يعتبر التعليم الفنى فى أى دولة من دول العالم هو المصدر الرئيسى لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة ، والتى تلعب دورا هاما فى تنمية الدول ، ويحظى هذا النوع من التعليم بأهمية كبرى فى معظم الدول المتقدمة والتى أيضا تولى اهتماما كبيرا سواء من حكوماتها أو من المجتمع الصناعى والتجارى والذى يهمه الحصول على عمالة متعلمة ومدربة ولذلك يسعى التعليم الفنى دوما لتطوير نفسه ليتناسب مع التطوير العلمى والتكنولوجى ليصل إلى تخريج الأيدى العاملة المدربة لتحقيق أحد عناصر القوة الناعمة المصرية .
* تعريف التعليم الفنى:
هو ذلك النوع من التعليم الذى يهدف إلى إكساب الفرد قدرا من الثقافة والمعلومات الفنية والمهارات العملية التى تمكنه من إتقان أداء عمله، وتنفيذه على الوجه الأكمل. وهذا النوع من التعليم تتضمن خطته الدراسية مواد نظرية عامة ومواد فنية ومهنية نظرية وتطبيقات وتدريبا عمليا ومدة التعليم 3 سنوات أو 5سنوات بعد انتهاء فترة التعليم الأساسى ، ويحصل الطالب على شهادة دبلوم الثانوية الفنية أو دبلوم الثانوية المهنية أو دبلوم الثانوية التقنية وهذه الشهادة تتيح للخريج الالتحاق بسوق العمل أو مواصلة التعليم العالى بعد اجتياز اختبارات معينة.
* رسالة التعليم الفنى
إعداد الفنى المتطور المناسب والمطلوب لسوق العمل الداخليةوالخارجيةفى المجالات التجارية والزراعية والصناعية والفندقية .
* أهداف التعليم الفنى:
-1استكمال الإعداد الإنسانى للطلاب ليكونوا مواطنين صالحين لأنفسهم ومجتمعهم.
- 2 إعداد القوى العاملة الفنية المدربة للعمل فى أحد المجالات الصناعية أو الزراعية أو التجارية أو الفندقية .
-3تأهيل الطلاب ليتمكنوا بعد تخرجهم من استمرارية التعلم لرفع مستواهم العلمى والمهنى، والارتقاء بالمستوى المهارى فى مجالات العمل التخصصية .
-4 المساهمة فى الإنتاج القومى عن طريق تحويل المدارس الفنية إلى وحدات إنتاجية تعليمية تعمل فى إطار مشروع رأس المال للمساهمة الفعلية فى تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية.
-5 إتاحة الفرصة للعمالة المصرية لتحسين مستوياتها المهارية والفنية والثقافية على نظام إلحاق العمالة بالمدارس الفنية من خلال نظام العمال.
-6 الاستفادة من خبرات وتجارب الدول المتقدمة فى نظمها التعليمية والتعاون معها .
* ربط التعليم الفنى بسوق العمل
. يُعد ربط التعليم بسوق العمل من أبرز الملفات التى حظيت باهتمام كبير خلال الفترة الأخيرة، وذلك لتوفير فرص عمل بشكل مباشر، وفى إطار الجهود التى تبذلها الدولة لتعظيم الاستفادة من التعليم الفنى، وتوفير عمالة فنية مدربة، ولهذا تم ترجمة هذا الاهتمام فى صورة قرارات بخطة التنمية للعام المالى 2021/20، خاصة أن التعليم هو المدخل الرئيسى لتحقيق تقدم وتطوير المجتمع باعتباره أداة التنمية، ووسيلة تطوير وتنمية الإنسان.
* القوة الناعمة وعلاقتها بالتعليم الفنى
- انتشر مفهوم القوة الناعمة فى التعليم بشكل ملحوظ فى هذه الآونة، حيث لا يزال يشكل جزءا مهما من معادلة التعليم الدولية، وأصبح هذا المفهوم منطلقاً مهماً للمشاركة الدولية فى التعليم وتعزيز التبادلات الدولية بين الدول وبعضها البعض، والتعاون فى مجال التعليم خاصة بين الدول التى تفتح أبوابها للطلاب من جميع دول العالم.
إن تزايد الضغوط على مؤسسات التعليم لإعداد خريج للعمل فى إطار إقليمى ودولى يتطابق مع قواعد العولمة ومجتمع المعرفة من أهم الغايات التى تبحث عنها مؤسسات التعليم، ومن هنا يتم الاعتماد على التعليم كقوة ناعمة.
فهيا بنا نعرف ما دور التعليم فى القوة الناعمة للدول والآليات التى تجعل من التعليم قوة ناعمة حقيقية.
