الأربعاء 26 يونيو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
سيد أبو زيد - صورة
سيد أبو زيد - صورة أرشفية

ما أشبه الليلة بالبارحة.. عمت الاحتجاجات الطلابية كافة الجامعات الأمريكية ضد التحيز الأعمى للإدارة الأمريكية لإسرائيل وامتدت إلى العديد من دول العالم بالرغم من اعتقال مئات المحتجين ، وهذا أدى إلى إعلان هالة غريط المتحدثة والناطقة باللغة العربية باسم الخارجية الأمريكية استقالتها لتكون المسئول الثالث الذى يقرر ترك منصبه فى الوزارة ، وكتبت غريط على موقع لنيكر إن ( استقلت فى إبريل 2024 بعد 18 عاما من الخدمة المتميزة اعتراضا على سياسة الولايات المتحدة فى غزة) وجدير بالذكر أنها انضمت إلى الخارجية منذ نحو عقدين كمسئولة سياسية وحقوقية وتزيدات التوترات فى الجامعات الأمريكية بين الطلاب المحتجين ، وقوات فض الشغب مما أدى إلى إرجاء إدارة جامعة كولومبيا الموعد النهائى الذى حدد لفض اعتصام الطلاب فى الحرم الجامعى ، وتراجع مكتب رئيسة الجامعة عن المهلة المحددة لتفكيك الخيام التى نصبها حوالى 200 طالب وذكر المكتب فى بيان ( لقد أحرزت المفاوضات تقدما مثمرا كما هم مخطط لها ) ورغم أن إدارة الجامعة لم تطلب تدخل الشرطة لفض مخيمات المتظاهرين ، فإن إحدى المنظمات الأمريكية تقدمت بشكوى اتحادية تتعلق بالحقوق المدنية ضد الجامعة ، وطالبت منظمة فلسطين القانونية ، وهى جهة تسعى إلى حماية الحق فى التحدث علنا نيابة عن الفلسطينيين فى أمريكا وزارة التعليم بالتحقيق فى ممارسات إدارة جامعة كولومبيا واتهمتها بالتمييز ضد المؤيدين للفلسطينيين ، وامتدت الاجتجاجات من لوس أنجلوس إلى نيويورك ، وواشنطن مرورا بأوستن ، وبوسطن ، وشيكاغوا ، واتلانتا وشملت الاعتصامات والمظاهرات جامعات أمريكية مرموقة عالميا مثل هارفارد ، وبيل ، وبرنيستون ، وأربكت الاحتجاجات الطلابية الأمريكية البيت الأبيض وأجلت العدوان الهمجى لنتنياهو واستكمال الإبادة الجماعية لأهالى رفح حيث مازالت الولايات المتحدة تواصل دعمها إسرائيل حيث أمدتها بـ 26.4 مليار دولار بخلاف الذخيرة والطائرات والمعدات العسكرية التى تعد أحدث ما أنتجته ترسانة السلاح الأمريكى ليتم تجربته فى شعبنا العربى الفلسطينى الأعزل ، ونجحت هذه الاحتجاجات فى كشف وفضح الإدارة الأمريكية ، وسياسة ازدواجية المعايير واشتعلت الاحتجاجات نتيجة تدخل إدارة شرطة نيويورك حيث قام ضابط أمريكى بإطلاق النار عن طريق الخطأ من بندقيته على حرم جامعة كولومبيا أثناء إبعاد المتظاهرين عن أحد المبانى كما قام رجال الشرطة باجتياح الخيم التى أقيمت فى كاليفورنيا ، ولوس أنجلوس مستخدمين القنابل الضوئية ، ومعدات مكافحة الشغب وأفادت شرطة لوس أنجلوس  بأنه اعتقل 210 أشخاص فى جامعة كاليفورنيا إلى جانب اعتقال المئات فى جامعات أخرى ، واقتحام جامعة كولومبيا أشعل الاحتجاجات فى العديد من الجامعات العالمية ، حيث قامت الشرطة فى منهاتن بإخلاء مخيم فى جامعة نيويورك وأفادت شبكة سى إن إن  الأمريكية بأن جامعة نيو سكوك فى نيويورك تحولت إلى التعليم عبر الإنترنت بعد الاحتجاجات فى الحرم الجامعى ، وعقب اعتقال أكثر من 200 متظاهر بعد تفريق الشرطة مخيم احتجاج أقيم فى حرم جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس قال بايدن " إن الاحتجاجات المستمرة فى الجامعات  فى جميع أنحاء الولايات المتحدة بشأن الحرب على غزة تدفعه إلى إعادة التفكير فى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط " وأكد أن دفاعه عن الحق فى التعبير ، وحث المتظاهرين على احترام القانون بينما دعا ترامب إلى قمع المتظاهرين بعد احتشاد الطلاب فى العديد من الجامعات الأمريكية ونصبوا الخيام داعمين أهالى غزة مطالبين بوقف إطلاق النار والمطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات التى تدعم الحكومة الإسرائيلية   ..  