◄الشعب السودانى الشقيق دائماً فى قلب مصر
◄ موقف مصر تجاه ما يحدث فى السودان واضح وهو تغليب لغة الحوار
◄رسالة مصر الثابتة .. دعوة الجميع فى السودان للحفاظ على الأمن والاستقرار
◄الدولة تتابع على مدار الساعة أحوال المصريين الموجودين فى السودان والاطمئنان على أمنهم وحمايتهم
◄تحرك (مصرى - دولى) لاحتواء الموقف فى السودان والتوصل لحل سريع وعاجل
منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأحداث الدامية فى السودان - والتى نتمنى أن تنتهى قريبا لأن سلامة السودان أمر يهمنا جميعا، فأمنه واستقراره من صلب أمن واستقرار مصر.. والدولة المصرية تتابع عن قرب ما يحدث هناك، بل ويسعى الجميع لاحتواء الموقف، حتى لا يخسر السودان أكثر من ذلك. فبعد ساعات من اندلاع الأحداث أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا مقتضبا أشارت فيه إلى أن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع فى السودان على إثر الاشتباكات الدائرة هناك، وتطالب كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن. أصبح الوضع فى السودان على قائمة أولويات الدولة المصرية وتوالت بيانات الخارجية، وهى البيانات التى يمكننا أن نعرف من خلالها الموقف الرسمى المصرى مما يحدث فى السودان، فقد تابع القطاع القنصلى بوزارة الخارجية أوضاع المواطنين المصريين المقيمين فى كافة أنحاء جمهورية السودان الشقيق على خلفية التوترات التى تشهدها. وأصدرت السفارة المصرية فى الخرطوم بيانا طالبت فيه المواطنين المصريين المقيمين فى السودان بتوخى أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوترات والإقلال من التحركات غير الضرورية والتزام المنازل لحين استقرار الأوضاع. وتواصلت السفارة مع المواطنين والطلبة المصريين المقيمين فى السودان لتقديم كافة أوجه الرعاية لهم ، وأهابت وزارة الخارجية بكافة المصريين المتواجدين فى السودان التواصل مع السفارة المصرية فى الخرطوم فى حالة تعرضهم لأية مخاطر، وذلك لتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وفى إطار دورها المحورى فى المنطقة واصلت مصر جهودها لإنهاء ما يحدث، ولذلك دعت كلٌ من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية لمناقشة الوضع فى السودان. وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الاجتماع يأتى تأسيساً على الفقرة ٥ ب من المادة الخامسة من النظام الداخلى لمجلس الجامعة، والتى تنص على إمكانية انعقاد المجلس عند الضرورة فى دورة غير عادية بناء على طلب دولتين من الأعضاء. وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن التطورات المتلاحقة والخطيرة فى السودان تقتضى عقد هذا الاجتماع للتشاور والتنسيق بين الدول العربية لبحث سبل نزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار إلى دولة السودان الشقيق فى أسرع وقت. وقد أجرى السيد سامح شكرى وزير الخارجية اتصالاً صباح الأحد 16 أبريل بالسيد على الصادق وزير خارجية السودان، حيث تناول الاتصال التطورات الجارية على الساحة السودانية، وجهود إنهاء الأزمة. وقد نقل الوزير شكرى لنظيره السودانى قلق مصر البالغ من استمرار المواجهات المسلحة الحالية، لما تمثله من تهديد لأمن وسلامة الشعب السودانى الشقيق واستقرار دولته .. وقام سامح شكرى بإطلاع نظيره السودانى على المبادرة المصرية- السعودية بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، مؤكداً أن الموقف المصرى سيظل دائماً يدافع عن وحدة وسلامة السودان، وعن مقدرات الشعب السودانى، وضرورة عدم تدخل أى طرف خارجى بأى شكل يؤجج من النزاع الجارى. كما استمع وزير الخارجية إلى تقييم وزير خارجية السودان للأوضاع على الأرض، وللجهود والاتصالات الإقليمية والدولية الجارية فى إطار متابعة تطورات الأزمة.
وتطرق هذا الاتصال أيضاً إلى أوضاع الجالية المصرية فى السودان، وأهمية الحفاظ على أمن وسلامة جميع المصريين المتواجدين فى السودان فى ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة. فى نفس السياق أجرى سامح شكرى اتصالاً هاتفياً فى نفس اليوم بالسيد موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى تناول التطورات الجارية فى السودان.. وكشف السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير سامح شكرى حرص على إحاطة رئيس المفوضية الإفريقية بالجهود التى تبذلها مصر بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية فى إطار جامعة الدول العربية من خلال الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين من أجل العمل على نزع فتيل الأزمة الراهنة فى السودان، مستعرضاً أهم ما خلص إليه الاجتماع من نتائج وتوصيات. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الاتصال تناول أيضاً الجلسة المزمع عقدها لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى لمناقشة الأوضاع فى السودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية أن تتكاتف الجهود من أجل الحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيق وشعبه. كما أحاط وزير الخارجية رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى علماً بالاتصالات التى تقوم بها مصر من أجل حث الأطراف السودانية على وقف إطلاق النار وحقن الدماء، بما فى ذلك الاتصال الذى أجراه مع وزير خارجية السودان "على الصادق" ، وقد اتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها. موقف مصر واضح وهو ما يظهر من بيان الخارجية، الذى تدعو فيه أطراف النزاع الجارى فى السودان، على ضوء استمرار العمليات العسكرية واحتمالات التصعيد، إلى الوقف الفورى للعمليات العسكرية حقناً لدماء أبناء الشعب السودانى الشقيق، وتغليب لغة الحوار من أجل حل الخلافات، حفاظاً على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السودانى وطموحات ثورته المجيدة. ويواصل البيان: وإذ تعبر مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء فى السودان، سواء من العسكريين أو المدنيين، جراء المواجهات العسكرية الجارية، فإنها تؤكد على أنها لن تألو جهداً فى القيام بالجهود اللازمة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، من أجل نزع فتيل الأزمة الراهنة.
وقد جاءت المبادرة المصرية - السعودية بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، ومبادرة الوساطة المصرية - الجنوب سودانية، والاتصالات والمشاورات التى تضطلع بها مصر حالياً مع الأطراف المعنية داخل السودان وخارجه، من أجل تحقيق هذا الهدف.
وتشدد جمهورية مصر العربية على ضرورة عدم استغلال أى طرف خارجى للتطورات الجارية فى السودان من خلال القيام بأعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف للنيل من سلامة أراضيه، وبما يؤثر على أمن واستقرار وسلامة الشعب السودانى الشقيق. كما تؤكد على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية فى السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية. كل ما نملكه الآن هو أن ندعو للسودان الشقيق بأن يحفظ الله أمنه واستقراره، وأن يلهم كافة الأطراف الصواب، لأن السودان إذا ضاع فلن يعود أبدًا.