الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

سمير رجب يكتب: أعياد.. وسط دماء تنهمر.. و«الجـــنــاة» يتـــشــفــون ومـــا مـــن مــغـــيث..!

الكاتب الصحفى سمير
الكاتب الصحفى سمير رجب - صورة أرشفية

 

*أعياد.. وسط دماء تنهمر.. "والجناة" يتشفون وما من مغيث..!

*بابا الفاتيكان.. لم يتصور أن تصل الصلافة والغرور بنتنياهو لكي يدير له ظهره!

*أمريكا.. وقوة مفرطة في طريقها إلى الزوال

*مصر تقدم مشروعا لوقف إطلاق النار.. وتدعو الفلسطينيين إلى إذابة الخلافات فيما بينهم

********

الله سبحانه وتعالى خلق الأعياد ليتحاب الناس  وتتعارف قلوبهم وذلك بعد أن جمعهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا في بداية الحياة الإنسانية.

ونشر بذور الحب يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق البشرية من أجل تعمير الأرض.. وزراعتها وحتى تضمن الشعوب طعامها وشرابها من خلال أيادي وعقول أبنائها وبناتها.

*** 

لكن المؤسف بل المخزي والموجع أن تحل علينا أعياد هذه الأيام وسط دماء تتدفق أنهارا بينما يتخذ سافكوها موقف المتفرجين أو بالأحرى الشامتين وكأن عداوة متأصلة تطارد من أراد الله بهم الخير والعدل والجمال والسلام لينقلبوا من النقيض للنقيض.

من هنا فإن الأسئلة التي تدق الرءوس بعنف:

ألهذه الدرجة تعيث إسرائيل كل ذلك الفساد دون أن يجرؤ أحد على إيقافها بل بالعكس إنها ترفع لهجات التهديد والوعيد وكأنها هي التي دون غيرها لها حق إزهاق الأرواح..؟!

 من يصدق أن يطلب بابا الفاتيكان بكل ما لديه من قداسة ومكانة رفيعة في نفوس المسيحيين من إسرائيل بالتوقف عن عمليات القتل والتدمير والنسف بينما على الجانب المقابل يقف بنيامين نتنياهو متباهيا بمجلس الحرب الذي أنشأه ويتولى رئاسته بالبلطجة وتحت آسنة الرماح ويضطر البابا هو الآخر لأن يتوقف عن الكلام..وكأنه يشكو هذا الإرهابي الكبير لرب العالمين؟!

أما الأدهى والأمر موقف الأمريكان الذين جاءوا برئيس كل همه في هذه الحياة أن يوفر السلاح لإسرائيل ويحميهم من أي إجراءات دولية من خلال هذا الفيتو البغيض أو استخداما مفرطا مريعا لقوة عسكرية سوف يجيء عليها يوم بإذن الله تنكسر أو تتمزق أوصالها وتنقطع إربا إربا.

على الجانب المقابل فإن الله سبحانه وتعالى عندما حذر القوم الفاسقين من التمادي في طغيانهم ومن قتل أنبيائهم ورسلهم فإنما أراد أن يقول لهم منذ زمن بعيد :" إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ (1) لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا (4) وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا (5) فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا".      

وطبعا لم ينتبهوا ولم يتعلموا الدرس وبالتالي ستصلى أجسادهم نارا حامية..

والأيام بيننا.

*** 

ولأن مصر هي صاحبة الثقل المحلي والإقليمي والدولي فقد أعدت مشروع قرار بوقف القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ونصت المادة الثانية من المشروع المصري على إنهاء الحرب في غزة على إقامة حوار وطني فلسطيني بهدف إنهاء الانقسام وتوحيد صف الفلسطينيين أنفسهم.

يعني واضح أن مصر حسب سياساتها الثابتة والواضحة تدعو إلى ترميم الجسور والقضاء على الخلافات حتى يستشعر الطرف الآخر أنه أمام صفوف متراصة وليس جزئيات متناثرة هنا وهناك.

في نفس الوقت ترى مصر أنه لابد من وقف شامل لإطلاق النار حتى يمكن ترطيب الأجواء قبل الوصول إلى اتفاق شامل وعام في هذا الصدد.

*** 

لكن السؤال: هل ينتوي الفلسطينيون بالفعل إذابة الخلافات فيما بينهم لاسيما في ظل تلك الظروف الصعبة التي عاشوها ومازالوا يعيشونها تحت قصف المدافع وتفجير القنابل وإصرار الإسرائيليين على محو غزة من الوجود؟!

بديهي المنطق يقول نعم لكن تضارب المصالح وتعدد الاتجاهات وتباين التوجهات قد تساعد على تفعيل العناصر الإيجابية لمدة محدودة  من الزمن ثم سرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت عليه وبالتالي يجد الإسرائيليون مبررا لاستئناف العدوان مرة أخرى..!

*** 

أما فيما يتعلق باستخدام القوة المفرطة فإن ما يثير الدهشة والعجب بشأنها أن مسيحيي العالم وهم كثر لا يحاولون الوقوف ضد إسرائيل وجنودها يعتدون على مقدساتهم الدينية وتلك في حد ذاتها تبقى أجراسا معلقة في الرقاب إلى يوم الدين دون مواقف واضحة وصريحة وحاسمة.

*** 

يبقى بعد ذلك استخدام إسرائيل الأسلحة الممنوعة دوليا في الحروب لتبث الرعب –كل الرعب- في النفوس معلنة في بجاحة وصلف وغرور أنها فوق الحساب فهل هذا معقول؟!

نعم معقول ومعقول وإلا ما وقف بنيامين نتنياهو بالأمس معلنا بأن الاحتفال برأس السنة الميلادي سيكون بإراقة المزيد من الدماء التي يسجلون من خلالها أنهم مازالوا قادرين على ممارسة جرائم القتل والقتل المضاد وعلى الانتقام انتقاما ضاريا من كل ما يمت للإنسانية بصلة.

*** 

على أي حال لقد كان بودنا أن يكون عام 2024 عاما يجلب لنا بشائر السعادة لكن طالما يوجد في هذا العالم أشخاص غير أسوياء أمثال بنيامين نتنياهو فلا سلام ولا كلام.

*** 

و..و..شكرا

 

 

تم نسخ الرابط