الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄الدكتور مصطفى مدبولى يقدم رسالة مصر للعالم فى القمة ويوضح "روشتة العلاج" 

◄رئيس الوزراء: الأرواح التى تُزهَق تحتم ضرورة التحرك معا بشكل فورى وعاجل للتصدى للهجرة غير الشرعية 

◄رئيسة الوزراء الإيطالية تعبر لرئيس وزراء مصر عن عمق العلاقات المصرية- الإيطالية واتفاق على المشروعات المشتركة بين البلدين 

◄الإدارة المصرية تنجح فى منع إبحار أى مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016

 

نائباً عن الرئيس عبد الفتاح السيسى شارك الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى فعاليات المؤتمر الدولى للهجرة والتنمية بروما ، وقبل فعاليات المؤتمر كان رئيس الوزراء قد التقى السيدة جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، وحضر المقابلة السفير بسام راضى، سفير مصر فى روما، والسفير إيهاب بدوى، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى.  وخلال المقابلة، وجهت ميلونى الشكر لمصر على المشاركة رفيعة المستوى فى فعاليات المؤتمر الدولى للهجرة. وأضـافت أنها تعلم أن يوم 23 يوليو هو يوم خاص بالنسبة لمصر والشعب المصرى، لأنه يوافق ذكرى العيد القومى للبلاد، ومن ثم فقد تقدمت رئيسة وزراء إيطاليا بالتهنئة لمصر قيادة وشعباً بمناسبة ذكرى ثورة ٢٣ يوليو. 

وأكدت رئيسة وزراء إيطاليا تطلعها لتعزيز العلاقات مع مصر، مشيدة بالاتصالات والتنسيق المتواصل مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو ما انعكس على إضافة زخم للعلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، لا سيما أن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين هو هدف مشترك.  وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى المجالات المتعددة التى يمكن بشأنها إقامة مشروعات مشتركة مع مصر، مؤكدة أن الفترة المقبلة سوف تشهد تكثيفاً للعمل من أجل تعزيز العلاقات الثنائية فى كل المجالات ذات الصلة.  من جانبه، وجه رئيس الوزراء الشكر لميلونى على دعوتها مصر للمشاركة فى هذا المؤتمر المهم، مشيراً إلى الأهمية البالغة لملف الهجرة فى مصر، خاصة أن البلاد تستضيف ما يقرب من ٩ ملايين مهاجر ولاجئ.  كما نقل مدبولى تحيات الرئيس السيسى لرئيسة وزراء إيطاليا، وتطلع سيادته لزيارتها المقبلة لمصر، من أجل البناء على الزخم الحالى فى العلاقات الثنائية، بما يعود بالنفع على شعبى البلدين.  وأضاف مدبولى أن إيطاليا هى الشريك التجارى الأول لمصر فى الاتحاد الأوروبى، والرابع عالميا، ونتطلع لتعزيز التعاون فى مجالات البتروكيماويات، والغاز الطبيعى، وكذا الربط الكهربائى لنقل الطاقة المتجددة من مصر إلى إيطاليا ومنها إلى باقى أوروبا.  كما أشار رئيس الوزراء إلى نتائج الزيارة المهمة التى قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالى، إلى مصر على رأس وفد كبير من رؤساء وممثلى كبرى الشركات الإيطالية، لا سيما فى مجالات الزراعة والرى والتصنيع الغذائى، وكلها مجالات نتطلع لتعزيز التعاون بشأنها مع إيطاليا.  وفى ختام المقابلة، تم الاتفاق على موافاة الجانب الإيطالى من خلال السفير بسام راضى، سفير مصر فى روما، بتفاصيل المشروعات المقترح إقامتها بين البلدين فى الفترة المقبلة، حتى يتسنى دراستها والتوافق على المشروعات التى يمكن البدء بها، وتحديد مراحل التنفيذ.  أمام هذه القمة المهمة وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر، ألقى رئيس الوزراء كلمة تقدم فى مستهلها بالشكر للسيدة جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، على دعوة مصر للمشاركة فى هذا المؤتمر، لافتاً إلى أن مصر وإيطاليا تجمعهما علاقات صداقة تاريخية تسعى مصر دوماً لتعزيزها فى كافة المجالات. وأضاف رئيس الوزراء أن هذا المؤتمر يمثلُ فرصة هامة لتعزيز التعاون فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، والوصول لفهم أعمق لأسبابها الجذرية، واقتراح حلول للتعامل معها، معتبراً أن الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية التى تعرض لها العالم مؤخراً أثبتت أنه لا سبيل للتغلب عليها وعلى تداعياتها دون تعزيز التعاون والتضامن الدوليين، ولافتاً إلى أن ارتفاع تدفقات الهجرة غير الشرعية يمثل أحد أكبر التداعيات التى يتطلب التعامل معها عقد شراكات مستدامة تحقق المنفعة المشتركة.

