الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

الصين وآسيا.. معركة نفوذ مع الغرب

الشورى

مع اجتماع زعماء مجموعة السبع فى اليابان، لبناء استراتيجية مشتركة لكبح تحدى بكين للنظام العالمى الذى تقوده واشنطن؛ سعت الصين إلى إقامة علاقات اقتصادية وأمنية أوثق مع جيرانها فى آسيا الوسطى، حيث استضاف الرئيس الصينى اشى جين بينجب قمة الصين وآسيا الوسطى، فى خطوة هى الأولى لجمع قادة دول هذه المنطقة. تعد القمة حاسمة بالنسبة لطموحات الصين الإقليمية؛ فجزء من أهداف التنين الصينى تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية مع الدول ذات التفكير المماثل، لمواجهة التغيرات التى يشهدها العالم ومحاولة خلق عالم امتعدد الأقطابب، حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة فى العالم.

 يرى المحللون أن القمة تشير إلى معركة نفوذ بين الصين والغرب الذى تقوده الولايات المتحدة، خاصة بعد أن وُصفت بكين بأنها صانع سلام محتمل فى الأزمة الأوكرانية، حيث يقوم المبعوث الخاص الى هوىب بجولة فى أوروبا، ومن المقرر أن يلتقى رئيس الوزراء الروسى اميخائيل ميشوستينب مع جين بينج فى بكين قريبًا. القمة التى دعت لها الصين، شاركت فيها كل من كازاخستان، وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، عقدت على مدار يومين فى مدينة شيان الواقعة فى شمال غرب الصين فى مقاطعة شنشى، والتى تعد موقعًا رمزيًا للقمة خاصة وأنها كانت ذات يوم نقطة الانطلاق الشرقية لطريق الحرير القديم الذى يمرّ عبر آسيا الوسطى وصولاً إلى أوروبا. وركزت القمة على شراكات سياسية واقتصادية أكبر بين الصين وجيرانها فى آسيا الوسطى؛ حيث استثمرت الصين مليارات الدولارات فى خطوط الأنابيب والطرق السريعة والسكك الحديدية التى تساعد على جلب احتياطيات آسيا الوسطى الغنية من الموارد الطبيعية إلى الصين. وتطلع الصين أيضًا إلى آسيا الوسطى لتأمين إمدادات الطاقة حيث تضيف تداعيات الأزمة الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا شكوكًا إلى السوق، حيث إنه يمكن لخط أنابيب الغاز الطبيعى الاين دب بين الصين وآسيا الوسطى أن يعزز بشكل كبير التعاون فى مجال الطاقة بينهما، ووفقًا لصحيفة اجنوب الصين الصباحيةب.

وتشير القمة إلى اهتمام الصين بملء بعض الفراغ الذى تركته روسيا، الشريك التجارى الرئيسى والمزود الأمنى القديم للمنطقة. أدت الحرب الروسية فى أوكرانيا إلى إضعاف نفوذ موسكو فى آسيا الوسطى وخلق فرصة للصين، وفقًا لصحيفة انيويورك تايمزب الأمريكية. ويرى الباحث فى كلية للدراسات الدولية فى سنغافورة ارافايلو بانتوتشىب، إنه جزء من القصة الأوسع التى تدور حولها الصين، وهو أن هناك نظامًا عالميًا آخر، لذا تسعى بكين إلى بناء علاقات أعمق مع المنطقة لتقليص الهيمنة الأمريكية.

وتوترت علاقات بكين مع واشنطن والقوى الغربية الأخرى بسبب مجموعة واسعة من القضايا من مضيق تايوان إلى بحر الصين الجنوبى. ولكن مع انسحاب الاقتصادات الغربية من الصين، خرج زعماء آسيا الوسطى لدعم بكين، على أمل زيادة المشاركة الصينية فى منطقتهم. وفى بيان مشترك صدر بعد القمة، قدم الزعماء الستة تضامنًا، وأكدوا مجددًا على الدعم المتبادل للمصالح الجوهرية للطرف الآخر ونهج التنمية. لقد أدركت دول آسيا الوسطى أن روسيا تواجه صعوبة كبيرة فى حربها ضد أوكرانيا وليس من الحكمة الاعتماد بشكل كامل عليها، ويجب البحث عن بديل. ويرى المحلل المتخصص فى روسيا وآسيا الوسطى فى أكاديمية شنغهاى للعلوم الاجتماعية الى ليفانب، أن المساعدات الاقتصادية والاستثمارات الصينية كانت احاسمة على الصعيدين السياسى والاقتصادىب لأن العديد من دول آسيا الوسطى كانت تخضع لعقوبات غربية ثانوية بسبب علاقاتها مع روسيا.

ووفقًا لصحيفة انيويورك تايمزب يخشى بعض زعماء آسيا الوسطى من أن تكون بلدانهم، كدول تابعة للاتحاد السوفيتى السابق، هى التالية التى تقع فى مرمى نيران الكرملين، وبالتالى يشعرون بالقلق من علاقة جين بينج الوثيقة بالرئيس الروسى افلاديمير بوتينب. ولم تكن العلاقة دائمًا سلسة؛ مع وجود مخاوف من أن بلدانهم أصبحت هدفًا للطموحات الصينية. قالت مديرة مركز الدراسات الروسية الأوروبية الآسيوية فى بروكسل اتيريزا فالونب، إن الصين منخرطة فى رقصة دبلوماسية صعبة لمحاولة كسب ميزة مع دول آسيا الوسطى دون إغضاب بوتين.

تم نسخ الرابط