د. سمير فرج يكتب : تطوير وتحديث الجيوش أهم مبادئ العصر الحديث
- زمان.. كنا نجرى 500 متر لقياس المسافات بعد الرماية
- الآن .. يتم ذلك إلكترونيا.. والرماة لا يتحركون!
- طلبة الكليات العسكرية يدرسون اللغات والحاسبات الآلية وعلوم الفضاء والأقمار الصناعية
يعتبر التطور أحد ثوابت، وسمات العصر الحديث، فى كافة مجالات الحياة، وإذا ما تحدثنا عن المجال العسكرى، فقد حظى بأكبر قدر من التطور، والدليل على ذلك ما نراه اليوم فى الحروب الحديثة، الذى استلزم تطوير الأسلحة والمعدات. ومما ناله التطوير فى ذلك المجال، كانت الكليات العسكرية، مصانع الرجال، بما تؤديه من دور مشرف فى إعداد الشباب لخدمة أوطانهم، وتأهيلهم لتولى مراكز قيادية فى جيوش بلادهم، وهو ما يعد الدافع وراء الاهتمام الذى توليه جيوش الدول، للكليات العسكرية بها، لتخريج ضباط قادرين على التعامل مع الأسلحة والمعدات المتطورة.
فعلى سبيل التبسيط، أتذكر دراستى بالكلية الحربية، أثناء التدريبات فى ميادين الرماية، بوسط الصحراء، أننا كنا نجرى لمسافة 500 م، بعد تنفيذ الرماية، لقياس المسافات ومعرفة النتيجة، أما اليوم، يطلق الرامى طلقاته، التى يتم متابعتها إلكترونياً، بواسطة الحاسبات الآلية، لتحديد أماكن وقوع الطلقات، وبالتالى احتساب نتيجة الرماية، بل وتوضيح الأخطاء التى ارتكبها الرامى، للعمل على تصحيحها فى الرماية التالية.
ولمواكبة مثل تلك التطورات، قامت قواتنا المسلحة بتطوير كلياتها العسكرية، وأنشأت الأكاديمية العسكرية، الجديدة، المكونة من أربع كليات؛ الحربية والبحرية والجوية والدفاع الجوى، تحت إدارة واحدة فى العاصمة الإدارية الجديدة، مع الإبقاء على مقر الكلية البحرية فى أبو قير، على البحر المتوسط، ومقر الكلية الجوية فى بلبيس، حيث يوجد المطار المجهز لتدريبات طلبة الكلية.
كما تم تطوير مناهج تلك الكليات العسكرية، بالتعاون مع نظرائها فى إنجلترا، وفرنسا، والولايات المتحدة، مع إنشاء معامل حديثة للغات، والحاسبات الآلية، وعلوم الفضاء، والأقمار الصناعية، والليزر وغيرها من المعامل المتخصصة. يضاف إلى ذلك معامل شبكة الاتصالات التى تعمل بالأقمار الصناعية، ومعامل قياس الثبات الانفعالى للطالب، ومعامل فنون القتال، بل وحتى المباريات الحربية التكتيكية للطلبة، وميادين اللياقة البدنية، فكلها تعمل وتدار بأحدث الأنظمة الإلكترونية، وهو ما أهل الكلية الحربية، فى العام الماضى، للحصول على أعلى شهادات الجودة العالمية. وأصبحت كلياتنا العسكرية قادرة على تخريج ضباط متميزين، ومسلحين بأرقى درجات العلوم العسكرية، وعلوم التكنولوجيا الحديثة، واللغات بما يؤهلهم لاستخدام أحدث أنواع الدبابات والطائرات والصواريخ والمدفعية، بكفاءة واحترافية.