الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: السوشيال ميديا.. شيطان العصر

الشورى

◄مواقع التواصل الاجتماعى "بوابة" تزييف الحقائق وإفساد كل ما هو جميل

◄"فيسبوك" ماراثون للجرى وراء شهرة العالم الافتراضى وركوب "التريند"   ◄"التيك توك" أفقد الجيل الجديد توازنه وتسبب فى انهيار العادات والتقاليد 

 ◄"السوشيال ميديا" مرض مزمن ينهش جسد الأمم ويغتال تماسك الشعوب  

وسط هذا الكم الهائل من الانفلات الذى تتسم به مواقع التواصل الاجتماعى أصبح الحديث عن "السوشيال ميديا" حديثًا مملاً ويدعو للاشمئزاز بل ويبعث أيضًا فى النفوس الشعور بحالة من الاستياء وعدم الرضا، فقد تبدل الهدف النبيل الذى ظهرت من أجله مواقع التواصل الاجتماعى وهو خلق حالة من الترابط والتواصل بين الناس بعضهم البعض مهما اختلفت جنسياتهم ومهما تباينت ثقافاتهم.   وللأسف تحولت المواقع -بقدرة قادر- إلى مرض مزمن ينهش جسد الأمم ويغتال ترابط وتماسك الشعوب، وأصبحت أشبه بالفيروس الذى ينمو وينتشر بسرعة فائقة دون أن يجد من يوقفه أو حتى يقلل من خطورته، بل إن الغالبية العظمى من مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بالفعل سلاحا ذا حدين وهو ما نلمسه بوضوح فى تلك الهجمة الشرسة والممنهجة التى تشنها على حياتنا وسائل التكنولوجيا بشكل شبه لحظى،  فهناك من يسيء استغلالها ويستخدمها فى التشويه والنيل من بعض الأشخاص أو الهجوم عليهم بأى شكل من الأشكال، وهناك من ينجرف خلف ما يُروج من شائعات ويقوم بعمل مشاركة لكل ما يُنشر دون الوقوف على حقيقته من عدمه، إضافة للجان الإلكترونية المستترة خلف الشاشات والتى تروج بعض الأفكار والشائعات.   واللافت للنظر أن "الفيسبوك" وهو من أهم وأبرز وسائل السوشيال ميديا قد أصبح وبشكل مقزز مرتعًا للأفاقين والانتهازيين الذين لا يتورعون فى عمل أى شيء من أجل الوصول إلى أهدافهم التى فى الغالب تكون مجرد تصفية حسابات وحروب وهمية يستخدمون خلالها الطعن فى الظهر واختلاق الروايات والقصص التى لا يكون لها أى وجود إلا فى خيالهم المريض الذى يسعى نحو تشويه صورة الخصوم والنيل من سمعة الشرفاء، فتحول هذا الفيسبوك إلى ما يشبه البركة التى تعج بالوحل الذى تغوص فيه أقدام التافهين وأصحاب القلوب السوداء الذين أعماهم الغل والكراهية، ليس هذا فحسب بل تحولت وسائل السوشيال ميديا إلى خطر كبير يهدد أمن واستقرار المجتمعات وذلك مع تزايد موجات الزيف والكذب والخديعة التى يسعى أصحابها إلى خلق حالة فوضى واضطراب فى كل مكان وعلى كافة المستويات، وأعتقد أن هناك منظمات تقف وراء بث السموم على مواقع التواصل الاجتماعى ويتبلور الهدف من الشائعات والأكاذيب التى يروج لها عبر مواقع التواصل وهو اغتيال العقول الشابة والأجيال القادمة ومحو تاريخهم وإنجازاتهم والسيطرة عليهم، وهو فى تقديرى ما يجعل مهمة الوعى المجتمعى ليست سهلة ولا مجالا لتوقفها فهى لابد أن تستمر وتتطور لتكون مواجهة لأى محاولة خبيثة تسعى للنيل من الوطن، ولابد من تضافر الجهود للحفاظ على النشء من هذه الحملة الشرسة، وهنا يجب أن نضع فى الحسبان أن بناء الوعى يرتبط بأكثر من عنصر، منها الرد الفورى على مواقع التواصل الاجتماعى، هذا بجانب برامج للتثقيف والتوعية والتنوير تتصدى لمحاولات التطرف والتعصب وتشويه حقيقة ما يحدث على الأرض، مع ضرورة مشاركة كل أجهزة صناعة الوعى فى التنبيه إلى مخاطرها، وأيضًا ضرورة مراعاة اختلاف مستويات اللغة فى خطط صناعة الوعى، ويجب فى نفس الوقت استخدام نفس اللغة التى يتم التعامل بها فى السوشيال ميديا.   