دراسة: تغير المناخ يسبب حوادث الطائرات
يمكن للاضطرابات الجوية المرعبة أن تؤدي إلى حدوث الكثير من الحوادث كـ إلقاء الأشخاص حول مقصورة الطائرة، مما يتسبب في إصابات خطيرة وحتى الموت.
فقد حذرت دراسة جديدة أجرتها جامعة شيكاغو من أن الحوادث التي تحدث داخل الطائرات قد تصبح أكثر شيوعًا، ويرجع ذلك إلى تغير المناخ، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويقول المؤلفون إن ظاهرة الاحتباس الحراري تعمل على تسريع الرياح في التيارات النفاثة، بسبب التغيرات في كثافة هواء الغلاف الجوي للأرض.
تتسبب سرعات الرياح العالية هذه في حدوث تيارات صاعدة وهبوطية أكثر عنفًا، مما يؤدي إلى اضطراب شديد في الطائرات، فنحن نعلم بالفعل أن ظاهرة الاحتباس الحراري والاضطرابات الشديدة قد زادت جنبا إلى جنب منذ السبعينيات، لكن الدراسة الجديدة تحدد السبب والنتيجة.
وقادت الدراسة الجديدة باحثون في جامعة شيكاغو والمركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، وقالت البروفيسور "تيفاني شو" من جامعة شيكاغو: "بناءً على هذه النتائج وفهمنا الحالي، نتوقع رياحًا تحطم الأرقام القياسية".
ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى انخفاض أوقات الطيران وزيادة اضطراب الهواء الصافي وزيادة محتملة في حدوث الأحوال الجوية القاسية، والتيارات النفاثة هي رياح قوية وضيقة في الغلاف الجوي العلوي والتي توجه معظم أنظمة الطقس على الأرض وترتبط بتفشي الطقس القاسي.
وتتحرك عادة من الغرب إلى الشرق حول الكرة الأرضية في الغلاف الجوي العلوي، على ارتفاع حوالي ستة أميال (10 كم) فوق سطح الأرض، وتتشكل التيارات النفاثة بسبب التناقض بين الهواء البارد الكثيف في القطبين والهواء الدافئ الخفيف في المناطق الاستوائية، بالإضافة إلى دوران الأرض.
ومن خلال الجمع بين نماذج تغير المناخ وما نعرفه عن فيزياء التيارات النفاثة، وجد الباحثون أن تغير المناخ يزيد من حدة هذا التناقض، ومع ارتفاع درجة حرارة الهواء في المناطق الاستوائية، فإنه سيحتفظ بكمية أكبر من الرطوبة.
في حين أن الهواء عند القطبين سوف يكون دافئًا أيضًا، إلا أن الهواء الأكثر سخونة يمكن أن يحمل رطوبة أكثر بكثير من الهواء البارد، مما يؤدي إلى زيادة فرق الكثافة الإجمالي بشكل حاد - مما يؤدي إلى تزايد سرعة الرياح في التيار النفاث.
مع ارتفاع درجة حرارة العالم، فإن أسرع رياح التيار النفاث في المستوى العلوي ستصبح أسرع وأسرع - بنحو 2 في المائة لكل درجة مئوية ترتفع فيها درجة حرارة العالم، حسب تقديرات مؤلفي الدراسة.
يعرف العلماء بالفعل أن أحد التأثيرات الإيجابية المحتملة للتيار النفاث هو الرحلات الجوية الأسرع، اعتمادًا على الاتجاه الذي تتجه إليه الطائرة، يمكن للطائرات أن 'تتصفح النسيم' للحصول على زيادة في السرعة وتقليل أوقات الطيران، مع حرق كمية أقل من الوقود وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون.
وجدت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ أن الرحلات الجوية التجارية عبر المحيط الأطلسي يمكن أن تستخدم وقودًا أقل بنسبة تصل إلى 16 في المائة إذا استفادت بشكل أفضل من الرياح سريعة الحركة.
في حين أن الرحلات الجوية الأسرع عبر المحيط الأطلسي قد لا تبدو سيئة للغاية، إلا أن الجانب الآخر هو أن الطائرات من المرجح أن تواجه المزيد من الاضطرابات.
بالنسبة للطائرات التجارية، فإن النوع الأكثر إشكالية من الاضطرابات في الوقت الحالي، والمعروف باسم اضطراب الهواء الصافي (CAT) غير مرئي.