وجود فعلى للبشر، من خلال استخدام الطائرات بدون طيار أو المركبات ذاتية القيادة كأسلحة.

2- استخدام أسراب من الروبوتات، والتى تتكون من العديد من الروبوتات الذاتية التى تحاول تحقيق الهدف نفسه.

3- الهجمات عن بُعد، حيث إن الروبوتات الذاتية ليست بحاجة للتحكم بها من أى مسافة مهما كانت بعيدة.

عوائق سياسية

1- الدعايات المغرضة، من خلال الإنتاج التلقائى للصور ومقاطع الفيديو المزيفة.

2- الإزالة التلقائية لكل ما هو معارض، من خلال العثور التلقائى على النصوص والصور المعارضة لسياسات بعض الأنظمة وإزالتها.

3- ممارسة الإقناع الشخصى، حيث يمكن استغلال المعلومات المتوفرة للعموم لاستهداف شخص بذاته والتأثير على رأيه.

وحسب التقرير لا يعنى ذلك حالة من «الاستسلام لما يجرى»، فالباحثون يعملون منذ الآن على وضع بعض الحلول الممكنة لهذه المشاكل.

تم نسخ الرابط