تمثل العملية التعليمة الحيّز الأكبر لدي أغلب الأسر المصرية فالجميع يلهث وراء قطار التعليم في محاولة للحاق به والوصل لأقصي مدي ممكن وأحيانًا فوق قدرات البعض منا فالجميع يرغب في ابن طبيب ماهر أو عالم فضاء، رغم ان قدراته العقلية لا تُتيح له ذلك، فأولياء الامور دائمًا يحاولون ان يفعل آبنائهم ما فشلوا هم فيه وأحيانًا يرسمون لابنائهم مستقبل يرونه هم لا ابنائهم بحجة انهم اكثر الناس حبًّا لهم. نعم نحن أكثر الناس حبًا وعشقًا لابنائنا نريدهم أفضل منا ولكن هل أرهقنا أنفسنا بسؤال الأطفال أنفسهم ماذا يريدون ام اننا نملي عليهم ثم نردد بعدها (ابني عايز يبقي ...)، كل المهن والحرف والأعمال محل إهتمام وتقدير وبدونها لا تستقيم الحياة، فهل تتخيل حياة بدون سباك او جزار أو كهربائي او عامل نظافة او خباز او اي عمل بسيط مهما كان فالجميع أفراد مجتمع يكمل بعضه البعض الفيصل في الأفضلية هي الإخلاص والإتقان. وما ساعد هؤلاء علي التدخل في كل كبيرة وصغيرة في رحلة تعليم أبنائهم، هو هذه المناهج وهذا الأسلوب التعليمي الموجود في مصر، والذي لايهتم بالكيف ولكن بالكم فقط كذلك أصبحت المدرسة عامل طارد للطالب وأصبح بكل اسف الدرس الخصوصي هو اساس التعليم في مصر والكلام هنا عن التعليم الحكومي بكل طبع، فأصبحت الملخصات التي يشتريها الطلاب ويدرسون منها خلال الدورس الخصوصية ما هي الا مجموعة معلومات غير مفيدة تنتهي علاقتها بالطلاب بنهاية الامتحان. إضافة الي أبنية تعليمية لا تنطبق عليها المواصفات القياسية أحيانًا مهدمة وأحيانًا لا تناسب عدد الطلبة ومناهج عقيمة محتواها يعتمد على الحشو والحفظ وطرق تدريس تقليدية منذ قديم الزمان ووسائل تعليمية قاصرة وأساليب تقويم تقيس الحفظ والاستعراض ولا تقدم تغذية راجعة للطلاب، فينهي الطالب عامه الدراسي لينسي كل ما درسه منذ عدة ايام . فمنظومة التعليم بحاجة إليّ إنقاذ سريع وتطوير قبل الإنحدار اكثر من ذلك فعن كثافة الفصول حدث ولا حرج وصلت في بعض مدن المحافظات إليّ ٧٠ تلميذ في الفصل الواحد خاصة في محافظات الدلتا وتقل في بعض المحافظات لتصل لـ٦٠ طالب في الفصل وهذه الارقام ارقام تدعوا للفزع وتجعل الدروس الخصوصية هي المصدر الوحيد لتلقي وتحصيل العلم، وأي نوع من العلم تستطيع ان تتعلمهوسط هذا الزحام واي نوع من المعلمين يستطيع العمل في هذا الزحام الخانق، والذي سرب الجميع للدروس الخصوصية، التلميذ قبل المعلم. كما ان إهمال طلاب التعليم الفني، في السابق، رغم انه الحاضر والمستقبل، وعدم البحث عن ما بداخل الطلاب أنفسهم من طموحات والتي أحيانًا لا تتفق مع قدراتهم وإمكاناتهم والتي دفعتهم لها أفكار تقدس العمل المكتبي وتنظر نظرة دونية للأعمال اليدوية والحرفية، وكما ذكرت سابقًا ان الحرف خاصة اليدوية منها لا تقل أهمية عن اسمي المهن الوظيفية، ويحضرني هنا مقولة لإمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله حين قال ان الوزير لن تضيع هيبته حين يحتاج لسباك ولكنه سينتظره ويخصص له من وقته ليُصلح له ما أراد ولكنه تزول كل مناصبه أمام سباك هنا هو العالم في تخصصه والوزير جاهل بهذا العلم. وحسنًا فعل الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم حين أعلن إكمال ما بداه من سبقه في البدء في عملية تطوير التعليم بصفة عامة والفني بصفة خاصة في مصر ورغم الصعوبات والعقبات والإخفاقات التي