الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: "مقالب" رامز و"الإعلانات" المستفزة.. وجهان للمحتوى الرديء

الشورى

◄رامز جلال.. النموذج الأشهر للسقوط فى بئر الفشل والتكرار

◄مقالب تمثيلية مكشوفة للجميع.. وضيوفه يتقبلون الإهانة من أجل "الدولارات"

◄ألفاظه "خادشة" للحياء تهدد قيم المجتمع وتدمر الأجيال الجديدة

◄يستعرض عضلاته على الهواء بـ«الاستظراف» و«الاستهبال»

◄فوضى الإعلانات المستفزة ذات المحتوى السطحى والضحك على المشاهدين

◄الغالبية العظمى من الإعلانات تستخف بالعقول من أجل الترويج لمنتجات دون المستوى 

 

على مدى أكثر من 10 أعوام يقدم الفنان رامز جلال برنامجه الذى يخوض به السباق الرمضانى كل عام، وكنت قد كتبت أكثر من مرة محذرًا من مثل تلك البرامج وأضرارها على الأطفال والمراهقين تحديدا، وأيضا خطرها على سمعة الفن المصرى، خاصة أنه يتعمد منذ عدة سنوات القيام بإهانة ضيوفه، الذين يدفع لهم مبالغ مالية كبيرة، تعطيه الحق فى التصرف معهم كما يشاء، وربما تكون هذه المبالغ التى يحصلون عليها هى المبرر الذى يدفعه لارتكاب كل هذه التجاوزات فى حقهم، شاءوا أم أبوا، فالأهم بالنسبة له هو أن يفعل ما يراه مناسبًا لتحقيق الشهرة والنجومية أمام مشاهديه، وهذا ما يفعله فى كل موسم وصولا لبرنامجه الأخير "رامز نيفر ايند". وأول ما يستوقفنى فى برنامج «رامز» هو طريقة تقديمه، التى تجعلك أمام ما يشبه «وصلة ردح» تستمر من بداية الحلقة إلى آخرها، وهى طريقة مستفزة تحتوى على كمية من «الاستظراف»، الذى يتسم بثقل الدم، أثناء تعليقه على تصرفات ضيوفه بمنتهى المهانة وبعبارات تفوح منها رائحة التعالى والغرور والإحساس بالذات، هذا التطاول يكون ملحوظًا ولافتًا للنظر، وكأنه بذلك يأخذ حقه منهم، بعد أن دفعت لهم الشركة المنتجة مبالغ كبيرة من الدولارات، يأخذونها مقابل ظهورهم فى هذا البرنامج.

وللأسف الشديد، نرى فى كل عام هذا البرنامج، بنفس الأسلوب والأداء، ولا أدرى سببًا واحدا يدعو لاستمراره كل هذه السنوات، وهو ما يؤكد أن مسألة «القبول» ليست شرطًا للنجومية، فرامز جلال لا يحظى بهذا «القبول»، على العكس هو شخصية منفرة تدفع المشاهد للشعور بالضيق، وعلى الرغم من ذلك نجده يحجز لنفسه مكانا كل عام وسط نجوم الصف الأول فى الفضائيات، وهو أمر يدعو إلى التوقف طويلًا أمام تقارير نسب المشاهدة المثيرة للدهشة والاستغراب، ربما هذا الأمر لا يمثل مشكلة لدى بعض المشاهدين ولكن الوضع يختلف كثيراً حينما يتعلق الأمر بتعليقات رامز على الضيوف ووصفه لهم على هذا النحو من الاستفزاز فإننا نكون أمام نسخة مكررة ومستفزة من الأعوام السابقة، فاللافت للنظر أن رامز يعلق على الضيوف تعليقات فى بعض الأحيان تكون جارحة وخادشة للحياء وفى أحيان كثيرة أخرى تكون مستفزة فقد اعتاد مع الغالبية العظمى من الضيوف على أن يصفهم بأوصاف غير لائقة وبالطبع هذا من أجل إقناع الجمهور ليضحك ويتفاعل مع تلك الأوصاف وكأنه يستجدى الضحك من المشاهدين على حساب كرامة وسمعة ضيوفه، والغريب والعجيب فى تلك المسألة أن الضيوف يتقبلون هذا الوضع بصدر رحب وبشكل يثير الشكوك حول صحة ما يقال عن المبالغ الكبيرة التى قيل إن البرنامج يدفعها للضيوف فهل من أجل الحصول على المال يمكن أن يتنازل هذا الفنان أو ذاك عن جزء من كرامته وأن يفرط فى سمعته التى أرى رامز وقد "مسح بها البلاط"  وبعثرها على الأرض؟!

