إنتشر في الآونة الأخير مصطلح الذكاء الإصطناعي وراح يستخدمه البعض في أنه التكنولوجيا القادمة لتحل محل البشر، الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو فرع من علوم الحاسوب يهتم بتصميم وتطوير الأنظمة الذكية التي تستند إلى تقنيات الحاسوب والبرمجيات، وتتيح لها القدرة على القيام بمهام تتطلب الذكاء البشري، مثل التعرف على الصوت والصورة والنصوص، واتخاذ القرارات الذكية، والتفاعل مع البيئة المحيطة بها، ويستخدم في مجالات عديدة مثل الروبوتات الذكية والأنظمة الصناعية والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والتعليم والأمن والتحليل الاقتصادي والمالي وغيرها وهو تقنية متطورة ومستقبلية تُنظر بثورة في العديد من المجالات، وهو مجال حديث ومتطور في عالم التكنولوجيا، ويعد من أهم التقنيات التي تؤثر على حياتنا وعلى المجتمع بشكل عام، ومع كل ذلك فأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتسبب في تدمير الإبداع البشري، وبُنهي الفرص نحو التالق والإبداع البشري بإلغاء البشر لأدوارهم الحيوية ومنحها لتلك التقتنية التي ربما تقوم بواجبك في العمل أفضل منك مهما كنت متدربًا خاصة في العمال النمطية غير الإبداعية.
ولذلك الذكاء الاصطناعي هو أحد أخطر الصعوبات التي تواجه اصحاب الحرف النطية والتقليدية وحتي بعض الحرف الإبداعية وقد يتسبب علي المدي غير البعيد في تدمير الإبداع البشري، حيث يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى العمل الإبداعي البشري. فمثلاً، إذا كانت الآلة قادرة على توليد تصميمات مميزة وفعالة، فلن يكون هناك حاجة لوجود مصممين إبداعيين، الذين يعتبرون من أهم القوى الدافعة للتغيير والتطور في المجتمع، والذين عليهم من الآن أن يستعدوا للدخول في منافسة شرسة مع هذه التقنية الحديثة للتحول لتكنولوجيا مساعدة على تحفيز الإبداع البشري، حيث يمكن استخدام التقنية لتحسين العمل الإبداعي وتسهيل العملية الإبداعية بالإستعانة بهذه التقنية في تحليل البيانات والمعلومات بسرعة ودقة، مما يتيح للمصممين إنشاء تصاميم أكثر ابتكارًا وفعالية، بأفسهم بعد توفير مجهود البحث والتحليل وإكاله إلي الذكاء الإصظناعي ليوفر لهم الوقت والجهد، ولذلك فالذكاء الإصطناعي له مزاياه وله عيوبه ايضًا، ويجب دراسة الأمر بعناية قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق به، مع ضرورة الحفاظ علي الإبداع البشري، فيكون سبيل الإستفادة الأقصي بالعمل الإبداعي البشري وتشجيعه، وفي نفس الوقت استخدام التقنيات الحديثة لتحسين العمل الإبداعي وتطويره والإستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير العمل البشري وليس الإستغناء عنه.
فترك التحليل الضخم للبيانات والتعرف على الصور والنصوص وغيرها من المهام الروتينية للذكاء الإصطناعي بالفعل سيكون له الأثر الطيب علي الباحث عن عمل جيد ومنضبط مع التمسك بميزات وقدرات الأنسان التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي مجاراتها، فالإنسان يمتلك القدرة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات المعقدة والتواصل الفعال مع الآخرين، وهذه المهارات تتطلب مهارات بشرية وعواطف وقدرات تفكيرية يصعب تحقيقها في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة علي القدرة على التكيف والتعلم والتطور بشكل مستمر، وهذا يعني أنه يمكنه التكيف مع التغييرات والتحديات الجديدة بسرعة أكبر من الذكاء الاصطناعي ولذلك أري من وجهة نظري أنه من المستحيل بالكامل أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في المجالات التي تتطلب مهارات بشرية وقدرات تفكيرية وعواطف، ولذلك فالإنسان والذكاء الاصطناعي يمكن أن يتعاونا ويتكاملا معًا لتحقيق الأهداف المشتركة وتحسين الحياة البشرية، ولي الجميع أن يعي ويدرك أن العنصر البشري هو الأساس في هذه الحياة وأن الله خلق هذه الحياة له ومن أجل إختباره هو نفسه ليفوز بجنة عرضها السموات والأرض بعد رحيله لا ليركن لأجهزة وبرامج تقوم بعمله وتلغي تواجده.
