" نظرة أمنية " الحفاظ علي الدولة الوطنية ..بقلم اللواء مصطفى مقبل
بسم الله الرحمن الرحيم
"وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم"
سورة الأنفال اَية "10"
يا لها من كلمات بسيطة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني... هو مصطلح أكد عليه الرئيس السيسي في الدوره 32 لمجلس جامعة الدول العربية بجده بالمملكة العربية السعودية.
قد يبدو للبعض أنها كلمات عابره مصطلح خطابي ولا يعلم الكثيرون أنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية والصعوبة رغم ظروف غير عادية تمر بها أمتنا العربية بل العالم أجمع.
عالم يموج بالتحديات والمشاكل والصعوبات والتكتلات سياسية وإقتصادية... إلخ.
عالم يتشكل من جديد وتلوح في الأفق قوي عظمي قد تغير الخريطة العالمية.
ومن هنا تبدء التحديات والصعوبات فإما معي وإما ضدي لا وقت هنا لعدم الإنحياز ولا تستطيع إلا أن تنحاز فالمصالح المشتركة والمتداخلة جعلت الكل مشارك رغماً عن أنفه.
وهنا صعوبة تولي المسئولية فالإختيار صعب والقرار قد ينجو بك أو ينزل بك إلي الدرك الأسفل.
ومن هنا كانت أهمية تلك الدورة لمجلس جامعه الدول العربية – فإما أن يكون للعرب صوت قوي وقدرة علي الصمود والتحدي – وجرأة في إتخاذ القرار
إما أن يكون هناك إتحاد وتكتل وكلمه واحدة وموقف عربي موحد وإستخدام لأسلحتنا وقوتنا الإقتصادية في مواردنا الطبيعية التي حبانا بها الله.
وإلا فالتاريخ لا يعرف الضعفاء ولا يرحم الفقراء ولن يتأتي ذلك الإتحاد العربي القوي إلا إذا كان يتكون من دول قوية من الداخل متماسكه علي قلب رجل واحد أمام التحديات والصعاب لها القدرة بمؤسساتها علي تخطي كل الموانع وحل كل الخلافات وتجاوز كل الصعاب.
من هنا كانت أهمية كلمة الرئيس " الحفاظ علي الدولة الوطنية " وعدم الإنشقاق عليها وعدم التعامل مع أي مظهر من مظاهر الإنقلاب علي الشرعية والمساس بمؤسسات الدولة ومحاولة شق الصف.
فالدولة القوية هي النواه لمجلس وإتحاد عربي قوي يستطيع الاَخرين الوقوف أمامه بل والتقرب إليه لإستقطابه.
إن الأمه العربية القوية هي مجموع دول قوية.
إن ما أنعم الله به علينا من روابط اللغه والدين والعادات والموارد الطبيعية والمناطق الجغرافية وتجاور الحدود يجعل من أمتنا العربية قوة لا يستهان بها يعمل لها العالم كله ألف حساب لو كنا علي قلب رجل واحد.
أكاد أشعر ببارقة أمل في توحد أمتنا وفي وجود تكتل وإتحاد عربي قوي قادر علي أن يرجح كفه الميزان تجاهه وإن لعودة سوريا إلي مجلس جامعة الدول العربية ليبشرنا بأن الخير قادم وأن لدينا القدرة علي تجاوز باقي التحديات.
إن الأماني والاَمال والتطلعات لن تتحقق إلا بالعمل والمعرفة والوعي والجهد والصبر والتحمل والنظرة البعيدة.
إن المناخ الاَمن المستقر والدولة القوية بشعبها ومؤسساتها هي التي تستطيع أن تحصل علي الفرص الإستثمارية والتنمية والرخاء لتظل رايتها عالية خفاقة.
فلننهض جميعاً كلاً في موقعه بقوه الرجال وعزيمة الأبطال وشجاعة الفرسان ولنجعل الأمن القوي هو الغاية والهدف الذي به نستطيع أن ننال المراد من رب العباد لتظل مصرنا المجيدة عالية خفاقة.
إن الحفاظ علي الدولة الوطنية هو الحياة، هو الكرامة، هو العزه والبقاء.
وما النصر إلا من عند الله