الخميس 31 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

أجدّد العهد بمواصلة السير على دربكِ والالتزام بمبادئك النبيلة

د.سعاد كفافى علامة مضيئة فى الحياة ودرس فى العطاء والإخلاص 

رحمكِ الله يا أمى.. "القلب النابض" للتعليم والمسؤولية المجتمعية

ستظل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا صرحاً يعانق سماء العلم والمعرفة

فى ذكرى ميلادكِ، يا أمى، أجد الكلمات تتساقط كأوراق الخريف، لا يمكنها الوقوف أمام عظمة ما أنتِ عليه، وما تركتِه خلفكِ من أثر لا يمحى ، لقد كانت الأيام الماضية شاهدة على قوة حضوركِ، حتى بعد أن قدر لكِ أن تغادرينا بجسدكِ. ولكن روحكِ، أفكاركِ، وإنجازاتكِ، ما زالت تنبض بالحياة فى كل ركن من أركان جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ذلك الصرح التعليمى الذى تأسس بحلم، واليوم أصبح حقيقة تعانق سماء العلم والمعرفة.

أمى الغالية، مع كل شروق شمس، أجدكِ هناك. فى الصفوف، فى المحاضرات، فى الأبحاث، وفى عيون الطلاب الذين يجدون فى هذه الجامعة ملاذًا لطموحاتهم وأحلامهم. لقد كنتِ وما زلتِ المثال الذى نتطلع إليه فى الإصرار والعزيمة والتفانى فى العمل .

لم تكن إنجازات هذا الصرح العظيم، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وليدة الصدفة أو مجرد طفرة عابرة. بل هى نتاج رؤية واضحة، وتخطيط دقيق، وعمل دؤوب، وإيمان راسخ بأهمية العلم ودوره فى بناء الأمم. هذه الجامعة التى أخذت على عاتقها مهمة إعداد الأجيال ليكونوا قادة المستقبل، وليس مجرد خريجين يحملون شهادات علمية.

فى هذه الذكرى العزيزة، أجدد  العهد معك يا "قاهرة المستحيل" بمواصلة السير على الدرب الذى رسمته يداكِ، وتعزيز مبادئ المسؤولية المجتمعية التى كنتِ دومًا تضعينها على رأس أولوياتكِ. 

فقد كانت الجامعة ولا تزال تجسد معنى الانتماء للوطن والإنسانية، حيث كنتِ تؤمنين بأن العلم ليس فقط لبناء العقول، ولكن أيضًا لتغيير المجتمعات وتحسين حياة الناس. لذلك، ستظل الجامعة تضع فى قلب اهتماماتها مشاريع تخدم المجتمع، وتوفر الفرص للمحتاجين، وتشجع على التطوع وخدمة الآخرين، تمامًا كما كنتِ تفعلين. يحتفل العالم فى هذه الأيام بالمرأة، وأنا أحتفل بأعظم امرأة فى حياتى، والدتى، التى كانت تعتبر العلم نورًا يمكنه أن يضيء الدروب الأكثر ظلمة فى حياة البشر. أراكِ فى كل درس تعلمته وفى كل خطوة اتخذتها. قد تكونين رحلتِ عن عالمنا، لكنكِ باقية فى داخلى، فى إرثكِ الذى لا يموت، فى جامعتكِ التى تزدهر، وفى قلوب كل من عرفكِ وتأثر بكِ.

الحنين إليكِ يتجدد مع كل ذكرى، يتجدد مع كل إنجاز يُحقق فى هذه الجامعة التى هى ثمرة عمركِ ، وأعدكِ بأن أحافظ على هذا الإرث وأن أضيف إليه، وأن تبقى رؤيتكِ حية ونابضة بالحياة، موجهًا نبراس العلم للأجيال القادمة ، فقد تعلمت منك كيف أكون مربيًا قبل أن أكون رجل أعمال، وكيف يكون النجاح معناه أكبر من النجاحات الفردية، وأن يكون نجاحًا يشارك فيه الجميع.

اليوم، فى ذكرى ميلادكِ، أجدّد الوعد والعهد، ليس فقط لكِ ولكن لكل طالب وطالبة فى هذه الجامعة، ولكل فرد فى مجتمعنا ، وسأستمر فى العمل بكل ما أوتيت من قوة لضمان أن تظل جامعتكِ مصدر إلهام، وأن تظل أحلامكِ وأفكاركِ تنير درب العلم والمعرفة لكل من يأتى بعدنا.

فى لحظات الصمت والتأمل عندما تغفو الأصوات وتبقى الذكريات، أجدنى أسيرًا فى ممرات جامعتكِ، أتلمس جدرانها، وكأن كل حجر فيها يحكى قصة من قصصكِ، ويعكس صورة من صور عزيمتكِ ، وفى ذلك الهدوء، أدرك الإرث العظيم الذى خلفتِه وراءكِ، والأثر الباقى الذى لا تمحوه الأيام.

فى الذكرى العطرة لميلادكِ، يا أمى الغالية، أقف لأعبر عن امتنانى العميق لكِ. لقد كانت حياتكِ رسالة حب، وكان عطاؤكِ بلا حدود، وكانت حكمتكِ منارة تهدينا فى ظلمات الحيرة والشك. يا من كنتِ القلب النابض لهذه الجامعة، أقسم أن أحافظ على نبض هذا القلب قويًا وثابتًا، وأن أواصل ما بدأتِه بكل الحب والإخلاص.

أعدكِ بأن تبقى جامعتكِ مركزًا للعلم والتنوير، ملاذًا للباحثين عن المعرفة، ومنبعًا لأجيال تبنى ولا تهدم، تعلم ولا تجهل، تساعد ولا تعرقل. سأواصل السير على دربكِ، مجسدًا مبادئكِ فى كل خطة وقرار، ومحافظًا على قيم الجامعة ومكانتها فى المجتمع.

سأحرص على أن تظل جامعتكِ تشع بالأمل فى قلوب الشباب، تنشر الخير فى أرجاء المجتمع، وتكون مثالًا يحتذى به فى العطاء والتقدم.

رحمكِ الله يا من كنتِ مصدر الإلهام والقوة، يا من كنتِ الأم والمعلمة والمرشدة. وإن كانت الكلمات تعجز عن وصف مدى افتقادنا لكِ، فإن الأعمال، بإذن الله، ستكون خير معبر عن مدى تقديرنا وحبنا لكِ. ستبقى ذكراكِ خالدة فى قلوبنا، وستظل إرادتكِ وحلمكِ يقوداننا نحو مستقبل مشرق بإذن الله.

أمى الغالية أدعو الله أن يتقبلكِ فى الفردوس الأعلى، ويبقى اسمكِ علامة مضيئة فى تاريخ التعليم، وسيرة حياتكِ درسًا يُدرس فى العطاء والإخلاص والمسؤولية.

وأخيرًا، ستظل كلماتكِ وتعاليمكِ حية فينا، وسنحمل مشعلكِ بكل فخر وعزة، مواصلين مسيرتكِ نحو الرقى والتنوير، من أجل غدٍ أفضلٍ للإنسانية جمعاء.

رحمكِ الله يا أمى .. يا أعظم أم فى الوجود.

تم نسخ الرابط