وامتدت الاحتجاجات إلى جامعة السربون بفرنسا ضد نتنياهو مطالبين ماكرون بالتدخل لوقف الحرب وأضرب عن الطعام طلاب جامعة العلوم السياسية فى باريس تضامنا مع أهالى غزة  وساعدت الاحتجاجات فى جامعة كولومبيا فى إثارة حركة طلابية أكبر على مستوى جامعات العالم بعد أن استعانت رئيسة الجامعة بشرطة نيويورك للتدخل وإنهاء اعتصام الطلاب لأنهم رفضوا المغادرة وخلقوا بيئة مضايقة ومخيفة للعديد من زملائهم وهذا أدى إلى امتداد المظاهرات الطلابية التضامنية مع غزة لتصل إلى الجامعات فى المكسيك ، وفرنسا ، وسويسرا ، وأستراليا ، والهند ففى المكسيك تجمع عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين من الجامعة الوطنية المستقلة فى المكسيك ( U.N.A.M  ) أكبر جامعة فى البلاد تضامنا مع الاحتجاجات المماثلة التى تحدث فى الجامعات الأمريكية ، وتسحب استثماراتها من أى شيء يدعم الفصل العنصرى لإسرائيل ، والاحتلال والاستيطان غير القانونى ، وإنهاء الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ، وامتدت الاحتجاجات إلى الجامعات بأنحاء المملكة المتحدة بعد مظاهرات  الجامعات الأمريكية ، وإنشاء الطلاب معسكرا فى ساحة جامعة وارويك فى مدينة كوفنترى لمدة أسبوع ، كما نصبت الطلاب خياما فى ليدز ونيوكاسل ، وبريستول خارج مبانى الجامعات ، وكتبت حملة التضامن مع فلسطين وهى منظمة مقرها المملكة المتحدة تقول إنها أكبر مجموعة بريطانية مكرسة لتأمين حقوق الإنسان الفلسطينية على موقع اكس.. إن طلابا من ليدز ونيوكاسل ، وبريستول وسيفيك انضموا إلى وارويك بأن تتوقف الجامعات عن الاستثمارات فى الجامعات الإسرائيلية ، ووقف الإبادة ونصب فى كلية لندن الجامعية الطلاب البريطانيون ما يقرب من 15 خيمة ، وطالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات التى تزود إسرائيل بالسلاح وإدانة جرائم إسرائيل والتعهد بإعادة بناء جامعات غزة ، وفى فرنسا قام الطلاب فى العديد من الجامعات الفرنسية ، ومنها سانيس ، وجامعة السربون بالاعتصام فى جامعتهم احتجاجا على الحرب فى غزة ، وأصبحت جامعة " سانيس بو" التى تقع وسط باريس مركز الاحتجاجات للطلاب الفرنسيين بشأن الحرب والعلاقات الأكاديمية مع إسرائيل ، والتى انتشرت فى جميع أنحاء فرنسا ، وأغلقت الجامعة أبوابها وسط تواجد مكثف للشرطة حول المبنى الرئيسى وشوهدت الشرطة الفرنسية وهى تدخل المبنى الرئيسى  لجامعة سانيس وأفادت رويترز بأن الشرطة دخلت المبانى وأخرجت العديد من المتظاهرين الذين بلغ عددهم 700 شخص بالداخل ، وفى الجامعة الوطنية الأسترالية قام متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين بزراعة شجرة زيتون فى مروج الحرم الجامعى ، وفى لوزان أكبر مدينة سويسرية اعتصم نحو مائة خيمة فى مدخل مبنى فيوبوليس فى جامعة لوزان ، وفى جامعة جواهرلال نهرو      " L . I . N . U "  فى نيو دلهى احتجاجات تضامنية مع طلاب كولومبيا فى أمريكا بالتزامن مع زيارة متوقعة للسفير الأمريكى لدى الهند .

وهذه المظاهرات والاحتجاجات تذكرنا بالمظاهرات العارمة التى اندلعت فى مارس 1968 فى فرنسا ضد الحرب الأمريكية على فيتنام ، وقوبلت بعنف شديد من الشرطة فاشتعل الموقف وزادت الاحتجاجات صلابة لتعم معظم الجامعات والمدارس فى معظم فرنسا ، وانضم إليها العمال حيث قام ما يقرب من 11 مليونا بالإضراب مما اضطر الرئيس الفرنسى شارل ديجول إلى الفرار إلى ألمانيا سراً ، وكذلك مظاهرات الطلاب المصريين فى الجامعات المصرية احتجاجا على المحاكمات الصورية عقب النكسة لقادة سلاح الطيران .

وعلينا أن ندعم ونحيى هذه الاحتجاجات لأنها فضحت إسرائيل التى تتغنى بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط ، وكذلك الإدارة الأمريكية.

 

تم نسخ الرابط