الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

الضمير هو ذلك الجزء من الذهن المسؤول عن مسارنا الأخلاقى فهو الذى ينقل إلينا كل شيء ويحذرنا من الأشياء المعوجة.. وعلى ضوء ذلك يصحح هذا الإعوجاج طبعًا هذا إذا كان الإنسان سويًا أما إذا كان غير ذلك فهذا يعنى أن الضمير قد مرض ولم يستطع توصيل مبتغاه إلى الشخص ومرض الضمير هو مرض خطير جدًا لأن انعكاساته سلبية ستكون على الفرد وعلى المجتمع.

فمن يناصر الحق غير الضمير الحى، فالحق كالسوق الكبيرة والعظيمة متاحة للجميع ولكن هناك فجوة كبيرة فى الضمائر فمن يمتلك ضميرًا صادقًا يميل إلى الحق ويجعل منه الهدف الأول والأهم فى حياته سينجح فى ذلك السوق ويقوده نحو النجاح.. يجب تنظيف الضمائر من كل الشوائب فإذا حاسبت نفسك كل يوم فيصبح كل شيء لديك أبيض ونقى وصافى هل هناك أحد بلا ضمير؟

الكل ولد بضمير نقى وصافى وأبيض لكن الأيام هى الكفيلة ببقاء هذا الضمير على بياضه أو ستشوبه الشائبة لم يبق من الضمائر الحية الكثير فأغلبها قد دفنت وبقية حية بين طيات الكتب وبعض من أحاديث الناس، فلا تفقدوهم أو تخسروهم فنحن من اختاركم لتكونوا ممثلين لنا وكلنا أمل وثقة بكم.

فماذا تخسرون إن تركتم بصمة خير يستذكركم الناس بها تعيدوا للحياة مجدها وبريقها وتبثوا فى الأنفس الأمل والسعادة فلا تجعلوا من أبناء وطنكم أحجار نرد تلتقطونها لتكون بين أناملكم فتحققوا بها مصالحكم فنحن قلوب إذا أحبت تخلص وإذا أعطت لا تنتظر المقابل.

من يمتلك القيم والمبادئ لا تتغير نفسه بحبه وانتمائه لوطنه ولكن من يفقد تلك القيم لا يتعامل إلا بابتسامة صفراء تكون مكشوفة للجميع.

فدعونا نتعامل بإنسانيتنا التى نستمدها من ديننا الحنيف ولنأخذ العبرة مما يحدث حولنا فى الدول المجاورة والتى انعدمت الإنسانية فيها ولم يعد لها وجود على أرض الواقع وكأنها أصبحت صورة ذهنية رسمتها عقولنا فانسدل الستار وبدأت مسرحية الحياة حياة أناس ماتت ضمائرهم.. رحل الصدق كما لو أنه ضيف قصير الزيارة.. رحل الوفاء والإخلاص ودفنت الأمانة وسجنت الكرامة خلف القضبان كيف لا وفى جوف كل إنسان شوكة تخزه ليسبب الأذى والألم لمن كان له الجوار والجار والصاحب ولمن كان له كنزا لأسراره.

أتساءل: هل هذه الحياة التى نرغب فيها؟.. حياة تلوثت بتلك الضمائر التى انتهت إنسانيتها وانتهت معها صلاحيتها فعادت لا تنفع إلا فى زمن الغدر والنفاق.

إلى متى سنبقى نقدم لهؤلاء؟ لطالما فرشنا لهم الطريق ورودا.. كنا لهم الدواء لجراحهم.. كنا لهم الحرية فى زمن تقيد بسلاسل من حديد لأننا عهدناهم شموعا تحترق من أجل العدالة والحق ومن أجل الإنسانية والوطن ولكنهم ظهروا بلباس ليس لباسهم كما لو أن الحياة غيرتهم وصنعوا لأنفسهم ما يليق بزيهم الجديد، نعيش زمنًا غريبًا موازينه مقلوبة وناسه أصبحت بلا ضمير ولا أخلاق ولا معنى لمعنى الإنسان للأسف قد تسكت عن خطأ واضح.

قد تصمت وتتوارى عن فساد يستشرى ويفسد المكان.. قد تعمى أعينها وبصيرتها من أن تنكر منكرًا قد تصفق لأخطاء ولتمثيل وسيناريوهات ركيكة وعديمة المعنى والحوار.. الضمائر طالها الفساد لدرجة أنها لم يعد لها كيان يميزها عن غيرها من بشر.. فساد يستشرى سريعًا يحتاج تدخلات لاقتلاعه ولمضادات وعلاجات قد يستدرك به ما يمكن علاجه.

فالإنسان الذى لا يزال يحمل جزءًا بسيطًا من ضمير حى يمكن أن ينمو ويصلح ويقول كلمة حق يحتاج من يذكره ويحتاج من ينصحه ويحتاج إيمانًا يوقظه ويوقظ ضميره من سبات قد يطول وينسى فيه ذاته ويغيب ضميره وتضيع إنسانيته فى غياب الظلام والفساد.. يكون عندك ضمير حى أو لا يزال حيًا عندما تتألم لفساد بدأ يستشرى فى جهات وإدارات.. يكون لديك ضمير حى عندما لا تقف صامتًا ولا تتوارى بعيدًا ويكون لديك ضمير وبصيرة عندما تنكر المنكر وتقول الحق وتوصله بوسائل وطرق لأصحاب القرار ولا تخشى فى الله لومة لائم.

عندما يكون عندك ضمير تنصر مظلومًا وتقف مع ضعيف، عندما يكون عندك ضمير لم ينم ولم يغب ولم يصب بالصم والبكم.. عندما تضع مصلحة الوطن والمواطن أمام نصب عينيك وتحرص على المال العام والمصلحة العامة.. يكون عندك ضمير عندما لا تسمح لنفسك بسلب حقوق غيرك وأنت تعلم أنها ليست حقًا لك.. يكون عندك ضمير إنسانى عندما تدرك قدراتك وتعرف مسؤولياتك وواجباتك وتتحدث بنحن وليس بمصلحتك والأنا يكون.. عندك ضمير نقى عندما تمارس دور الرقيب من غير تهديد وتكون مواطنًا صالحًا وتفكر فى المصلحة العامة ومصلحة أجيال وأجيال.

فالضمير عندما يصاب بالضعف والوهن ماذا يمكن أن ترتجى منه؟ الضمير عندما يفسد ماذا يمكن أن ننتظر لون ومذاق وفائدة وجودة الثمر؟ الضمير عندما يغيب ماذا يمكن أن تنتظر من كلمة حق وحقوق؟

الضمير أمانة إن وجدتها فى إنسان وجدت الخير وأن الدنيا لا يزال فيها الخير.. متى كان عندك ضمير نابض حى اسجد لله شكرًا وحمدًا أن فساد الضمائر لم يصلك ولم يطأ مكانك ويأتيك بمغريات وأشكال والألوان وتكون ضمن فئة عدمت منها الإنسانية والأخلاق.

فلنراجع ضمائرنا ولندون أخطاءنا فليس عيبًا أن ننقح أنفسنا فكلنا أخطاء وللناس ألسن.  

تم نسخ الرابط