وأكد مدبولى أن قضايا الهجرة تحتل مرتبة متقدمة على أجندة مصر الوطنية، حيثُ تستضيف مصر أكثر من 9 ملايين مهاجر ولاجئ، بنسبة تتجاوز 8% من تعداد السكان، يستفيدون على قدم المساواة مع المصريين، من الخدمات الأساسية التى تقدمها الحكومة فى مجالات التعليم والصحة، كما أن حرية الحركة والتنقل مكفولة لهم، مما أدى إلى زيادة أعداد الوافدين إلى مصر بنسبة قدرها 50% عن عام 2018، مضيفاً أن مصر استقبلت مؤخراً أيضاً ما يقرب من 40% من إجمالى الفارين من أعمال العنف فى السودان، مشدداً على أن مصر لم تتوانَ عن تقديم الدعم وتوفير الخدمات الأساسية للوافدين على الرغم من التحديات الاقتصادية المتزايدة، ومحدودية الدعم الذى يقدمه المجتمع الدولى، والذى لا يتناسب مع حجم الأعباء التى تتحملها مصر.  وأضاف رئيس الوزراء أنه بالنظر إلى وضع مصر كدولة مصدَر ومعبَر ومقصِد، فإن الدولة المصرية تتبنى نهجاً شاملاً فى التعامل مع ظاهرة الهجرة بشكل عام، من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى المناطق الطاردة، ورفع مستوى الوعى بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتوفير العمالة المدربة لسوق العمل، وخلق مسارات للهجرة النظامية، بالتوازى مع إحكام السيطرة على الحدود، ومكافحة شبكات تهريب المهاجرين والإتجار فى البشر، وتطوير قانون وطنى ولجنة وطنية تنسيقية لمكافحة ومنع هاتين الجريمتين ومحاسبة مرتكبيها وحماية ضحاياها، وهو ما أسفر عن عدم إبحار أى مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016. وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أن أية مقاربة للتعامل بشكل فعال مع قضايا الهجرة يجب أن تراعى اعتبارات تبدأ بتبنى نهج شامل للتعامل مع الأسباب الجذرية لظاهرة الهجرة غير الشرعية، يراعى الأبعاد الأمنية والتنموية لها، من خلال دعم جهود تحقيق الاستقرار السياسى فى المناطق التى تشهد نزاعات، ودفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التعاون فى مجال إدارة الحدود، هذا بالإضافة إلى احترام مبدأ التقاسم المنصف للأعباء والمسؤوليات لتعزيز صمود المجتمعات المستضيفة، واستحداث أدوات تمويلية جديدة قادرة على التجاوب بشكل سريع وفعال وتوفير التمويل للدول التى تعانى من تحديات اقتصادية لضمان استدامة تقديم الخدمات فيها. ولفت مدبولى إلى أن تلك الاعتبارات تتضمن كذلك تكثيف التنسيق فى مجالات ضبط الحدود ومكافحة تهريب المهاجرين، من خلال دعم القدرات العملياتية وتوفير المعدات، وتعزيز التعاون الدولى لسد الثغرات التى تستغلها شبكات تهريب المهاجرين، فضلاً عن فتح مسارات نظامية للمهاجرين وتوفير حياة كريمة لهم وتعزيز إدماجهم فى المجتمعات التى يعيشون فيها والقضاء على أية ممارسات تمييزية ضدهم والاعتراف بإسهامهم فى تحقيق التنمية فى دول المقصد.  وفى ختام كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أن الاجتماع يأتى بعد وقوع أحد أسوأ حوادث غرق مهاجرين فى البحر المتوسط الذى حصد حياة ما يقرب من ألفى مهاجر، معتبراً أن الأرواح التى تُزهَق تحتم ضرورة التحرك معا بشكل فورى وعاجل لاقتلاع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من جذورها. اللافت فى هذه القمة أن رئيسة وزراء إيطاليا قد أشادت قبيل كلمة مصر، بالعلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، واصفة مصر بأنها دولة محورية فى الإقليم، كما أثنت على علاقات العمل المتميزة التى تجمعها مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ لقائهما فى مصر على هامش مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، وما شهدته العلاقات الثنائية من تطور منذ ذلك الحين.

عندما نستعيد مستوى مشاركة مصر فى هذه القمة وكلمة رئيس الوزراء التى هى كلمة مصر سنتأكد أن مصر تلعب دورا محوريا فى هذه القضية المحورية التى تمثل قلقا للعالم كله، وتبدو رؤية مصر فيها واضحة، وأعتقد أن كثيرا مما قالته وفعلته مصر كان مساهما بشكل كبير فى تخفيف حدة هذه الأزمة المعروفة بالهجرة غير الشرعية وهكذا هى مصر دائما.

تم نسخ الرابط