سمير رجب يكتب: د.علي المصيلحي الوزير.. الناجح تنيفيذيا وشعبيا!
- عندما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..!
- أليس من الأفضل الانسحاب في هدوء حتى يريح ويستريح؟!
- أنصح د.المصيلحي بألا يقترب من "الملح" ويكفيه "رغيف العيش"!
- "الفيتو".. لا سامحه الله!
- وسيلة "سخيفة" .. لاغتيال مصالح الشعوب
- أخشى ما أخشاه أن تكون الحكاية من أولها لآخرها توزيع أدوار!
د. علي المصيلحي رجل على مستول عالٍ من العلم والخبرة والشعبية.. حيث تخرج في الكلية الفنية العسكرية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في مجال الهندسة الإلكترونية.
وفور تخرجه سعت إليه شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات لتضمه إلى كوادرها واستمر يشغل بها وظيفة مرموقة لمدة 19 عاما متصلة.
وفي عام 2004 تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة هيئة البريد ومنذ الأيام الأولى لتوليه هذا المنصب أحدث تغييرات جذرية بها ويكفي أنه قلب النظام العتيق الذي كان نهجا في هذه الهيئة ليحولها إلى وحدة إنتاجية وخدمية على أعلى مستوى فأقبل عليه العاملون ليعترفوا بأنهم بالفعل أصبحوا ظاهرة هامة بدأت تشد اهتمام الجماهير في شتى ربوع مصر..
وبعد أن ذاع صيته أكثر وأكثر أردت أن أجري معه حوارا صحفيا حيث كنت وقتها أشغل منصب رئيس تحرير جريدة المساء فجاءني من يبلغني بأن الدكتور مصيلحي سوف يسعد إذا تم إجراء هذا الحوار في مكتبي وليس في مكتبه..
بصراحة أعجبتني مبادرته وبالفعل جاء إلى مقر الجريدة التي خصصت له مجموعة من أكفأ محرريها لإجراء الحوار.
***
هنا يقول د.علي المصيلحي: لقد حظيت بنقلة نوعية متميزة ومن يومها نشأت بيني وبينه صداقة رائقة حتى فوجئت يوما بزيارتي دون موعد سابق وبلا ترتيب سواء من ناحيته أو من ناحيتي.. ليقول إنه قرر ترشيح نفسه لمجلس الشعب عن دائرة أبو كبير محافظة الشرقية التي يتمتع فيها بشعبية ساحقة وشددت على يديه وشد على يدي ..بعدها فاز بالعضوية ومرة أخرى ليثبت للناس أنه واحد منهم كما أكد رئيس وأعضاء المجلس أنه لا يبغي من عضويته سوى الدفاع عن مصالح الجماهير لاسيما بعد أن أصبح رئيسا للجنة الاقتصادية حتى جاءت اللحظة الحاسمة عندما عرض عليه د.أحمد نظيف رئيس الوزراء في ذلك الوقت منصب وزير التموين الأمر الذي أوضعه في حيرة أخرى حيث يتطلب منصبه الجديد ألا يجمع بين الوزارة والمجلس.
لكن عندما نصحته بالبقاء في المجلس نظر إلي متعجبا ثم انصرف من مكتبي..وفي أعماقه القرار الذي لم يفصح عنه حتى صدر التشكيل الوزاري في 15 يوليو عام 2004 والذي شمل من بين ما شمل د. علي المصيلحي.
ثم..ثم.. ومنذ أحداث 25 يناير 2011 التي أسفرت عن استقالة حكومة أحمد نظيف الذي تم اختياره بعدها لرئاسة الوزراء مرة أخرى.. والتي كان من بينها أيضا علي المصيلحي وانطلاقا من ثقته في ناخبيه رشح نفسه مرة أخرى لمجلس النواب ليفوز بأغلبية ساحقة.. وجاء شريف إسماعيل -رحمه الله- الذي كلف برئاسة الوزارة ليكرر د.علي المصيلحي لمنصب وزير التموين مما اضطره لتقديم استقالته من جديد من مجلس الشعب.
