محمد فودة يكتب: هذه الشهادة الإماراتية الرائعة فى حق مصر
رئيس الوزراء يشيد بالعلاقات التى تربط بين مصر والإمارات على هامش مشاكرته فى القمة العالمية للحكومات
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد حرص الإمارات على تقوية العلاقات مع مصر فى كل المجالات
مصر والإمارات تربطهما أحلام ومصالح مشتركة... والرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد يعملان من أجل الإنسانية
أتابع كل عام وباهتمام شديد " القمة العالمية للحكومات" التى تعقد فى دبى، حيث أجد فيها منتدى عالمى مهم لطرح الأفكار والنقاش، فمثل هذا المنتدى يمنح الحياة شكلا مختلقا، يجمتع فيه أصحاب الأفكار الذين يعملون من أجل أن تكون الحياة أكثر رقيا وتحضرا وسلاما وسعادة.
وقد توقفت كثيرا عند اللقاء الذى تم بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الذى يشارك فى القمة التى تستضيفها مدينة دبى خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير 2023.
حضر اللقاء الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والسيد محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية الشقيقة، والسفيرشريف عيسى، سفير مصر لدى الإمارات، والسفيرةمريم الكعبي، سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، وعدد من الوزراء والمسئولين الإماراتيين.
فى بداية اللقاء نقل الدكتور مصطفى مدبولي تحيات السيد الرئيسعبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدا إشادته الكبيرة بالتنظيم الرائع للقمة، وبالتطور الدائم والملحوظ الذي تشهده إمارة دبى.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره للدعوة الكريمة المُوجهة للمُشاركة في القمة العالمية للحُكومات في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، معتبراً أنها تكتسبُ أهمية كبيرة لكونها تجمع قادة الفكر والخبراء العالميين، وصُناع القرار؛ لاستهداف تطوير الأدوات والسياسات، والنماذج التي تعتبر ضرورية في تشكيل الحكومات المستقبلية.
وأكد رئيس الوزراء تقدير مصر الشديد للعلاقات المُتنامية بين البلدين، والتطلع لمزيد من التعاون الثنائي؛ لاسيما في مجال التجارة والاستثمار، وكذا امتداد الشراكة الاقتصادية لتنفيذ العديد من المشروعات، بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للجانبين.
كما أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وثمن الدعم الإماراتى الدائم لمصر، مؤكداً عمق العلاقات والروابط التاريخية بين الشعبين وقيادتي البلدين.
الدكتور مصطفى مدبولي أكد كذلك من ناحيته على حرص الحكومة المصرية على تعميق التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة فى كافة المجالات، لاسيما فى مجال التعاون الاقتصادى الذى يشهد تطورًا ملحوظاً.
كما أشار رئيس الوزراء إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين مصر والإمارات في مجال تطوير العمل الحكومي، مؤكداً حرصه على تبادل الخبرات بين البلدين في مجال الحكومة والإدارة.
انتقل الحديث خلال اللقاء بعد ذلك إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذى عبر عن خالص ترحيبه بالدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له، مؤكدا عمق ومتانة العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين.
كما أعرب سمو الشيخ محمد بن راشد عن تقدير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كما أشاد بالعلاقات الأخوية التى تربط بين قيادتي البلدين، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعميق التعاون مع مصر في كافة المجالات.
ومن جانبها، أشادت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالتعاون والتنسيق المستمر بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة، لاسيما في مجال الحوكمة، وأشارت بشكل خاص إلى مشروع مركز "خدمات مصر" في محافظة أسوان، والذي يعد مركزاً نموذجياً، حيث تم إنشاؤه ضمن مخرجات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات التحديث الحكومي، ويعتمد المركز منظومة ذكية مبتكرة لتقديم أكثر من 30 خدمة حكومية، تتضمن: خدمات الأحوال المدنية، والخدمات المصرفية ، وخدمات التوثيق، وخدمات السجل التجاري، وخدمات التنمية الصناعية، إضافة إلى الخدمات المرورية، فضلاً عن تقديم الخدمات التدريبية المتميزة، وأكدت "السعيد" أهمية متابعة جهود إنشاء المركز بما يحقق الأهداف المرجوة منه.
