مجدي عثمان يكشف تفاصيل معرضه الجديد نتاج زمني بـ متحف الفن الحديث
قال الفنان مجدي عثمان، مدير مركز سعد زغلول الثقافي، إن معرضه الجديد «نتاج زمني» مقرر افتتاحه مساء غدًا الثلاثاء، في قاعة الباب بمتحف الفن الحديث، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.
وأضاف عثمان في كلمته عن معرضه: «هل يمكن للفن أن يختفي، أو أن يحل الواقع محله بالتدريج، كما يرى الفنان الهولندي "بيت موندريان 1872- 1944"؟!، فهو يرجع الفن إلى جوهره الذي هو تعويضًا عن إنعدام التوازن في الواقع الراهن، بل أن الفن سيختفي عندما تصل الحياة إلى درجة أعلى من التوازن، و"مندريان" يُضيف الإجابة للسؤال ذاته وينفي أيضًا زعمه ذلك بمجرد انهاء عبارته، مؤكدًا طبيعة الفن وضرورته التي لم يعرفها ويتمنى معرفتها "جان كوكتو" فواقع الفن هو ذلك "اللاواقع" من وجهة النظر الغير رومانسية التي تعرفه ليس كوسيلة للإندماج في الواقع المعاش، وإنما هو رغمًا عن ذلك واقعًا مركزًا كحقيقة، أما تجربة أو ذكرى تحولت إلى تعبير أو فعل إجتماعي مؤثر».
وتابع: «بيد أنه إذا ما إتزن الواقع بالفعل لن يكون هناك ضرورة للفن، وأيضًا لمعايشة هذا الواقع السوي تمامًا الذي هو أيضًا غير متزن بهذه الحالة فـ "موندريان" تمسك بالعبارة فقط لأنه ضامن لعدم الإتزان حتى إن وصل الأمر إلى العودة إلى الكتاب المنقوش على جدران مقبرة الملك سيتي الأول "الأسرة التاسعة عشر" حينما أراد الإله "رع" أن يقضي على بني الإنسان جملة؛ حينما صار مُسنًا وعلم أن رعيته من بني الإنسان يتآمرون على قتله، فلم يستطع إله الشمس "رع" إلا أن ينقذ مَنْ بقى من البشر بعد إتفاقه مع الآلهة "عين رع" أو حتحور، ودبر طريقة الإنقاذ بمعونة شراب الجعة الذي حُبب إلى قلبها، فإحتست منه حتى ثملت ولم تع ما كانت تريد، وبهذا بقى مجموعة من البشر بإستطاعتهم تمامًا إيجاد عدم الإتزان بفعل الخطأ والصواب ليجد الفنان بعد ذلك من عمله معادلًا موضوعيًا لضبط ربكته الداخلية ودربكتها على الأقل، وإعادة تصوير الواقع المُسيطر عليه رغم ما به من توتر وتناقض بواقع مطهر من الإنفعال والخوف، وبذلك يتطلب الفن تغييرًا مستمرًا مع تطور النظم الإجتماعية، فكل فن وليد له صفات عصره، تبعًا لوضع تاريخي محدد.. و"موندريان" بذلك يكون ضمن من لامهم الكاتب "تر بلوكر" ممن أسماهم الفنانين "الملتزمين" غير الناضجين في كتابه "الحقائق الجديدة" ربما غير مُدرك أن الخطأ أصيل في هذا العالم، وهو خطأ يمكن التخفيف منه، لكن لا يمكن القضاء عليه، وبذلك لا يمكن إنعدام الفن في إتزان الواقع، فلن يموت الفن ما بقيت الحياة».
وأكمل: «ولا نستطيع أن نُنكر علينا أن الفن لعبة واعية لنتاجها متعة؛ للفاعل والمفعول عليه الأثر، لكن فكرة ضبط النفس وترييحها، أو التوازن النفسي للفنان لايمكننا إغفاله، فطبيعة الفنان الخاصة، تجعل إحساسه بالحدث مُعظم بداخله وبالتالي وقعه ليس بسهل عليه، فيأتي دور الفعل لإنعدال ما إعوج في نفسه، وتلك الرقة التي يمكن أن تُمرضه، تخرج في أعماله وإن ظهرت عنيفة الشكل.. فالفنان سعد عبدالوهاب الذي أغفله تاريخ الفن، وهو لا يقل قدرة عن الفنان حسن سليمان، وإن كنت أراه أكثر شاعرية، كان شبه يرتعش، ويتوتر أثناء العمل، ويهدأ بعد أن يفرغ».
وتابع: «كثيرًا ما كان فعل الفن بالنسبة لي؛ هو ذلك المعادل الموضوعي لحياة تحكمها المشاكل وتتعقد أمور الأسوياء فيها، يُضاف إلى ذلك التأمل وحُب التجريب، فتأتي النتائج والنقلات مُحملة طوعًا أو كرهًا بذلك كله.. وفي هذا العرض أحاول أن يكون الحديث لكم – الجمهور- فقط أنا أعطي لمحات بسيطة وسريعة عن فعلي الفني المتقطع، على مدار سنوات؛ منذ التسعينات وحتى بداية هذا العام، ليكون الإنتاج مرتبطًا رؤية ولونًا بالزمن فيصبح "نِتاج زمني"».