المهرجان الختامي لنوادي المسرح.. صراع الأجيال في "من القاتل" على مسرح روض الفرج
شهد مسرح قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحي "من القاتل"، في ثالث أيام المهرجان الختامى لنوادي المسرح فى دورته الـ 30 (دورة الكاتب محمد أبو العلا السلاموني)، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
العرض لفرقة مركز الجيزة الثقافي، ويعد العمل الأول للمخرج عمر الحسيني. والنص مأخوذ عن ليلة القتلة للمؤلف الكوبي خوزيه تريانا، إحدى روائع كلاسيكيات المسرح العالمي، ويتناول فكرة دكتاتورية الآباء وسيطرتهم على الأبناء، وكيف يتحكموا فى أحلامهم، فيقرر الأبناء قتلهم داخل لعبة من خلال تجسيد الشخصيات التى أثرت فى حياتهم، ويطرح العرض عدة تساؤلات .. ماذا لو تحولت الخيالات إلى حقيقة؟ أو الحقيقة إلى مجرد خيالات ؟.. تتحول حياة الانسان إلى رحلة بين الأحلام والأوهام والحقائق .. من كان السبب في أصل الرواية ؟.. ما من قاتل واحد وما من مذنب واحد.. لنري معا تصارع الأجيال داخل مكان واحد في غرفة واحدة علي شكل لعبة مسلية.
"من القاتل " بطولة محمد السعيد، ندى سعيد، ومريم الدسوقي، موسيقى بودا العطار، ديكور روان خالد، إضاءة ياسمين هاني، استعراضات علي جیمي، إعداد درامي محمد السعيد، مخرج منفذ هاجر حسن وأحمد فتحي.
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من أحمد مجاهد رئيس اللجنة، د. صبحي السيد، الموسيقار د. طارق مهران، المخرج ناصر عبد المنعم، المخرج عادل حسان، والمخرج محمد طايع مدير ومقرر المهرجان، ونخبة من النقاد والمسرحيين، وتلاه ندوة نقدية أدارها الكاتب المسرحي سعيد حجاج، بحضور الناقدة المسرحية د.داليا همام، والمخرج المسرحي حمدي حسين.
وفي حديثها قالت" همام " يضم العرض مجموعة من الموهوبين يمتلكون أدوات جيدة تتناسب مع الحالة الشخصية، وتابعت إن أكثر الأدوات المسرحية جذبا داخل العرض هي الموسيقى، فهي عكست حالة درامية مختلفة و حية، موجهة التحية لجميع العازفين. وعن الديكور قالت: استعان المخرج بقطع كثيرةعلى خشبة المسرح لم يتم توظيفها بالشكل الأمثل، ويعد استخدام لعبة الشطرنج أحد الإشارات الذكية داخل العرض كونها تعبر عن الصراع و الظلم الذى يعيش فيه الأبناء.
من جانبه تحدث "حجاج" عن النص الأصلي "ليلة القتلة" الذي تدور فكرته حول ثلاثة أبناء يعانون من قهر شديد من الأهل، فيقرروا قتل الأب من خلال لعبة عبثية، موضحا أن مخرج العرض لم يغير في النص الأصلي كثيراً.
وأضاف المخرج حمدي حسين أن زحام الديكور على خشبة المسرح تسبب في حدوث ارتباك للمشاهد، ولابد من تقليل عناصره، وكان له رأيا آخر حول الاستعانة بلعبة الشطرنج.. حيث رأي أن مخرج العرض لم يوضح للجمهور مدى أهميتها. وتابع قائلا فوجئت عندما مشاهدة العرض، لأن المخرج يمتلك وسائل كتيرة، ولكن عندما علمت أنها تجربته الأولى وجهت له التحية، لتقديمه بعض العناصر بشكل فائق ومنها الموسيقى، وكذلك الإضاءة التي استخدمت ببراعة خاصة عند الانتقال من مشهد إلى آخر ، كما أن أبطال العرض أجادوا تقديم أدوارهم، مشيرا إلى ضرورة توليف الفكرة الأساسية مع بقية الأدوات، وإنه في المجمل عرض شيق وممتاز خاصة أنها أول تجربة إخراج.
المهرجان الختامي لنوادي المسرح يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويشارك به هذا العام 27 عرضا مسرحيا من مختلف أقاليم مصر يستمر عرضها حتى منتصف أكتوبر الحالي، ويصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح بعنوان "البناء الدرامي المغاير في عروض نوادي المسرح نصا وصورة" يقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.