الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

لا نستطيع ان ننكر أن العالم العربي يشهد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الطلاق حسبما تشير البيانات التي تصدر عن الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وكيف ننكر ونحن نري بالعين المجردة ومن خلال تجولنا في شوارعنا العربية وسماعنا لقصص من هنا وهناك فقد كثر الطلاق في المجتمعات حتى جاوز الحد وصار الطلاق عند البعض عادة بعد أن كان يقع في أضيق الحالات وعلي الرغم من تراجع معدلات الزواج إلا أن نسب الطلاق تتفوق في بعض المحافظات وبعض الأماكن خاصة الراقية منها والتي تستطيع فيه السيدة ان تصرخ وتجد من يسمعها تقول لا ويوافق تلك الـ لا، وتتفاوت وتتعدد الأسباب ما بين إلى الإختلافات بين الزوجين وعدم إنفاق الزوج وعدم التوافق في العلاقات وأحيانًا الاعتداءات الجسدية أو الخيانة الزوجية وصغر سن الزوجين وتدخلات الحموات ونقص الوعى وإدمان المخدرات وإدمان المواقع الإباحية على الإنترنت وأسباب عديدة من هنا وهناك ولكن النتيجة واحدة أحد بناتنا تحمل لقب مُطلقة ولا مشكلة كبيرة في ذلك ولكن المشكلة تكمن عندما ينتج عن هذا الطلاق إنفصال الأولاد -إن وجدوا- عن الأب الأم.

وفي كل الأحول عندما يقع الطلاق تنشب حرب بين الأم والأب وبكل أسف تقع على عاتق الطفل محاولة معرفة من منهما على صواب ومن منهما على خطأ من الجيد ومن السيئ ولذلك تجد الأطفال الذين إنفصل آباؤهم لديهم مستويات أعلى من القلق والسلوك غير الاجتماعي حتى قبل أن يحدث الطلاق مقارنة بالأطفال الذين لا يزال آباؤهم متزوجين وللأسف يغيب الدعم أو حتى الإعتراف الكاف بالمرض النفسي الذي يسببه الطلاق للأطفال وللآباء أنفسهم ومهما كانت أسباب الطلاق فعادة ما يشعر الجميع بفقدان جزء من حياته وإن كان البعض يعتبرونه حرية وتحرر وأنهم نجوا بأنفسهم من جحيم أزواجهم وأن الطلاق كان الحل الوحيد والأمثل نعم هو حل شرعه الله من فوق سبع سوات وعلينا السمع والطاعة ولكننا نبحث في هذا الأمر وما يترتب عليه إن حدث حتي نكون علي دراية وفهم ووعي تام بما يدور حولنا خشية ان يصيبنا ونحن لم نعرف عنه ما يساعدنا علي علاجه، وبالطبع دينيًا الأمر يحتاج متبحرًا في أعماق الشريعة الإسلامية دارسًا لها دراسة كاملة حتي يسقنا من رحيق علمه ما يجعلنا نختار الحل الشرعي السليم من كل الإتجاهات وإن كان الطلاق قد وصفه رب العزة أنه أبغض الحلال ويكفيه هذا الوصف.

وعقب الطلاق ووقع ضحاياه تبدأ حرب الحضانة وايهما اولي بالحضانة تلك الأب أم الأم ودعونا نراها بعين كلٍ من هما الأب المستهتر السيئ أم الأم عديمة المسؤولية التي لا تستطيع التربية ولكن الشريعة حسمت الأمر وقطعته فقالت إن حضانة الأم تنتهي حين يستغني المحضون عن حضانة حاضنته سواء أمه أو جدته من أمه ولم يُحدد سنًّا بل جاء هذا الأمر متأخرًا لأن السن يختلف من جيل لجيل وربما من بيت لبيت والشرائع كلها أعطت حضانة الأم لطفلها وهذه حقيقة من الحقائق فإذا ماتت الأم يبحث الشرع عن الأكثر حنانًا عليه من أرحامه فأم الأم أحق به من أم الأب لأنها أحن عليه لكن هذا الحنان بهذا القدر مقطوع في سلسلة أم الأب بالأب ولذلك يقول الشرع إن أم الأم أولى بالطفل والطبيعة تثبت هذا ونحن نبحث عن موطن الحنان لأنه المطلوب للطفل فلولاه قد يهلك ويتساوى الولد والبنت وتنتهي حضانة الكل في سن 15 وهذا لا يتعارض مع الشرع وهناك أقوال قديمة ترى أن حضانة البنت تنتهي بالزواج وليس بسن معين وهذا يراعي مصلحة البنت حتى بعد أن تكبر والولد حتى يصل لسن البلوغ هذا هو الشرع والعدل والحق من عند الله فالحضانة والولاية للأكثر حنانًا وتحملًا للمسؤولية ولديه قدرة علي تربية الأطفال وتحملهم.

