بهتان الكيان الصهيونى
من المؤسف أن نستمع لأكاذيب إعلام الكيان الصهيونى على مدار الساعة بغية تبرير الممارسات اللاإنسانية على الفلسطينيين بقطاع غزة المكلوم، وتلك السياسة غير السوية تتبناها ما يطلق عليها بالنخب، ولا يخفى على الجميع قوة آلة الكذب الإعلامى الموجهة نحو الدولة المصرية، وما يؤخذ عليها تناقضها مع واقع أصبح مرصودًا من العالم كله، ومن ثم أضحت إسرائيل تتبنى فكرة التشويه والتقليل من الجهود لأغراض خبيثة يدركها أصحاب الوعى الرشيد.
ودون مزايدة يدرك العالم بأسره مدى ما تقوم به الدولة المصرية وقيادتها السياسية الحكيمة من أجل القضية الفلسطينية والتى تعتبر قضية الأمة العربية؛ فلم يتم السماح بالتهجير القسرى لسيناء والذى خططت له إسرائيل بدقة متناهية مدعومة من كل قوى الظلم والعدوان، وفى المقابل قدمت كافة أشكال الدعم للأشقاء الفلسطينيين بهدف بقائهم فى أرضهم وتمسكهم وثباتهم وصمودهم فى وجه العدوان الغاشم؛ فلا قضية بدون أرض يقطنها أصحاب حق أصيل.
وما يشهده الجميع تحمل مصر كافة السخافات التى تصدر عن الإعلام الصهيونى وصور الاستفزاز المتوالية؛ فالهدف السامى والمنشود يتمثل فى إنهاء الحرب والتوصل لاتفاق حل الدولتين على حدود 1967م، وفى المقابل لا تلتزم إسرائيل بعهد، أو ميثاق، أو اتفاق، أو قانون، أو قرار يحفظ حقوق الفلسطينيين ويصون هدر دماء الأبرياء منهم، بل وتمارس قنواتهم عرض وتناول الأباطيل وإلقاء التهم جزافًا بغرض تشتيت الأنظار عما يحدث من محارق ومجازر بالقطاع.
إن ما تفوه به الإعلام الإسرائيلى من ادعاءات كاذبة فى جملتها وتفاصيلها لا يتقبلها عقل ولا يقر بها منطق سليم؛ فعندما تتهم الدولة المصرية بأنها تهرب الأسلحة والذخائر للمقاومة الفلسطينية، فإن الرد على هذا الصلف والهوان لا يخرج عن موقف مصر الواضح منذ أن شنت حربها على الإرهاب؛ حيث اتخذت قرارها بتدمير جميع الأنفاق وبناء منطقة عازلة على حدودها مع قطاع غزة؛ كى تقضى على منابع الخطورة إلى أراضيها؛ فكيف يتم التهريب المزمع؟
وما نعقت به وسائل الإعلام العبرية من أن القاهرة تمنع دخول المساعدات الإنسانية التى تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة ما هو إلا ضرب مستحدث من أكاذيبها؛ فعلى الفور رد مصدر مصرى رفيع المستوى بأن تراجع إسرائيل وإدارتها بموقف المساعدات المصرية المتراكمة بمعبر كرم أبو سالم التى تتجاوز الـ 500 شاحنة حينها، قبل أن تدعى وتتهم مصر بأنها تمنع إدخال المساعدات للقطاع، ثم كيف لدولة تقدم ما نسبته 87 % من إجمالى المساعدات التى دخلت غزة أن توقف دخولها فى أحلك وأشد الظروف قسوة وضراوة؟!
وما تفوه به الإعلام الغربى وفى صدارته CNN والتى ادعت كذبًا وبهتانًا أن مصر تعرقل جهود المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار فى غزة؛ فهذا أمر لا يصدقه عقل أو منطق؛ فتلك الاتهامات تعبر عن نوايا خبيثة تستهدف توجيه الأنظار عما يحدث من مجازر ومهالك على الأراضى الفلسطينية، وتعطى الفرصة لإسرائيل لاستكمال أهدافها التى لن تتحقق ما دامت الإرادة المصرية ثابتة على موقفها؛ فمما لا شك فيه أن إنهاء الحرب وحل الدولتين يخدم الأمن القومى المصرى.
نرى أن هناك فجورًا فى ممارسة الكذب وإلقاء التهم ونشر الأباطيل وبهتان الحديث عبر ما يطلق من تصريحات تعد غير مسئولة، وفى ذات الوقت ممنهجة وموجهة للنيل من دور مصر وموقفها الواضح؛ حيث إنها أول من اقترحت رؤية متكاملة لحل أزمة غزة، وكانت هى أساس المفاوضات التى تمت فى باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة ما زالت تقدم جهودًا من أجل التهدئة وإيقاف الحرب؛ فالتشاور مع جميع الأطراف وموافقتهم تعد الأساس فى الوصول لاتفاق جامع.
ورغم الكذب والبهتان الإسرائيلى الذى يطلق من أبواقهم غير المهنية؛ نؤكد بأن الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة لن تحيدا عن استكمال دورهما التاريخى من أجل دعم القضية الفلسطينية.
حفظ الله وطننا الغالى وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.