واجهها تلاميذ الصف الأول الثانوي في الأعوام الماضية والذين تم إعتبارهم فئران تجارب إلا انني من وجهة نظري الشخصية اري انها تجربة كانت تستحق المخاطرة والمغامرة ولو كُتب لها النجاح فأتوقع ان تفرز لنا طلبة قادرين علي العمل المجتمعي الفعال في كل المجالات وسيكونون من اصحاب المعلومات الموثقة خاصة انهم هم من يبحثون عن المعلومة ويحصلون عليها دون تلقين او حشو، ويبقي فقط الاهتمام بأهم عناصر العملية التعليمية وهو المعلم، الذي آن الأوان لأن يُكرم وبُعامل كأفضل ما يكون. ونتذكر جميعًا حين أعلن الرئيس في مؤتمر شباب من أحد المؤتمرات السابقة، عن الاهتمام بالتعليم الفني بالتعاون مع الحكومة الألمانية وإنشاء عدة مدارس ألمانية للتعليم الفني في مصر، في خطوة ستجعل من شباب التعليم الفني، محط أنظار العالم حيث ستُتيح هذة المدارس الفرصة للطلاب للتعلم فنون المهن والحرف بشكل علمي يجعل منه مهني أكاديمي قادر علي العمل بإتقان مدعوم بالعلم. ومن خلال هذا المقال أُطالب وزير التربية والتعليم، بسرعة تطبيق خطط تطوير التعليم الفني بمصر وأُطالب أولياء الأمور بالنظر بموضوعية تجاه التعليم الفني، ودفع أبنائهم نحو تعليم يرتقي بالصناعة المصرية ويضعهم علي الطريق الصحيح في خدمة الوطن، فمصرنا الغالية تحتاج للعامل الماهر في شتي المجالات كما تحتاج للطبيب الماهر والعالم صاحب النظريات، تحتاج لأصحاب حرف ومهن مبدعين يعيدون لمصر الريادة في الصناعات التي أصبحنا نستوردها لا لشئ إلا اننا أهملنا تطويرها وإكتفينا بطرق عفي عليها الزمان. فالتعليم الفني أمل مصر في العودة لريادة الصناعات ودحر الدروس الخصوصية، وإن كان الكل سيصبح اطباء فأين المرضي؟، والسؤال الأهم وأن تُجبر أبنك أو بنتك علي دخول الثانوي العام لتحقيق حلمك فيه هل هو مؤهل لذلك ويسعي إليه هو الآخر أم انك تُجبره بحجة تقبق احلامك أو ما فشلت انت فيه، دعوا أبنائنا وإتركوا لهم مجال الإبداع رقبوهم وقوموهم ولا تجبروهم ولكن ادعموا رغبات أبنائكم بما يناسب قدراتهم العقلية والصحية والبدنية والنفسية. حماية المستأمن... بكل صراحة وموضوعية انا ضد ما حدث في الأسكندرية من إعتداء علي أجانب -مهما كانت جنسياتهم- بكل بساطة لأنهم مدنيين عزل مستامنين دخلوا بلادنا بطرق شرعتها الدولة لذلك أري أن علينا جميعًا حمايتهم حتي وإن كانوا ألد أعدائنا فمبا انهم داخل بيتنا ووطننا فحمايتهم والذود عنهم مفروضة علينا دينيًا وأخلاقيًا ومجتمعيًأ ولا يجوز حتي مجرد ترويعهم وإن كانوا هم أسوا البشر، فالشريعة الإسلامية قد فرقت بين حق المظلوم في الدفاع عن نفسه وأرضه، وبين الاعتداء على "المستأمن"، الذي سمحت له الدولة بدخولها عن طريق تأشيرة، هي في حقيقتها عهد أمان وضمانة سلام، فلم يبح الإسلام التعرض بأي أذى للإنسان الذي تمنحه الدولة تأشيرة الدخول لأراضيها، فهو بموجب هذه التأشيرة أصبح له حق الأمن والأمان، ويتكفل له المجتمع بالأمان والتعاون على حمايته وصيانة دمه، سواءٌ أكان مسلمًا أم غير مسلمٍ، وهو ما يسمى في الشريعة بـ"المستأمن أو المعاهد"، ويشددالإسلام على منع الاعتداء على المستأمن، وهو الإنسان الذي يأتي إلى بلدٍ في إطار القانون المنظّم لشؤونها فلا يجوز بأي حال من الأحوال التعرض له بسوء مهما حدث منه فالتعامل معه يكون بأخلاقنا نحن لا بأخلاقهم هم حتي لا ننزلق لمستواهم من التوحش والفاشية... وللحديث بقية