وليت الفضيحة تتوقف عند هذا الحد بل إن الفضيحة الكبرى أن رامز يصر عاماً تلو الآخر على إهانة الفن المصرى وكأنه ينفذ حملة منظمة وممنهجة تستهدف فى المقام الأول إهانة الفن المصرى والاستهانة بالفنانين المصريين وإظهارهم على هذا النحو من التفاهة والسطحية فضلا عن إصراره على تقديم الوجه القبيح لهؤلاء الفنانين من خلال هذا الكم الهائل من الألفاظ الخارجة والتى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتصور أحد أنها صادرة عن فنانين لهم جمهورهم الذى بكل تأكيد يرسم لهم فى ذهنه صورة مثالية لذا فإنه لا يتصور على الإطلاق أن هؤلاء النجوم يمكن أن ينزلوا إلى هذا المستوى المتدنى فى الحوار أو تخرج عنهم هذه الألفاظ التى لا تليق أصلاً بشهر رمضان المبارك، والذى أرى أنه من فرط ما سمعنا فيه من ألفاظ خارجة وكلمات منحطة تماما لأن مثل تلك الألفاظ البذيئة مكانها الطبيعى ليس فى هذا الشهر الكريم. ومنذ عرض الحلقة الأولى لبرنامج "رامز نيفر ايند" وهو يثير الكثير من ‏ردود الأفعال الغاضبة بسبب ما يتضمنه البرنامج من ألفاظ خارجة وخادشة للحياء، ولم يتوقف «رامز» عن استعراض عضلاته على الهواء بتصرفاته المستفزة والأداء التافه و«الاستظراف» و«الاستهبال»، اعتقادًا منه أن تلك الأشياء تجذب المشاهدين وتجعلهم يحرصون على ‏مشاهدته، ورغم حالة الاستياء من البرنامج وكثرة الانتقادات التى تعرض لها عبر «السوشيال ميديا»، فإنه يصر ويتعمد استفزاز الجمهور يومًا بعد الآخر، وسط حالة من النفور منه ومن طريقته فى التعامل ‏مع ضيوفه.

اللافت للنظر أن تلك المقالب التى يقدمها رامز جلال فى ضيوفه ليست سوى مشاهد تمثيلية يقوم بها هؤلاء الضيوف، وكل شخص حسب قدراته فى تمثيل مشاهد الخوف والفزع، ليعطى الانطباع ‏للمشاهد بأنه فوجئ بهذا المقلب، حيث قال المطرب محمد فؤاد إنه كان يعلم بالمقلب، ومستعد للظهور مع رامز جلال دائما، مشيرا إلى أنه كان متخوفا من كسر ذراعه فقط،  وقال :"الفخ بيبقى مرسوم إن الضيف ميعرفش، لأن الضيف لو عرف هتبوظ الحلقة، احنا عارفين إننا رايحين لرامز، بس مش عارفين هيعمل إيه لأنه مجنون وممكن يتسبب فى مصيبة"، وقد رأينا ما حدث مع الفنانة وفاء عامر، حيث تعرضت لمجموعة من الصدمات القوية، خلال الحلقة وخاصة داخل «الغسالة» وهى محل المقلب، حيث سقطت أرضًا ولم يبادر رامز بمساعدتها لتقف مرة أخرى، ولكن تركها واستكمل المقلب، وقالت خلال الوقعات التى تعرضت لها: «متأفورش»، وكأنها كانت تعلم أنه مقلب، ولكنها لم تقل ذلك فى المشهد الأخير من الحلقة، عندما سألها رامز جلال عما إذا كانت تعرف أم لا"، وأكد مصطفى كامل نقيب الموسيقيين أنه لم يكن يعرف طبيعة المقلب لكنه كان يعرف أنه ذاهب لبرنامج رامز جلال قائلا: "أنا عارف إنى رايح لرامز ودا بعترف بيه للناس، لكن معرفش إيه المقلب رايح إننا هنضحك ونهزر"، وحول موافقته بعد اكتشاف المقلب على عرض الحلقة أوضح مصطفى كامل أنه رفض ولولا تدخل شخص كبير لما كانت عرضت الحلقة، وقال: "تدخل حد كبير وليه قيمة عندى وقالى إنت رحت وصورت واتصابت والبرنامج اتصور، وأنا رامز كان ليه جوايا معزة شخصية وأخدت وعود إن مفيش أى حاجة دون المستوى وإن الحكاية مش أكتر من إننا هنقعد نضحك".

ورامز جلال بدأ تجربته فى المقالب عام ٢٠١١ من خلال برنامج «رامز قلب الأسد»، واستمر فيها منذ ذلك الوقت، وهو ما كان على حساب التمثيل، لذا كان من الطبيعى ألا يحقق ما وصلت إليه الغالبية العظمى من أبناء دفعته فى المعهد، نحن أمام فنان تحول إلى ما يشبه «الظاهرة»، ظاهرة فى الاستظراف والاستخفاف بالعقول من أجل حفنة دولارات، فلا هم له سوى كسب المزيد من المال حتى وإن كان ذلك على حساب الذوق العام أو أخلاقيات المهنة، التى للأسف الشديد لم يعد لها وجود. واللافت للنظر فى موسم رمضان هذا العام أن الاستظراف واللعب بالعقول لم يتوقف عند رامز جلال وبرنامجه "ثقيل الدم" بل أصاب ذلك عددا ليس قليلا من الإعلانات التى لا تقل فى ضحالتها عن ضحالة المحتوى الذى يقدمه رامز جلال فى برنامج المقالب .. فمقالب الإعلانات أشد وطأة من مقالب برنامج رامز ، فكلنا نحب الإعلانات ونحب مشاهدتها ولكنها وللأسف الشديد تحولت إلى ما يشبه السيرك وكأننا فى مولد وصاحبه غايب .

رحم الله إعلانات وفن الزمن الجميل .. فقد كان كل شيء يتم وضعه فى حجمه الطبيعى وكل محتوى يراعى مشاعر وأذواق المشاهدين حتى وإن كان هذا المحتوى مجرد إعلان مدته لا تزيد على نصف دقيقة.

تم نسخ الرابط