فنانون بورسعيد بمعرض الكتاب يناقشون علاقة البحر بالإبداع البورسعيدي
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء اليوم الأحد، ندوة بعنوان "البحر في الإبداع البورسعيدي"، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمعرض بورسعيد للكتاب، المنعقد حاليًا تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، بساحة ديليسبس أمام مديرية أمن محافظة بورسعيد. وشارك في الندوة الفنانون: الدكتور عاطف زرمبة، والريس زكريا إبراهيم، والدكتور محمد العشي، وأدار الندوة الناقد أحمد يوسف عزت. وقال عزت، إن ندوة " البحر في الإبداع البورسعيدي" من الندوات المميزة على تقام على الأرض الباسلة، لافتا إلى أنها تكشف جوانب مهمة جدا في علاقة البحر بالإبداع، حيث أن بورسعيد موجز الحضارات، وروعة البحر فيها مبعثها من لمست "نبتن" في الحضارة اليونانية. وأكد على أن البحر في بورسعيد ملهمًا لكل المواطنين بشكل عام، والمبدعين بشكل خاص، فهناك علاقة روحانية بين المبدع والبحر، موضحا أن علاقة البحر ببورسعيد تبدأ من كلمة "أبو العربي" التي تعني أبو العنصر العربي، فالبحر أنجب أمامنا ومازال ينجب العجائب.
وتحدث عاطف زرمبة، علاقة البحر بالفن التشكيلي، مؤكدا على أن بورسعيد مهد ثقافات متعددة، وحضارات مختلفة تعايشت فيها، وهو عطاء وخير حتى في غضبه، لأنه ملهم لكل الفنانين، وهو الملجىء الوحيد للفنانين، لأن الفنان دائما يبحث عن المفردات الحية التي تساعده في تقديم عمل فني، وهذا موجود في البحر.
وأضاف أن بورسعيد بحكم تعدد الجليات الأجنبية، يتميز أبنائهم بالحس الفني، والذوق العالي، لكن ينقصهم تقديم أعمال فنية، والحركة التشكيلية في بورسعيد بداية من الأربعينيات وصولا إلى مصطفى العزبي، ومحمود فتيح، تأثروا بالبحر، فهو يتسع لكل المذاهب الفنية. وأشار إلى أن الحركة التشكيلية بشكل عام في بورسعيد نشيطة جدًا ومؤثرة، وتصل إلى جدران البيوت، ويساعد البحر في استخلاص عناصر مختلفة وإعادة تركيبها في عمل فني. ومن جانبه تحدث العشي، عن الموسيقى الشعبية البورسعيدية، مؤكدا أنها نابعة عن المشاعر، وهي تؤثر بكل المحيطين بها، وآلة السمسية في الأزمة السابقة كانت من أصعب الآلات، والآن تم تطوير بشكل كبير، وأصبحت من الآلات المميزة التي وصلت للعالمية، ونبع ذلك من البحر، الذي نسلتهم منه كل شيء، بسبب الثقافات المختلفة التي أتت للبلد. وأوضح أن الثقافة البورسعيدية مؤثرة على المجتمع المحيط بها، وغير المحيط بها، وهناك العديد من المطربين استخدموا بعض الجمل الموسيقية البورسعيدية، في أغانيهم، من بينهم محمد منير، وتامر حسني. وتناول الريس زكريا، في حديثه عن تأثير البحر على الفن الشعبي في بورسعيد، ومن بينها السمسمية التي بدأت في المحافظة بعد حرب 56، وعلاقة البحر بالقنال. وأكد أنه يقطن في حي العرب ببورسعيد، منطقة التراث الشعبي، وتأثر هذا الحي منذ طفولته بالثقافات المختلفة التي مرت عليه، لافتا إلى أنه قبل ظهور السمسمية، كانت توجد أغاني الضمة، والتي اختفت فيما بعد، وتم تجميع أغانيها في فرقة السمسمية لتقديمها ضمن حفلات فرقتي السمسمية والتنورة. وأوضح أن السمسية أصبحت لسان حال الشعب، فعربت عن الشعب في التهجير، وفي كل الأزمات التي مر بها الشعب البورسعيدي حتى عندما أصبحت منطقة حرة، لافتا إلى أنهم يعملون في الوقت الحالي على الحفاظ على التراث الشعبي البورسعيدي ويقدمون في الوقت الحالي حفلات أسبوعية للتراث بورسعيد على المقاهي الشعبية. وتخلل الندوة فقرات فنية، بالعزف على آلة السمسمية، بمشاركة عازفي السمسمية محسن عشري، وسيد عزام، وقدم الريس زكريا مجموعة من الأغاني الشعبية الوطنية لمحافظة بورسعيد من بينها: "ده قنالنا وبحرنا.. وده خيرنا وعزنا، وهيلا هيلا يالله وهيلا هيلا هوب، زي النهارده من 50 سنة أممنا قنالنا" وغيرها من الأغاني التي اشتهرت بها المحافظة الباسلة.