وللحق أقول يتفوق الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان في بعض المجالات، مثل التحليل الضخم للبيانات ومعالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة ودقة عالية، وتحليلها للوصول إلى نتائج دقيقة، والتعرف على الصور والنصوص وتصنيفها وتحليلها بشكل يفوق قدرات الإنسان، وكذلك تلك العمليات الروتينية التي يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذها بدقة وسرعة عالية دون الحاجة للراحة أو التوقف، وايضًا الطب والتشخيص الطبي بتحليل الصور الطبية والتشخيص الطبي بدقة عالية وتحسين فعالية الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية، وكذلك تحليل الأداء المالي للشركات والأسواق المالية بشكل أكثر دقة وسرعة من الإنسان وتحليل البيانات والسلوكيات لتحديد المخاطر والتهديدات الأمنية، وتحسين أمن المعلومات والوقاية من الهجمات الإلكترونية.
وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتفوق في بعض المجالات على الإنسان، إلا أن الإنسان يبقى الأفضل في المجالات التي يتطلب فيها التفاعل الإنساني والتفكير الإبداعي وحل المشكلات المعقدة، فالإنسان مخلوقًا فريدًا ومتعدد الأبعاد والمهارات ويمتلك العديد من الميزات والقدرات التي يتفوق بها على الذكاء الاصطناعي فلديه القدرة على التفكير الإبداعي والإبتكار والتخيل بطريقة تفوق قدرات الذكاء الاصطناعي وكذلك القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي بطريقة تفوق قدرات الذكاء الاصطناعي والقدرة على التعلم والتكيف مع المواقف المختلفة بشكل أسرع وأكثر مرونة من الذكاء الاصطناعي وأيضًا القدرة على التفاعل مع العالم الحقيقي بشكل مباشر وفعال وهذا الإنسان ميزة عن الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على البيانات المدخلة إليه ولسيت لديه اي فرصة أو فكرة للتغيير والتبديل اللحظي المنطقي، وتبقي أحد اهم مميزات الإنسان عن سائر المخلوقات والمصنوعات هي منحة الله له ألا وهي الإدراك الحسي وإستخدام الحواس الخمس (البصر، السمع، اللمس، الشم، الذوق) بطريقة متكاملة وهذا يعطيه ميزة على الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد بشكل رئيسي على البيانات الرقمية صامتة جامدة عكس الإنسان الذي تمنحه هذه الحواس القدرة على الإبداع مستخدمًا التفكير الإبداعي والخلاق والإبتكار وهذا يجعله يتفوق على الذكاء الإصطناعي في المجالات التي تتطلب الابتكار والتصميم الجديد، فضلًا عن أمتلاك الإنسان القدرة على التعلم الذاتي والتكيف مع المواقف المختلفة وتطوير التكنولوجيا نفسها وهذا يجعله يتفوق على الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تتطلب التكيف السريع والتعلم المستمر وهذا ما جعل الإنسان نفسه يبتكر الذكاء الإصطناعي الذي دخل معه في منافسة حلمية أعتقد أنها لصالح الإنسان وفي خدمته إذا أحسن إستغلال قدراته ومخرجات هذه التقنية الرائعة إذا تم إستخدامها وتوظيفها في محلها مع عدم الإخلال بدور كلٍ منهما في الحياة.
ولذلك أن يستغني بعض المجالات عن الإنسان لصالح الذكاء الإصطمتعي هو خطا فادح وجُرم غير مُبرر في حق البشرية، الإستعانة به مطلوبة ولكن يبقي العنصر البشري الذي أبدع الله تبارك وتعالي في خلقه، هو الذي منحه الله القدرة لتطوير وتغير كل شيء مستعينًا بإيماته بالله وقدرته التي وهبها الله له مستخدمًا كل الوسائل المؤدية لأفضل المخرجات والنتائج ومنها الذكاء الإصطناعي، فلا مجال للإستغناء عن أهم عنصر في المنظومة وهو العنصر البشري ولا مجال أيضً لإغفال أن الذكاء الإصطناعي عامل مساعد هام في المجالات الي تحتاج دقة وسرعة يعجز الإنسان عنها فلن يحل الذكاء الإصطناعي مكان الإنسان ولن يحل الإنسان محل الذكاء الإصطناعي… فهناك فرق بين القدرات البشرية هبة الله لنا وبين الذكاء الإصطناعي الذي وفقنا الله في إبتكاره.