الأربعاء 26 يونيو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

"الترند" بين الشهرة والانفلات الأخلاقى

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشفية

-"الترند" بين الشهرة والانفلات الأخلاقى

-المبالغة فى صناعة الترند.. طريق النجوم إلى الهاوية 

-كيف يعصف الترند بحياة النجوم؟

-أحمد الفيشاوى يستفز الجميع للبحث عن اللقطة بأى ثمن

-ياسمين رئيس.. زفاف أم تسويق؟

-"السوشيال ميديا" الخطر الحقيقى على قيم المجتمع

-بعض النجوم يتخذون من حياتهم الخاصة وسيلة للبقاء فى الأضواء

 

أتابع باهتمام بالغ ما يدور فى الوسط الفنى من أحداث، وخلال الأيام الأخيرة كانت هناك أحداث ساخنة شغلت مواقع التواصل الاجتماعى، وتوقفت طويلاً أمام بعض الأحداث التى بنيت حول البحث عن الترند من قبل بعض الأطراف، وإن كنت أرفض تماما تدخل السوشيال ميديا السافر فى حياة الناس على هذا النحو، فهذه الطريقة لا يجب أن يتم تجاوزها مهما كانت الظروف ومهما كانت الدوافع، وهذا ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب الترند على حساب الخوض فى حياة هذا أو ذاك، وهو ما يرفضه الواقع، والمجتمع، ورغم أننى دائما أؤكد أن كل ما يحدث فى دوائر السوشيال ميديا يؤكد أن هناك تدميرا ممنهجا للخصوصية التى تقودنا بالتالى لتدمير خصوصية الآخرين، لكننى لا أبرئ بعض النجوم الذين يتخذون من حياتهم الخاصة وسيلة للبقاء فى الأضواء، فهم أكثر فئة من فئات المجتمع أصبحت فى مرمى نيران السوشيال ميديا وتحت سيطرة الترند، هى فئة النجوم والمشاهير، وسط حالة كبيرة من الانفلات الأخلاقى.

ولقد تابعت ما تم تداوله مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا"، من فيديو قصير يظهر فيه الفنان أحمد الفيشاوى أثناء العرض الخاص لفيلمه الجديد "بنقدر ظروفك" وهو فى حالة غير طبيعية، الأمر الذى لم يتقبله الجمهور خاصة أن هذا كان أثناء عرض فيلمه الجديد داخل دور العرض السينمائية، ما دفع الجمهور للتساؤل: ما هذا ولماذا يظهر هكذا وعلى هذا النحو؟ واستنكر الجمهور ظهور أحمد الفيشاوى بهذا الشكل الذى ظهر عليه فى العرض الخاص لفيلمه "بنقدر ظروفك"، معربين عن حزنهم الشديد لتصرفات الفنان، وللحق إن هذا يدل على الاستهتار وعدم تحمل الفنان للمسئولية فكيف يظهر على هذا النحو فى مكان عام، محاط بكاميرات التصوير من كل مكان، إلا لخلق حالة جدل جديدة والبحث عن ركوب "الترند"، وبدلا من أن يترك فرصة للجمهور لمشاهدة الفيلم والاستمتاع به، حيث يدور حول تساؤل مضمونه: هل يصمد الحب فى قلبى حسن وملك اللذين يعيشان فى حارة فقيرة يتغذى أهلها على رجول وهياكل الفراخ، ويشترون المواد التموينية بالتمن والربع كيلو، وحين يقرران الخروج فى مشوار يدفعان 2 جنيه مقابل رشة البرفان، وتشترى بناتها كريمات التجميل بملعقة الآيس كريم؟! فهل يصمد الحب فى هذه الأجواء أم تطيح به مصاعب الحياة وتقلباتها ومؤامرات البشر؟ لكن الجمهور ترك الفيلم وذهب يتحدث عن ظهور الفيشاوى فى العرض الخاص على هذه الطريقة التى ظهر عليها، وفيلم "بنقدر ظروفك" يخوض بطولته مع أحمد الفيشاوى النجمة مى سليم ونسرين طافش ومحمد محمود وعارفة عبدالرسول ومحمود حافظ وطاهر أبوليلة ويوسف وائل نور ويوسف الأسدى وإبرام سمير، ومن تأليف سمير النيل، وإخراج أيمن مكرم.