وبعيدًا عن سؤال أيهما أولى بحضانة الطفل بعد أم الطفل طبقًا للشرع ولكن بالمنطق والعقل والاحساس قطعًا دون أدني شك أبو الطفل ولكن أي أب فكثير من أولادنا من الآباء لايصلحون فهم لم يؤهلوا من الأساس للزواج أو ليكونوا آباء فهل أولئك ممن ربتهم مواقع الخراب الإجتماعي وسلوكيات الثورات المزعومة من حريات باطلة لا تتوقف عن حريات الاخرين ودراما السبوبة وأشباه النجوم ومهرجانات الردح ذاك الجيل الذي نمي علي حين غفلة من الجميع تركناهم ليربيهم لنا ثقافات أبعد ما تكون عنا يؤتمنون علي أطفال فنحن قد قصرنا في حقهم فلم نؤهلهم أو نربيهم فكيف نطلب منهم أن يربون بل ونشجعهم علي اللجوء للمحاكم كي ينزعون من بعضهم البعض حضانة الأطفال لا لشيء إلا العند والجهل والإنتقام عزيزي القارئ هل عينات الهابطون والتوافه من الدراما الهابطة وأغاني الردح نموذج يربي لنا أبنائنا ذاك الجيل الذي ننتظره لينتشلنا من الردة الأخلاقية التي طالما صرخنا وسنظل إلي أن يشاء الله لنا أم النصر وعوة الأخلاق الحميدة أو الموت مدافعين عن قيمنا وأخلاقنا السامية التي تُدهس يومًا بعد يوم بسببنا نحن عندما تركنا هؤلاء ليكونوا نجومًا للمجتمع ونحن والمجتمع براء منهم ومن امثالهم، فما هدمت بيوتنا وتشرد أبناؤنا وزهورنا البريئة إلا عندما هدمنا الأصول والقيم فعلينا ان نسأل أنفسنا كم من أولادنا تربى على الواجب والحق والدين وتعلم معني الأسرة وتحمل مسئوليتها وأن الزواج ميثاق غليظ وانه عقد قوامه المودة والرحمة والسَكينة علاقة لا ولن تنجح إلا بالتفكير في الواجبات قبل الحقوق علاقة قوامها ان تكون الزوجة للزوج والزوج للزوجة يدًا بيد لا ان يكونا حقا بحق ورأسًا برأس وأنفًا بأنف بل إثارًا وتضحية من الطرفين شرط أن يكون كل طرف منهم يستحق ذلك.

 الموضوع مُهلك وحله يكمن في التعليم والتربية والدين والفهم وبناء الإنسان بطريقة صحيح ومراجعة من نشأوا في تلك الحقبة الزمنية الأخيرة التي تناسي فيها المجتمع قيمه وأخلاقه فرحنا نحصد ما زرعناه فإن كنا قد ربينا أبنائنا وبناتنا على الواجبات قبل الحقوق وعلى القيم والأصول قبل التفاهات لما وصلنا لما وصلنا اليه واقع مزري لايدفع ثمنه إلا الاطفال براءة أطفال تُغتصب على يد أبوين لم يكونا جديرين بالزواج أو تحمل المسئولية فالزوجة التي لم تتربى لتكون زوجة أو أم ولا تعرف معنى المسئولية او الواجبات قبل الحقوق والزوج الذي إنشغل بتربية شعر رأسه وشاربه قبل ان يربي الإنسانية بداخله وإعتقد أن الموضوع ذكورة ولم يعرف انها رجولة كلها مودة ورحمة ليسوا هم من يدفعون الثمن بل يدفعه أولئك الأطفال الأبرياء الذين وُلِدوا بلا ذنب لأبوين لم يكونا جديرين بأن يكونا أبوين صالحين لهما فتموت براءتهم وطفولتهم ويعيشوا اليتم الحقيقي في حياة أبوين لم يرعيا الله فيهم ومن خلفهم مجتمع وأمة تدفع الثمن اضعاف عندما يفقد مستقبلها بريقه في عمر النمو والبناء فكيف لأطفال تربوا ونشأوا في بيئة مشحونة ومسمومة من سب وشتم ولعن وحقد وكُره وتشويه أن يضيف لنفسه او لمجتمعه .. ربوهم قبل أن تزوجوهم

تم نسخ الرابط