تعتبر الجودة المتميزة فى التعليم أحد العوامل التى تبنى القوة الناعمة للبلاد فى العلاقات الدولية، فدور التعليم فى المكانة الدولية وفهم بلد ما قد زاد بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك بشكل رئيسى إلى التحولات الرئيسية فى الاقتصاد العالمى وقيم التحول الحادثة فى الوقت الراهن. أدى التحول الاقتصادى إلى حدوث ثورة معرفية تتضاعف فى كل لحظة، الغرض منها هو جمع الأموال سواء عن طريق إتاحة المعرفة للكل، عن طريق مواقع الإنترنت والربح من وراء هذا، أو عن طريق التجارة بالمعرفة، مثل الجامعات التى تعطى الشهادات عن بعد ولا تكون عندها مصداقية. أصبح التعليم أكثر أهمية فى سياق التحول إلى اقتصاد المعرفة، ويجعله شرطًا ضروريًا ويعتبر أحد العوامل الكثيرة للنمو الاقتصادى والقدرة التنافسية الاقتصادية.
والتعليم الجيد ليس فقط عاملاً هامًا للقدرة التنافسية الاقتصادية العالمية، بل إنه يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا فى تعزيز مثل هذه القيم، وتمكين المجتمعات والأفراد المحرومين.
أصبح التعليم أكثر أهمية، لا سيما مع تنامى أهمية المعرفة فى عملية العولمة حيث يصبح العالم نفسه أكثر تخطياً للحدود، نظرًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقدم العلمى والانتشار العام للوعى بأهمية المعرفة عبر الحدود. التعليم ضرورى للحاق بركب سباق المعرفة، على التعليم أن يتجاوز متطلبات سوق العمل، ويعكس التحول إلى القيم ما بعد المادية، ويمكن أن تكون هذه التأثيرات مصدرًا لجاذبية الأقطار بالنسبة إلى الدول الأخرى، وبالتالى بناء قوتها الناعمة. وبالنظر إلى الجوانب التحولية الموصوفة فى الحياة الاجتماعية ، فالتعليم أصبح عاملاً مهمًا بشكل متزايد. الجانب التعليمى من القوة الناعمة للدول يتحقق بوضوح الهدف، لذا يجب النظر إلى ما يلى:
أولاً- إلى سياسة التعليم الناجحة والدبلوماسية العامة فى التعليم، أى أننا ننظر إلى جوانب مختلفة من التدويل المتزايد للتعليم، والتنقل، والترقية، وكذلك أمثلة على استخدام التعليم كقوة ناعمة خارج حدود الدولة .
ثانيا- نقوم بتحليل مكاسب القوة الناعمة من التعليم، كناتج وتقنيات. ليقودنا التحليل التجريبى إلى وضع تصور للقوة الناعمة التعليمية، ويظهر أنها تعمل من خلال ثلاث آليات: باعتبارها حاملة للقيم الأصلية، والتى قد تكون جذابة للجمهور الأجنبى كمصادر، ثم نقوم بعرض مفهوم خاص على تفعيل الجانب التعليمى للقوة الناعمة.
إن القوة الناعمة الدولية يمكن أن تؤدى إلى النجاح فى مجال التعليم وقد تحقق هذا النجاح لأسباب بحتة ولم يتم متابعته بنشاط من أجل بناء قوة ناعمة ناجحة للتعليم الجيد، ويمكن استخدام التعليم أيضًا كأداة مقصودة لتعزيز القوة الناعمة، وهو مفهوم تميز بوضوح مصادر وآثار الجذب. تكمن قدرة الطلاب فى نفس الوقت على بناء القوة الناعمة والتأكد من ذلك.
ومفهوم القوة التعليمية الناعمة يعمل عبر ثلاث آليات:
أولاً- التعليم يبنى القوة الناعمة لأنها حاملة قوامه، والتى قد تكون جذابة للجماهير المستهدفة. ومن بين القيم التى تم تعريفها: الحداثة، والمساواة، والحياة الجيدة، والقدرة التنافسية.
ثانياً- تتولد هذه القوة عن الموارد التى تمتلكها الدولة، والموارد المرئية بشكل خاص فى النهاية، وهى نوعية التعليم الذى يحظى به نظام مستوى التحليل الداخلى.
ثالثاً- يمكن العثور على البعد الثالث للقوة الناعمة التعليمية عندما تستخدم الدولة التعليم كأداة لتحقيق أهداف معينة فى السياسة العامة. على سبيل المثال: فى حالات سياسات التنمية الناجحة، والمعرفة والتعليم والمعونة أو المساعدات الخارجية للتنمية من وجهة نظر محايدة .