وللحق فإن أزمات أحمد الفيشاوى لا تنتهى ودائما يبحث عن الجدل رغم أنه فنان موهوب من الممكن أن يستثمر موهبته جيدا بعيدا عن الترند والسوشيال ميديا والتصريحات الرنانة التى يطلقها، فسابقا وأثناء تواجده فى الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائى تلفظ بلفظ غير لائق أثناء حفل الافتتاح، مما أثار جدلًا واسعًا، وأيضا دخوله مع زوجته السابقة ندى الكامل وتقبيلها على السجادة الحمراء فى كل مهرجان من أجل "اللقطة" والشو، كما أنه منذ نعومة أظافره يغرق فى المشاكل والأزمات فلا أحد ينسى أزمته مع هند الحناوى عام 2005 حول الزواج العرفى منها، وحول إثبات نسب الابنة لينا التى كانت ثمرة هذا الزواج العرفى ورفض الاعتراف بها،  لتنكر أسرة الفيشاوى نسب "لينا" الابنة، ولكن المحكمة قضت فى الأخير بثبوت نسب "لينا" لوالدها أحمد الفيشاوى، ولم تكن لينا هى فقط التى شكلت أزمة نسب مع الفنان أحمد الفيشاوى، فابنه تيتوس، وهو ابنه من طليقته الألمانية دينيس شكل أزمة أيضا،  ليصدم اعتراف الفيشاوى بابنه بعد مرور 8 سنوات، بعدما رفعت طليقته دعوى قضائية وطالبت بإثبات نسب طفلها "تيتوس".

وفى سياق البحث عن ركوب الترند نشرت الفنانة ياسمين رئيس العديد من الفيديوهات والصور لها مرتدية الفستان الأبيض، وبجانبها عدد من الفنانين، من خلال حسابها بموقع التواصل الاجتماعى "انستجرام"، لتنتشر من بعدها العديد من الشائعات التى تقول إن ياسمين رئيس تستعد لحفل زفافها، وهو ما أعطى تساؤلا عن حقيقة الأمر، هل هو بالفعل استعداد لحفل زفاف، لكن اتضح أن هذه الصور والفيديوهات  ما هى إلا كواليس فيلمها الجديد "الفستان الأبيض"، والذى تدور أحداثه فى إطار من الدراما حول صديقتين من حى فقير توشك إحداهما على الزواج، لكن يُتلف فستان زفافها فى نفس يوم الحفل، فتخوض رحلة فى القاهرة مع صديقتها المقربة للبحث عن فستان آخر، ويضم العمل عددا كبيرا من الفنانين بينهم أسماء جلال، أحمد خالد صالح، ومن تأليف وإخراج جيلان عوف، وأعتقد أن كل هذا يحدث بدافع الترند، وللحق فإن المبالغة المفرطة فى صناعة "الترند" أصبحت مرضا مزمنا ينهش فى جسد المشاهير وحياتهم، وهذا يأتى عكس مجريات الأمور، فإن أثر "الترند" يصنع مردودا سلبياً وليس إيجابيا، والنتيجة هى غرق الناس فى مجتمع افتراضى موازٍ يصنعه "الترند" بكل أسف، وللأسف مع تطور وسائل التواصل وظهور مفردات جديدة على حياتنا أصبحت تقاس على "الترند" درجة وحجم جماهيرية هذا النجم أو ذاك، وقد أصبح أمرا فى منتهى السهولة أن يصعد بين الحين والآخر "ترند" ويختفى آخر، ومع الصعود والاختفاء تُثار تساؤلات تتعلق بكيفية صناعة "الترند"، وهل قوته تتوقف على الشخصيات التى يتناولها؟ ولماذا لم تضع منصات التواصل معايير حقيقية لـ"الترند"؟ كل هذه التساؤلات تحتاج لإعادة النظر فيما يحدث فى"الترند" الذى أصبح يمثل نوعا من التجارة حيث يتم وبسهولة شديدة الحصول على ترتيب متقدم مقابل القيام بحملات مدفوعة الأجر مما يجعل هذا "الترند" مشكوكا فى مصداقيته.

ورغم تحفظى على ما يدور فى الساحة الفنية من افتعالات واضحة لركوب الترند، فإننى أؤكد أن ما يحدث الآن عبر السوشيال ميديا تحوّل بالفعل إلى خطر حقيقى، لأنه ببساطة شديدة يضرب المبادئ الراسخة فى مقتل، بل أصبح لديه القدرة على أن يحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، فما تطالعنا به السوشيال ميديا بشكل شبه يومى بعيد كل البعد عن أخلاقيات المجتمع المصرى، ويمثل انعكاسًا طبيعيًا لحالة الانفلات التى تتسم بها مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها بالطبع «فيسبوك»، الذى أراه بمثابة مأساة حقيقية لا يمكن بأى حال من الأحوال السكوت عنها، لأن ما تتداوله تلك المواقع شىء يدعو للدهشة ويبعث فى النفس الشعور بالانزعاج الشديد، لأنه فى حقيقة الأمر ترمومتر يشير إلى تغيير جذرى حدث خلال السنوات الأخيرة فى سلوكيات وأخلاقيات المواطن المصرى.

الصفحة السابعة من العدد رقم 364 الصادر بتاريخ 30 مايو 2024
 
تم نسخ الرابط