اتفاق مصري قبرصي على تحقيق نقلة نوعية في جميع جوانب التعاون على رأسها الطاقة والربط الكهربائي
اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس، على ضرورة تحقيق نقلة نوعية في جميع جوانب التعاون الثنائي، على رأسها التعاون في قطاع الطاقة، بما يشمل مشروع الربط الكهربائي ونقل الغاز القبرصي لمحطتي الإسالة في مصر، أو التعاون في أطر جديدة مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة؛ وكذا العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، ودعم التعاون في جميع المجالات التنموية والاقتصادية، فضلاً عن استمرار العلاقات العسكرية المتميزة.
وأعرب الرئيس السيسي - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي عقب مباحثاتهما في قصر الاتحادية اليوم الأربعاء - عن تطلعه لأن تشهد الفترة القادمة مزيداً من التعاون والتنسيق بين مصر وقبرص، بما يحقق الرخاء والازدهار للشعبين الصديقين؛ ويولد مزيداً من الزخم للشراكة الاستراتيجية والصداقة التقليدية التي تجمع بين الشعبين والبلدين.
وقال الرئيس السيسي إنه توافق مع الرئيس القبرصي على استمرار التنسيق الوثيق على المستوى السياسي إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس السسيسي - لنظيره القبرصي - على ثوابت رؤية مصر المبدئية إزاء أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، عن طريق تأكيد التزام جميع الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام الحقوق السيادية والمياه الإقليمية لكل دول المنطقة.
ورحب الرئيس السيسي - في مستهل المؤتمر - بزيارة رئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس، الأولى إلى مصر، كرئيس لجمهورية قبرص الصديقة، معربا عن سعادته البالغة، لاستقباله اليوم وتقديره البالغ، لأن تكون مصر هي وجهته الإقليمية الأولى، عقب انتخابه كرئيس لقبرص؛ الأمر الذي يعكس الحرص المشترك، على العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين.
وأشاد الرئيس السيسي بالإسهامات المقدرة لرئيس قبرص، خلال السنوات الماضية، في تعزيز التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من مختلف مواقع المسئولية التي شغلها سابقاً؛ كما أشاد الرئيس السيسي، بالإسهام القيم للرئيس السابق "نيكوس أناستاسيادس"، في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين؛ وبما قام به من جهد صادق في هذا الصدد على مدار عشر سنوات.
وقال الرئيس السيسي إنه استعرض مع رئيس قبرص - خلال مباحثاتها اليوم - مختلف مسارات أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث جرى الاتفاق على أهمية الاعداد الجيد للجولة الثانية من اللجنة العليا المشتركة، بهدف تحقيق نقلة نوعية في جميع جوانب التعاون الثنائي، وعلى رأسها التعاون في قطاع الطاقة، بما يشمل مشروع الربط الكهربائي ونقل الغاز القبرصي لمحطتي الإسالة في مصر، أو التعاون في أطر جديدة مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة؛ وكذا العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، ودعم التعاون في جميع المجالات التنموية والاقتصادية، فضلاً عن استمرار العلاقات العسكرية المتميزة.
كما أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت من القضية القبرصية ودعم مصر لمساعي تسويتها وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ورفض اتخاذ خطوات أحادية من أي طرف، بهدف خلق أمر واقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن لقاءه مع الرئيس القبرصي كان فرصة مواتية لتأكيد "تثميننا" للشراكة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، ولما تمثله آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث من مثال يحتذى على جميع الأصعدة، ومن ثم جرى الاتفاق على أهمية الاعداد الجيد للقمة القادمة لآلية التعاون الثلاثي، والتي سيسعد مصر أن تستضيفها، خلال العام الجاري.
ولفت الرئيس إلى أنه جرى التطرق إلى القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث توافق الرئيسان على أهمية إجراء الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا في أقرب وقت، وشددا على أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية؛ بما يتسق مع استعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الرئيس السيسي - لنظيره القبرصي - ضرورة تضافر الجهود الدولية؛ من أجل تجنب تصاعد العنف ووقف الاستيطان، ودفع جهود التسوية النهائية من أجل إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين.
وأوضح الرئيس السيسي أنه أطلع نظيره القبرصي على المساعي المستمرة للتوصل إلى تسوية عادلة لقضية سد النهضة، وعلى جهود مصر المتواصلة للتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل السد؛ بما يحقق تطلعات جميع الشعوب في التنمية، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على أمن مصر المائي الذي لا تفريط فيه.