وللحق فإن خطر السوشيال ميديا أصبح فى تزايد مستمر، مع توسعات المنصات مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام والتيك توك، خصوصا هذا الأخير الذى يعمل على تخريب عقول الشباب والفتيات بصورة مهينة تدعو إلى الاشمئزاز، ولا نعرف الغرض منه حتى إن غالبية الأسر أصبحت تنشر حياتها على هذا التطبيق الذى يستحوذ على عقل الصغار والمراهقين، إضافة إلى التطبيقات الأخرى التى تعمل على جذب شرائح عمرية معينة بواسطة الإغراءات التى تقدم من خلال الفتيات وبعضهن تمت محاكمته بتهمة الإتجار بالبشر، والحق يقال كلما تعاملت مع السوشيال ميديا، ينتابنى على الفور شعور بالاستياء بسبب هذا الكم الهائل من المغالطات التى يبثها صباح مساء من يطلقون على أنفسهم "نشطاء التواصل الاجتماعى" ورواد السوشيال ميديا، سواء من خلال أخبار أو مقاطع فيديو أو صور، وللأسف الشديد فإن محتوى الكثير من تلك المواقع تحول إلى ما يشبه القنابل الموقوتة القابلة للانفجار فى أى وقت فى وجه الجميع، وبالطبع فى هذه الحالة فإن الآثار السلبية لما يتم الترويج له عبر السوشيال ميديا تنعكس بشكل مباشر وتنال من الجميع وتترك فى النفوس حالة من الارتباك، خاصة أن تلك المواقع تحولت إلى مصدر رئيسى للأخبار والمعلومات التى يتعمد البعض بثها بشكل يتسم بالخبث الشديد، ومن أسف بدأت مواقع التواصل الاجتماعى تأكل من دور وسائل الإعلام، وفى كثير من الأحيان تسحب من دورها الأساسى لتتحول إلى مصدر رئيسى للحصول على الأخبار والمعلومات، ورغم أن الغالبية العظمى من أخبار السوشيال ميديا لم تكن سوى مجرد أخبار "مفبركة" ورغم هذا الكم الهائل من التضليل عبر تلك الوسائط، فإن عددا كبيرا من الناس ينجرفون وراءها بلا عقل ولا ضمير وعدم تقصٍ للوقائع الحقيقية، وهذا ما يجعلنى أؤكد أننا لابد أن لا نلتفت لهذا الانفلات الذى تشهده مواقع السوشيال ميديا.   وللأسف القائمون على السوشيال ميديا لا يدركون حقيقة مؤكدة ينبغى أن نضعها دائماً فى الاعتبار هى أن الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى أو استخدامها بشكل خاطئ يتسبب فى الكثير من الأضرار ويفقد الكثير من الأشخاص التواصل الاجتماعى الحقيقى، والتقليل من المقابلات الشخصية مع الآخرين وعدم الاندماج فى الأنشطة الاجتماعية المختلفة، ومن هنا يميل مستخدم مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مفرط إلى العزلة والابتعاد عن الآخرين والميل إلى الوحدة، حيث يمكن لمواقع التواصل الاجتماعى التأثير فى الحالة المزاجية للأشخاص بشكل سريع عبر المنشورات المختلفة التى من الممكن أن تؤثر تأثيرا إيجابيا أو سلبيا، حيث إن المنشورات السلبية لها دور فى الإصابة بالمزاج السيئ والشعور بالتوتر والقلق بينما يظل التأثير على الصحة من أخطر ما يترتب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعى حيث إن الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى يؤثر فى صحة الإنسان.   وأتساءل: لماذا لا نستغل السوشيال ميديا فى الإيجابيات وبما يعود بالنفع على أنفسنا وعلى بلادنا؟ حيث يمكن أن تستخدم هذه المواقع فى مشاركة الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات، والتعبير عن الرأى حيث يمكن للأشخاص التعبير عن الآراء وتبادلها عبر هذه الوسائل، ونشر حملات التوعية حيث يمكن الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعى فى نشر الحملات التوعوية الخاصة بتوعية أفراد المجتمع بالمشكلات والقضايا المختلفة فى كل المجالات والقضايا المجتمعية ، إلى جانب خلق فرص عمل حيث أصبحت هذه المنصات وسيلة ممتازة لتسويق السلع والخدمات، مما يساعد على تحقيق الربح وترويج المنتجات للأفراد والشركات..  لذا فهى تعتبر علاجا لمشكلة البطالة التى تعانى منها المجتمعات كما تتجه الشركات للبحث عن موظفين عبر هذه المواقع.

تم نسخ الرابط