الإثنين 01 يوليو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

تفاءلوا خيرا.. سقوط "سفاح القرن" على الأبواب!

الكاب الصحفى سمير
الكاب الصحفى سمير رجب - صورة أرشفية

فشل في تحقيق وعوده.. وبالتالي ستدوسه الأقدام

مع "حماس" جنبا إلى جنب.. في مفاوضات الهدنة!

الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.. أفقده البقية الباقية من عقله!

أرجوكم تفاءلوا خيرا..!

أكرر تفاءلوا خيرا.. ولكن:

 

فعلا.. ولكن كيف نتفاءل خيرا وسفاح القرن بنيامين نتنياهو مازال مصرا على إبادة الفلسطينيين فردا.. فردا.. وفي سبيل ذلك يتخذ كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة.. لتحقيق هدفه الذي تحوطه كافة أنواع الحقد والكراهية والرغبة الضارية في الانتقام الصارخ والبشع.. 

هنا.. أقول إن ذلك السلوك "المهووس" الذي ينهجه نتنياهو دون وازع من ضمير أو دين أو أخلاق..هو الذي يودي به إلى أسفل سافلين!

واسمحوا لي أن أقدم لكم عدة مبررات أو حيثيات:

أولا: هذه الحرب الضارية التي يشنها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين لم تحقق لهم ما كانوا ينشدونه على أرض الواقع والذي يتلخص أولا وأخيرا في القضاء قضاء مبرما على حركة حماس فإذا بهذه الحركة رغم قتل الكثير من زعمائها وكوادرها وأعضائها المؤثرين تظل قائمة بل هي التي تجري مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار.. وتبادل الأسرى وتلك كلها عوامل من شأنها إدخال نتنياهو ضمن قائمة المنهزمين والذين طردوا من موقعهم شر طردة.

ثانيا: الضغط الشعبي العنيف ضد بنيامين نتنياهو بسبب فشله في إعادة أسراه وقد تمثل هذا الضغط الشعبي في مظاهرات حاشدة تطوف شوارع العاصمة تل أبيب طوال الليل والنهار والتي يحاصر بعضها مقر إقامة رئيس الوزراء.

"الجريح" في إصرار على ضرورة إقالته من جانب رئيس الدولة.

ثالثا: هذه الضربة القاصمة من جانب معظم دول العالم والتي تمثلت في اعتراف 144  دولة من بين 193 بفلسطين المستقلة وهو ما أشعل نيران الغضب أكثر وأكثر في صدور الإسرائيليين داخليا وخارجيا.. ليس هذا فحسب بل إن إعلان كلٍ من إسبانيا وأيرلندا والنرويج عن توثيق اعترافهم ثم إيفاد مندوبيهم للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني في مقر عمله وتسليمه الوثيقة تلك كلها مشاهد تنبئ بسقوط من كان يتوهم أنه القادر وحده على توفير الأمن للإسرائيليين.. فإذا بهذا الأمن ينهار تحت الأقدام..!

واستنادا إلى كل تلك الحقائق فإن أي تحليل علمي أو سياسي أو عسكري يؤكد أن نهاية الثعلب المغوار قد أوشكت على الاقتراب.

في النهاية تبقى كلمة:

قد يقول من يقول إن إزاحة سفاح القرن من المشهد الأساسي لا تعني أن إسرائيل سوف تتخلى عن سياستها المقيتة التي قامت على أساسها والتي يرفضون بمقتضاها إقامة دولة فلسطين مستقلة وأن يوفروا لشعبها حرية العمل وحرية العقيدة وحرية التنقل..

لا.. أبدا.. أبدا.. إن سقوط نتنياهو كفيل بتصحيح كل المواقف الخاطئة.. ومن أجل ذلك قلت لكم في بداية المقال.. تفاءلوا خيرا.. وهاأنذا أكرر نفس العبارة في نهايته.. 

و..و..والأيام بيننا.

لم يكد يمضي على قرار محكمة العدل الدولية سوى دقائق معدودة حتى كانت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية تدك منازل الفلسطينيين في رفح بل أضافت إليها أيضا كلا من بيت حمدان مع خان يونس ودير البلح فضلا عن هدم المستشفيات على رؤوس من فيها من جرحى ومرضى وأطفال لا يجدون شبرا واحدا في حضانة لم تعد صالحة للاستعمال من أساسها.

أيضا.. عندما أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه يسعى لإصدار أحكام ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هاج وماج السفاح الأكبر ومعه أعضاء حكومته من الإرهابيين وما في حكمهم معلنين في  بجاحة عدم اعترافهم بأحكام المحكمة الدولية ومحذرين أي دولة من دول العالم من تنفيذ قرارها وبالتالي الامتناع عن تسليم نتنياهو تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

وكالعادة طار نتنياهو إلى واشنطن ليلتقي الرئيس بايدن محرضا إياه على معاقبة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية وللأسف استجاب الرئيس وقرر تكليف الكونجرس بإعداد قرار بذلك..

 يعني ببساطة شديدة يريدون رغم أنف أي قوانين واتفاقات دولية وقانونية..تحويل الجاني إلى"ضحية" وليلقوا بآلاف الضحايا الحقيقيين وسط جحيم النيران.. لتشوى وجوههم وتمزق أجسادهم وأجساد أبنائهم وبناتهم بلا هوادة أو رحمة مع تهديدات مستمرة ودائمة باتخاذ إجراءات أقسى وأفظع.." واللي عاجبه"..!

كل ذلك يجري ويحدث أمام ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يلقى النقد والهجوم من جانب الرئيس الأمريكي نفسه ورغم ذلك مازالت حقول الدماء تغطي شوارع وبيوت ورمال غزة وضواحيها ومخيمات اللاجئين الذين يفرون من الموت قصفا بالصواريخ لتقتلهم قنابل الطائرات وهاونات المدافع .. وأيضا لا مغيث..!

إذن.. والحال هكذا ماذا بعد؟!

الآن لم يعد هناك أي حل لذلك العدوان الضاري وتلك الهمجية التي تمارسها إسرائيل ضد أناس لا حول لهم ولا قوة سوى بإجبار حكومتها على التوقف عن إطلاق النار وكذلك كافة الأعمال الانتقامية لمدة لا تقل عن 45 يوما على سبيل المثال..!

وهنا يثور سؤال آخر ومن الذي يجرؤ على إجبار بنيامين نتنياهو على أن يفعل ذلك؟!

دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا.. ونقول أمريكا هي القادرة بحكم عوامل كثيرة وعلاقات مفتوحة ومشاعر دفينة وغير دفينة على إقناعه ولا أقول إجباره على وقف هذا العدوان الضاري وغير المسبوق في أي مكان بالعالم.

ولعل بايدن يكون بالفعل قد بدأ يخطو خطوات واقعية وعملية وجريئة حيث اتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسي معربا له عن تقديره وشاكرا الرئيس السيسي  على ما تبذله مصر من محاولات.. للوساطة بين الطرفين المتنازعين.

المطلوب من الرئيس بايدن الآن الاستمرار في طريق التهدئة وغرس جذور من الثقة والتفاؤل وهي السياسة التي لم يتوقف الرئيس السيسي عنها يوما واحدا.

وأحسب أنه قد آن الأوان لإيقاف ضراوة الهوس الإسرائيلي وذلك الصلف والغرور والتجبر من جانب بنيامين نتنياهو وإلا اكتوت البشرية جميعها بنيران صديقة وغير صديقة في آنٍ واحد.

و..و..شكرا

الصفحة الثالثة من العدد رقم 364 الصادر بتاريخ 30 مايو 2024
 
تم نسخ الرابط