فى الإطار نفسه أعرب السيد محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية، عن تقديره للتعاون الذى يتم حاليا بين البلدين فى عدد من المجالات، منها مسابقة التميز الحكومي، التي تحظى باهتمام ودعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي الختام، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تمنياته بكل الخير والتطور والازدهار لدولة الإمارات الشقيقة في ظل ما تشهده من نهضة تنموية شاملة.
هذا اللقاء لا يمكن اعتباره بأى حال من الأحوال مجرد لقاء بروتوكولى، أو أنه لقاء جرى على هامش قمة مهمة شارك فيها رئيس الوزراء المصرى، ولكنها تأتى ضمن تأكيدات كثيرة على خصوصية العلاقة القوية بين مصر والإمارات والتى نستطيع أن نتحدث عنها كثيرا، فى مجالات متعددة ومختلفة.
تظهر لنا هذه العلاقة القوية والمتينة من انعكاس العلاقة التى تربط بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاكم دولة الإمارات، وهى العلاقة التى تعدت حدود العلاقات الرسمية بين حامين كبيرين لدولتين مهمتمين فى الإقليم إلى كونها علاقة بين صديقين، المشتركات بينهما كثيرة لا يستطيع أن يحصيها أحد.
لقد وقفت الإمارات مواقف تاريخية لا يمكن أن ينساها الشعب المصرى، ففى أحلك الظروف التى مرننا بها، كانت دولة الإمارات خير عون ومعين على مواجهة أزمات وشدائد أحاطت بمصر لعد أن انتشرت الفوضى ووقف دعاة التخريب لينال من مصر واستقرارها وأمنها، وما جرى يشهد عليه الجميع، فلا يخفى على أحد الدور الكبير الذى لابد أن يسجل باسم هذه الدولة التى كانت أمينة طول الوقتى على شقيقتها التى تعرف قدرها وقيمتها.
يلقى المصريون فى الإمارات حفاوة كبيرة، ولا أتحدث هنا عن المصريين المسئولين من وزراء وغيرهم، ولكن أتحدث عن الشعب المصرى العادى، سواء من يقومون بزيارة الإمارات أو من يعملون فيها، فهم يشعرون بالفعل أنهم فى بلدهم، لا يختلف هناك أى شئ عن هنا، وأعتقد أن هذا كان له أثر كبير فى تقوية العلاقات بين البلدين، فلا أذمر أبدا أن أزمة طرأت بسبب أى تصرف كما يحدق فى بلاد أخرى، فلم يكن هناك أباد فى أى وقت من الأوقات أى تراشق أو صدام لا إعلامى ولا غير إعلامى بيننا وبين الإمارات.
إن تقوية هذه العلاقات يأتى انعكاسا للسياسة الحكيمة التى انتهجها ويعمل بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهى سياسة تقوم على أننا جميعا يجب أن نتعاون لخير الإنسانية، فلابد أن نعمل جميعا من أجل التنمية والتقدم وتلبية اجتياجات الناس، فليس هناك ما يدعو إلى الصدام، طالما أننا قادرون على أن نتعايش جنبا إلى جنب فى سلام.
إن هذا اللقاء الذى حضره رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يؤكد أن العلاقات بين البلدين تسير فى الاتجاه الصحيح، وأن هناك تعاونا مثمرا وكبيرا فى الطريق، نبنى به على ما أسسناه قبل ذلك، وهو يحدث بقناعة كبيرة من الجانبين أن مصير البلدين واحد، فالتحديات كثيرة، وكل منا يملك ما يقدمه ليذلل هذه العقبات، وهو ما يجعلنا نتفاءل بدرجة كبيرة بالأيام القادمة التى ستنفتح فيها آفاق جديدة للتعاون والاستثمار، وهو ما سيكون حتما فى صالح الشعبين الشقيقين، فما يجمعنا هو الأساس، وما نحلم به هو الأصل الذى لا يمكن أننتازل عنه أبدا، لا الآن ولا فى المستقبل.