- اختفاء أحمد آدم عن الساحة 4 سنوات سينمائيا ومسرحيا
- الفنان لم يعد قادرا على إضحاك الجمهور وبرنامجه الأخير لم يحقق نجاحا
لم يعد اليوم كالأمس، أو بمعنى أدق "دوام الحال من المحال"، إذ بات من الصعب أن تجد فنانا مدة صلاحيته تستمر 10 سنوات خاصة فى أجيال الألفية الثالثة، الذين منذ ظهورهم على الساحة يبحثون عن المال ويلهثون حول الشهرة، بخلاف نجومنا الكبار الذين نعيش على أمجادهم إلى الآن والذين كانوا يعرفون شروط البقاء على القمة، لذلك لم يهتزوا أبدا فوقها، دائما كانوا أقوياء فى معركة المنافسة، وظلوا نجوما كبارا حتى وارى جسدهم الثرى، وظل جيل وراء جيل يسلم الراية إلى أن وصلنا لمرحلة لم تجد فيها الراية من يحملها، فهذا الجيل المتواجد حاليا لا يقوى على حمل شىء، فهم للأسف أصحاب مواهب قليلة ظهروا على الساحة لعدم تواجد مواهب من الأساس وهو ما دفع بوجود نجوم شباك ليس لهم معنى ولا موهبة ولا أى شىء، هم فقاقيع نجوم ليس إلا.
النجم أحمد آدم أحد النجوم الذين برعوا فى تقديم الكوميديا، سواء فى السينما أو المسرح أو حتى البرامج، واشتهر أحمد آدم بتقديم البرامج الساخرة منها برنامجه الشهير "بنى آدم شو" والذى سبق أن قدمه منذ سنوات على شاشة تلفزيون الحياة وحقق نجاحا كاسحا، وعاد أحمد آدم العام الماضى لتقديم نفس البرنامج وناقش فى البرنامج بعض الظواهر والسلوكيات الاجتماعية فى إطار كوميدى وساخر، كما مزج البرنامج بين الاستاند أب كوميدى والأغانى، وتعمد استضافة بعض نجوم المحتوى الكوميدى على السوشيال ميديا، لكن هذه المرة لم يكن أحمد آدم كما كان من ذى قبل، رغم اجتهاد أحمد آدم بكل ما أوتى من قوة لنزع الضحكة من المشاهدين لكن يبدو أن الزمن أصبح ليس زمن القرموطى، رغم ما يتمتع به الفنان أحمد آدم، من حس كوميدى، يمكنه من مناقشة القضايا والموضوعات، بطريقة جاذبة للمشاهد، فضلا عن قدرته على الإلمام بكافة تفاصيل الحياة اليومية للمواطن المصرى من خلال برنامج كان له أرضية لدى المشاهد، وفجأة توقف البرنامج ولم يعد يظهر آدم.
وأحمد آدم من الفنانين الكوميديين الذين تفاعل معهم الجمهور بقوة منذ ظهوره فى البرنامج الأشهر "سر الأرض" على التلفزيون المصرى، والذى أبدع خلاله شخصية "القرموطى" التى اشتهر من خلالها، لكن بعد المسيرة الكبيرة لأحمد آدم اختفى بريقه وأفل نجمه، ولم يعد قادرا على الجذب، رغم نجاحه فى العديد من الأفلام السينمائية التى قدمها، فمن السهرات التليفزيونية مثل "فتش عن الرجل" و"العائلة" و"الدنيا صغيرة جدًا" و"إن فاتك الميرى"، وبعض المسرحيات "لا يا سى زكى" و"انت حر" و"المهزوز" عرف الجمهور أحمد آدم كممثل موهوب يتمتع بحس كوميدى، هذا الشاب الذى يرتدى نظارة "مقعبرة" وملابس تكاد تكون غير مناسبة مع جسده النحيف، لكن ما لبث حتى انتبه لهذه الموهبة الفنان محمد صبحى وقدمه معه فى عدد من الأعمال منتصف الثمانينيات منها مسرحية "الهمجى" ومسلسل "سنبل بعد المليون" وفيلم "العبقرى خمسة" وغيرها.
انتشر أحمد آدم فى هذه الفترة سينمائيًا فى أغلب أفلام النجوم عادل إمام، أحمد زكى، عمرو دياب، وليلى علوى، إذ شارك فى "المنسى" و"الهروب" و"ضحك ولعب وجد حب" و"إنذار بالطاعة" و"شباب فوق البركان"، وغيرها، وقتها كان اسم أحمد آدم يكتب صغيرا على الأفيش بعد الأبطال، حتى جاء عام 1994 ليقدم شخصيته الأشهر "القرموطى" فى مسلسل "سر الأرض" وبدأ من وقتها النجاح يعرف طريقه للممثل الشاب بعد نجاح مسرحية "فيما يبدو سرقوا عبده"، وأصبح يقدم بطولات جماعية فى أكثر من عمل سينمائى منها "يا تحب يا تقب" و"ولا فى النية ابقى" و"تحت الربع بجنيه وربع"، وفى عام 2000 بدأ الزهر يلعب مع "القرموطى"، وقدم أولى بطولاته بفيلم "شجيع السيما" وتصدر اسمه الأفيش، وبعده "الرجل الأبيض المتوسط" ثم "فيلم هندى" و"هو فى إيه" و"معلش احنا بنتبهدل" و"صباحو كدب" وحتى "شعبان الفارس" ومع نجاحه سينمائيا كان نجاحه فى المسرح متوازيا بـ"حودة كرامة" و"ربنا يخلى جمعة" و"برهومة وكلاه البرومة"، بعد نجاحه فى السينما والمسرح، ذهب لتقديم برنامجه "بنى آدم شو" ونسى السينما 8 سنوات، حتى عاد بأفلام "القرموطى فى أرض النار" و"قرمط بيتقرمط" و"صابر وراضى" وجميعها لم يحقق النجاح المرجو منه، وإلى الآن يغيب أحمد آدم عن الساحة منذ تقديم فيلمه الأخير عام 2020 وظهر بعدها كضيف شرف ولم يقدم أى جديد.