***
ثم جاء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الحالي ليضمه إلى وزارته التي مازالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
***
الآن بعد هذا العرض الذي اتسم بالحيادية الكاملة .. أقول لـ د.علي المصيلحي: ها هي نجاحاتك التي لا يمكن إنكارها وها هي الظروف التي جعلت أصوات الناس تئن بالشكوى ولعل المشاهد التي نراها على شاشات التليفزيونات والتي تظهر عدم رضا الجماهير عن وزارة التموين بوضعها الحالي والذين استقبلوك استقبالا لا يتفق مع نواياك الصحيحة فإني أنصحك بالانسحاب الهادئ .. وتأكد أن الناس سيكبرون شجاعتك وشهامتك وجرأتك وحرصك على تلبية احتياجات الجماهير.
وليس واردا أن يكون سبب هذا الانسحاب بمثابة فشل في أدائك بل بالعكس فسوف تثبت من جديد أنك رجل والرجال قليل.
***
اسمحوا لي في البداية أن أقول بكل صراحة ووضوح إن الحرب إذا اندلعت شرارتها في شبه جزيرة سيناء فإن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لن يكون وحده الذي يتحمل مسئولية هذا الدمار الذي يمكن أن يحل بالعالم كله..!
لماذا؟!
لأنه ليس من المعقول واقعا وعمليا وأيضا نظريا أن يكرر كبار هذا العالم رفضهم لما يرتكبه نتنياهو من مجازر ضد أهل غزة وأن يخترع وسائل تعذيب الأطفال والنساء والأجنة في بطون أمهاتهم .. !
أقول ليس من المعقول أن يحدث كل ذلك وهؤلاء الكبار يعجزون عن إجبار إسرائيل على التوقف عن العمليات العسكرية التي يقومون بها ليلا نهارا في نفس الوقت الذي أقاموا فيه الجسور الجوية لتصل الأسلحة لهم دون حساب بل وبلا ضابط أو رابط!
***
من هنا فتلك الدول تتحمل نتائج أي حرب قادمة إقليمية أو عالمية خصوصا وهم يرون بأعينهم الطائرات الحربية الإسرائيلية وهي تدك كل مرتخص وغالٍ وما من مغيث.
أنا شخصيا أخشى ما أخشاه أن تكون الحكاية برمتها بمثابة توزيع أدوار .. أي تواصل إسرائيل حملتها للقضاء على الفلسطينيين قضاء مبرما ثم تجيء أمريكا لتشجب وبريطانيا لتحذر بينما الحقيقة على أرض الواقع مختلفة تماما.
***
من هنا أرجو الأمريكان أن يراجعوا مواقفهم بكل دقة وصراحة أيضا نفس الحال بالنسبة للبريطانيين ولن أجد حرجا أيضا إذا طالبت الفرنسيين بالسير على نفس النهج فإن الشعوب جميعها تعاني من ظروف اقتصادية صعبة نتيجة ما خلفه فيروس كورونا وبسبب القتال الدائر بين روسيا وأوكرانيا في شرق أوروبا.. ثم..هذا الدمار والخراب اللذان لم يستشعرهما الناس ربما إلا بعد ضرب اليابان بالقنبلة الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية.. وبالتالي يستحيل أن تستسلم الشعوب لسلوكيات حكامها المشبوهة وبالتالي تندلع الثورات في شتى بقاع الأرض..!
***
على أي حال لم يعد الأمر الآن قاصرا على إذاعة البيانات هنا وهناك بل حان وقت المواجهة الصريحة والحاسمة فمن يقدر على ذلك إلا من كان يملك السلاح والمال والرجال؟
دعونا نعترف بأن السلاح والمال متوافران بينما ليس من السهولة توفير الرجال..
أنا شخصيا تتراءى هذه الصور أمامي.. واللهم قد أبلغت اللهم فاشهد..
***
و..و..شكرا